((يحتوى القرآن الكريم على شخصيات وأماكن وردت فى آياته الكريمة منها ما هو على سبيل التصريح بالاسم أو على سبيل التلميح من دون التصريح من خلال ذكر الأمثلة المتنوعة مثلما جاء فى قصة أصحاب الأخدود وأصحاب الفيل º فى حين جاء ذكر شخصيات أخرى فى كتاب الله فى صورة ثالثة من دون التصريح أو التلميح إذ اكتفى رب العالمين بالإشارة إليها بالوصف فقط الذى جمع الله فيه ما بين الاسـم والوصف)).
بهذه السطور بدأ “حنفى المحلاوى” صفحات كتابه الجديد “الأماكن المشهورة فى القرآن الكريم”. وعن البلاد التى وردت فى كتاب الله صراحة قال المؤلف لابد أن لها خصوصية بخلاف غيرها من الأماكن التى جاء ذكرها تلميحا ومن أشهر هذه البلدان وتلك الأماكن “منى” و”قرى الحجاز” بحكم اقترانها واقترابها برسالة الإسلام وبدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم º ونجد مدينة أخرى مثل ” سبأ ” و” عدن ” و” العقبة ” وتأتى ” مصر” ومن بعدها ” سيناء” أيضا مما يوضح قيمة وأهميه هذه الأماكن.. وجدير بالذكر أن هذه الأماكن لم تذب فى الكيانات الكبيرة بل ظلت قائمة على حالتها تروى لنا عبر الأزمنة دورها.
أماكن للصلاة والعباده ويتطرق المؤلف لأشهر أماكن العباده فقد أورد القرآن الكريم أماكن عباده تخص الديانات الثلاث وهذا دليل واضح على وسطية الإسلام واعترافه بما سبقه من أديان سماوية وبالتأكيد جاء ذكر أماكن العباده الإسلامية للدلالة على استمرارية الدين الحنيفº كما جاء في محكم الآيات كل من الكعبة والمسجد الحرام والمسجد الأقصى وعرفات والصفا والمروة ومقام إبراهيم والمحراب.. وورد أيضا ذكر كلمة “صلوات” وهي تعني أماكن الصلاة.
وانتقل الكاتب للأماكن التى ارتبطت بحياة الأنبياء منذ آدم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وكما هو معروف فإن المكان يلعب دورا مهما فى حياة أى إنسان فما بالنا إذا كانوا أنبياء وهذه الأماكن شملت مواقع شـاركت فى أحداث خاصة بتلك الرسالات التى حملوها إلى بنى البشر ومن ذلك القرية التى كان أهلها يرتكبون الخبائث والتى هاجر إليها “لوط” و”الجب” الذى استضاف نبي الله يوسف ثم ” الطور” الأعين فى أرض سيناء الذى شهد تجلي رب العالمين على نبيه “موسى” وجبل “الجودى” الذى شهد مهبط سفينة نوح.. و”التنور” الذى كان علامة انطلاق هذه السفينة ومن أهم هذه الأماكن المدن التى لفظت بعض هؤلاء الأنبياء واضطرتهم للهجرةº كما وقع لنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “عاش بعيدا عن مكة التي ولد فيها حتى عاد إليها فاتحا”.
أماكن ارتبطت بالقصص القرآني
وفى جزء آخر من الكتاب يعرض المؤلف للأماكن التى ارتبطت بأصحاب القصص سواء كانت متعلقة بالأنبياء أو بالرسل أو بالأمم السابقة أو بعباده الصالحين أو بعباده الكافرين فقد وردت هذه القصص لتعمق الإيمان لدينا ولتكون عبرة لكل مسلم على مر الزمان.. ومن أشهر هذه القصص “الأخدود”.
الذى مات فيه المؤمنون حرقا لإيمانهم بالله تعالىº وهناك أيضا قصة الفتيه الذين أووا إلى الكهف وجبل الرقيم المكان الذى عاشوا فيه طيلة فترة مكوثهم هناك فقد ارتبط المكانان وفقا لقوله تعالى “أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا”.
ومن أشهر الأماكن أيضا “الحرنين” وهؤلاء القوم الذين دفنوا نبيهم حيا فى هذه البئر وتحدث القرآن أيضا عن بنى إسرائيل من قبل ظهور نبى الله موسى وحتى انتقالهم إلى الأرض المقدسة إلا أن هناك آيات تعقبت أفعال بعض هؤلاء القوم ومن بينهم من كانت قريتهم حاضرة البحر حيث أخذ الله عليهم عهدا بأن يتفرغوا لعبادته خاصة فى يوم السبت ومن أجل ذلك حرم عليهم الصيد اختبارا لهم.
وكانت النهاية عن الجنة والنار ويوم البعث والحساب فقد جاء ذكر الجنة وما بها من نعيم للمؤمنين.. وورد أيضا للصراط المستقيم أولى منازل الجنة وسدرة المنتهى والمقام الرفيع والأفق الأعلى والكوثر..