حافظ مصطفى علي
شاءت الأقدار أن أسكن في عمارة جاورني فيها الصيني والروسي والكوبي وبعض الأطباء اليمنيين وأنا الصحفي الوحيد بينهم لأن الغالبية من الساكنين هم الأجانب كنا نستنكر بعض سلوكياتهم خاصة في رأس السنة حيث يصل الاختلاط بينهم حد الكارثة الأخلاقية أو ربما هذا ما ننم به عليهم إلا أننا كنا أيام العطل الأسبوعية نعمل مثلهم في تنظيف العمارة من رأسها حتى أخمص قدميها بالماء وبكل أدوات المسح والشفط وينتهي العمل عند الساعة العاشرة صباحا ونعود أدراجنا مرتاحين من جهدنا المثمر .
شيئا فشيئا بدأ عدد الأجانب يتناقص خاصة بعد أن أعدت الدولة لهم مساكن أخرى في عمارة أخرى وشيئا فشيئا بدأ يحل محلهم أخوة من أبناء جلدتنا فجأة اختفت عملية الشفط والمسح من العمارة وبدأت أسمع في منتصف الليل أصوات ارتطام لأكياس ملأى بالقمامة حاولت إثناء السكان الجدد بتلصيق إرشادات مذكرا بما نادى به الإسلام وتعود الإرشادات مع كل دفعة أخرى من المستأجرين الجدد.
وخرجت بملاحظة هي ليست تعميما وهي انه كلما توغل الإنسان في المدنية زادت نزعته نحو تنظيف البيئة المحيطة بمسكنه وكلما توغل الإنسان في البداوة زادت عنده نزعة عدم الاعتناء بالبيئة المحيطة به. آلمني المشهد وأخذت اقلبه من كل اتجاه فوجدت أنهم ((أي الأجانب)) أخذوا من ديننا الإسلامي الكثير وصار ما نوصمهم به وصما علينا وفينا أين دور المدرسة والأسرة والمسجد الذي تراجع أثره الإرشادي بمستوى تراجع تمسكنا بحضارة ديننا القويم أين ¿!!..