حافظ مصطفى علي
لم يحدث أن تكون القلة مصدر تهديد للإدارة إلا في معهد الفنون الجميلة بعدن حيث استبد القلق بإدارة المعهد للنقص الكبير الذي يعانيه المعهد في عدد الطلاب حتى وصل في إحدى الشعب طالب واحد وحسب ما يتردد أن هذا الطالب كان صاحب الكلمة العليا وبإمكانه إلغاء الشعبة إذا ما قرر الخروج وعدم مواصلة الدراسة !
لعل ذلك هو شر البلية ولكنه لايضحك وفي ظل هذا الوضع انعقدت ورشة عمل برعاية د.محمد أبوبكر المفلحي وزير الثقافة الذي ابدى ارتياحه لمستوى تفاعل المدرسين مع الورشة التي خرجت بعدد من التوصيات أهمها إنشاء معهد عال للفنون الجميلة واستقلالية معهد جميل غانم للفنون الجميلة بعدن مالياٍ وإدارياٍ. وكانت دعوة البعض لإقامة المعهد العالي في صنعاء وبقاء معهد عدن كمعهد متوسط محل امتعاظ الكثير من قواعد المعهد والمهتمين من القيادات الثقافية في صنعاء أيضا إلا أن هذا الاتجاه يبدو جديا ليبرز السؤال: لماذا لا يتم أولا انتشال وضع المعهد المتردي منذ العام 1994م كمعهد رافد للمعهد العالي المقترح¿.. ولماذا لا يستغل المناخ والتقاليد التي كانت سائدة في عدن لتدعيم الاتجاه كمرحلة ثانية لتأسيس معهد عال في عدن¿ إذ حرص البعض ممن يرون اختيار العاصمة صنعاء مكانا مناسبا للمعهد العالي على القول إن الدعم المادي سيكون أفضل في صنعاء لأن أزمة معهد عدن هي الميزانية !
ولكن أيهما أسهل نقل المناخ والتقاليد أو نقل الأموال !
معهد جميل غانم بعدن تأسس في العام 1973م من ثلاثة أقسام هي الموسيقى والمسرح والفن التشكيلي على يد الموسيقار أحمد صالح بن غودل وهو المدير الحالي للمعهد وشكل علامة بارزة على مستوى اليمن والجزيرة العربية وأهم مشاكل المعهد التي أصابت مديريه بالإحباط هو تناقص الدعم المادي .
فهل نعي معنى أن يبرز الحديث لإنشاء معهد عال في العاصمة بينما معهد جميل غانم بعدن مهدد بالموت في العناية المركزة¿!