أحمد عبدربه علوي❊
نحن في اليمن من أكثر الدول استخداماٍ لمصطلح الوحدة الوطنية وربما كان لظروف الحروب والمشاحنات والمناكفات التي شهدتها البلاد في الماضي وما نجم عنها من استحقاقات دور أساسي في ذلك وحيث أن الأصل أننا موحدون في بلادنا من قبل تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م وان لا فضل ليمني على يمني آخر إلا بقدر انتمائه وعطائه لليمن فإن مصطلح »الجبهة الداخلية« قد يكون هو الأفضل ربما عندما نجد أنفسنا بحاجة إلى الإشارة الصريحة إلى اللحمة الاجتماعية لشعبنا اليمني الواحد في مواجهة أعباء الحياة وتطورات الظروف وما قد تشهده بلادنا والمنطقة من تطورات لقد نضجت مسيرة شعبنا إلى الحد الذي بات يلفظ فيه من بين صفوفه كل متكسب من وراء اللعب بـ»الثلاث ورقات« اللعب على حبال الجبهة الداخلية ولم يعد هكذا حال يبعث على ارتياح أو استحسان إلا لدى الجهلة المصابين بعاهة عدم الفهم فالأصل أننا جميعاٍ مواطنون يمنيون نجسد بالممارسة العملية والسلوك الإنساني المجرد حقيقة أننا شعب موحد لا يحق لأحد فيه أن ينحاز لطرف ضد آخر أو أن ينتصر لفئة أو مجموعة على حساب أخرى إلا إذا كان يعتقد أن من السهل الانتفاع أو الارتزاق المسموم من هكذا سلوك مشين نحن إذن أمام حالة يمكن الاستدلال عليها بالجبهة الداخلية وليس الوحدة الوطنية لأن عكس الوحدة يعني الانقسام وليس بيننا من يقبل ولو مجرد التفكير بشيء من ذلك »لا قدر الله« ولأن الحديث عن الجبهة الداخلية يعني تلاحم الناس في بلدها وخلف قيادتها ووفق مسيرتها مثلما هو تعبير حي عن مضمون الجبهة بما يحويه من معاني التماسك والقوة والوحدة والاستعداد الفطري لمواجهة التحديات والدفاع عن الوطن أي أن الكلمة ذات مدلول وطني أقرب إلى الروح العسكرية المجردة من أية حسابات خاصة أو فئوية أو مناطقية أو قبلية أو قروية ولجهة الحسابات العامة أو الشاملة وحسب!. وفق هكذا نأمل من دوائر التوجيه والسياسة والإعلام والتربية النظر في مصطلح الجبهة الداخلية عوضاٍ عن مصطلح الوحدة الوطنية.. فالتغيير سنة الحياة وهو أمر مطلوب ومحبب وتماسك الجبهة الداخلية وقوتها خلف المسيرة الوطنية والقيادة السياسية الحاكمة ثابت يحقق شروط الوحدة الوطنية ليس كمصطلح فقط وإنما كممارسة حقيقية على أرض الواقع وذلك خلافاٍ لسائر الحسابات والمفاهيم التي أفرزها الاستخدام المفرط لهذا المصطلح بين صفوفنا.. نتمنى لبلادنا الخير والتقدم والله ولي التوفيق..