نــور باعباد
يقال إن المرأة أكثر عاطفة وسرعان ما تغرورق عيناها بالدموع وهي في الغالب دموع الألم والحسرة والقهر ونادراٍ ما تكون دموع الفرح وفي النوعين تدمع العينان.. أما أنا فإني أفخر لأني امرأة وأشعر أن الدموع متنفس طبيعي لما حباه الله في الإنسان نساءٍ ورجالاٍ كما أفخر أن الدموع في حال الألم والفرح قد ملأت عيني حين اندلعت الحرب السادسة في صعدة وحين ألقت هذه الحرب أوزارها.. وكمواطنة دعوت الله أن يرحمنا ويلطف بنا وأنا أرى غْصة في حلق كل فرد لم يعد قريبه.
إن الأسى يملأ قلبي وأنا أرى انعدام لغة التخاطب بيننا كيمنيين وأتألم أن المناخ الديمقراطي الذي أشاعته الوحدة اليمنية ونظمه الدستور وقد انتشرت الأحزاب والتنظيمات السياسية وجيش جرار من الجمعيات والمؤسسات غير الحكومية وذلك البناء المؤسسي الحكومي للوزارات والمؤسسات وذلك الهيكل المؤسسي الآخر من المجالس المحلية في المحافظات والمديريات وتلك المباني والخطط والاستراتيجيات وذلك التفريخ الجديد لما يسمى بحكم واسع الصلاحيات.. إننا أمام هدر كبير من الإمكانيات والقدرات البشرية التي لم توظف مطلقاٍ لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار بل كل ذلك وبال وخطر على الوطن فلو احتسبنا قيمة مأدبة لهذا الاستحقاق والبناء والإخفاق لأقمنا مجتمعاٍ نموذجياٍ آخر ولكن ما حدث أن هناك تخريباٍ في العقول وهدراٍ في الإمكانيات بل لم يشكل عاصماٍ ومانعاٍ وحامياٍ لمجتمع الوحدة بل إن هناك استغلالاٍ سيئاٍ لكل ذلك المناخ الذي لطالما حلمنا به جميعاٍ وإذا به يقع على رؤوسنا تشرذماٍ وكرهاٍ فمن بطء في التنمية واستمرار في الأمية وتسرب من التعليم إلى سلبية مخرجاته لعدم مواكبتها لاحتياجات سوق العمل.. وماذا عن صحة الإنسان والرعاية المعدومة إلى تزايد مخرجات الفقر وقلة التوسعات في البنية التحتية لسنا أقل حاجة عن أن تنساب العملية الديمقراطية لتجعل حياتنا متطورة ولنمارس حقوقنا من خلالها.
لذا فنحن نحتاج لصدق ومصداقية وانسياب منطقي لتمكين الديمقراطية والشفافية للتحسين من حياتنا لتخلق الثقة ببعضنا ولتكرس ما جادت به الوحدة وما جاءت من أجله الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر من أمانُ لتكون متحققة على الواقع ينبغي ألا ننسى أحلام وتطلعات شعبنا في الحرية والعدل والمساواة وأن نعمل من أجل ذلك لا أن ننسى تلك الآمال وألا نتناحر ونترصد ببعضنا البعض و أن نغفل عن إصلاح مجتمعنا ولا نسمع لبعضنا ونضع المقترحات والإصلاحات المعقولة ليكون ذلك سبيلاٍ للنهوض باليمن وأن نضع نصب أعيننا الاحتياجات التنموية القريبة والبعيدة لمجتمعنا سبيلاٍ نحو تحقيق أهداف الثورة والوحدة وحتى تهدأ حالة الغليان الذي يشهده مجتمعنا في صعدة والمحافظات الجنوبية وما نعانيه من زيادات سكانية متناثرة وما نراه من شحة موارد وشحة تواجد للمدرسة والمركز الصحي والطريق وكلها كفيلة بالتحقق إذا ما كان هناك حرص على سماع الآخر وحرص على العطاء وحرص على التنفيذ الآمن والمخلص للتنمية حينها سيشكل فرحاٍ وحباٍ للوطن والوحدة وسنتجه نحو التقدم والرقي..