زوووم
في وداع رائد الطرب اليمني
> في زمن صدحت بلابل بساتين وسهول وفيافي لحج الخضيرة بأعذب ألحانها وأصواتها صدح صوت فتى لحج ذي الـ٥١ ربيعاٍ بأجمل أغانيه »أسألك بالحب يا فاتن جميل« من كلمات الشاعر الغنائي أحمد عباد الحسيني فانسابت عناقيد فاكهة الحسيني لدندناته ولصوته الايقاعي الجميل وفاحت رياحين الفل والكاذي على طربه وعلى ولادة صوت الفنان الشعبي الناشئ فيصل علوي سعد صالح الذي حمل لقب سفير الأغنية اللحجية عن جدارة وأصبح أحد أبرز رموز الحركة الفنية اليمنية فكانت قرية الشقعة نقطة انطلاقته الأولى فانسلت أغانيه تشدو بأحلى وأعذب الكلمات في الغناء اللحجي حيث نهل من كنوز أمير الطرب أحمد فضل القمندان فصاغ بصوته الرخيم مدرسة خاصة به في مخارج الكلمات اللحنية الموسيقية غنى للعديد من الشعراء أمثال الأساتذة صالح نصيب سالم علي حجيري عبدالله هادي سبيت صالح فقيه عبدالحليم عامر الأمير محسن بن مهدي والأمير صالح مهدي وصالح اللبن وغيرهم وتأثر كثيراٍ بالفنان الكبير فضل محمد اللحجي غنى للوطن وللأرض بايقاعات فنية طربية قلما أجادها فنانو عصره وان حاول بعض منهم أن يصل إلى مستوى تقليده وإن كان نال شرف اعتراف الفنان الكبير والملحن الراحل فضل محمد اللحجي بأن أطلق على الفنان الراحل فيصل علوي بأن يكون خليفته في الفن اللحجي وايصال رسالته إلى مستوى الوطن وتجاوزه اقليمياٍ وعربياٍ فحمل لواء الأغنية اللحجية على أوتار من ذهب عمل على تطويرها وإضافة نغماتها بطريقته الـ»فيصلية« التي راجت مع رواج وانتشار شعبيته في عالم الغناء غنى الأغنية الوطنية لأول مرة من كلمات الشاعر الأستاذ أحمد صالح عيسى وكانت أولى أغانيه »صوت الهاون يشجيني« ثم غنى للشاعر الأستاذ أحمد عباد الحسيني »سرت ليلة على الفيران حية« وقد غناها في احدى دور عروض السينما بمدينة الشيخ عثمان على صوت دوي العمليات الفدائية ابان حقبة الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن ثم غنى أغنيته الشهيرة أيضاٍ من كلمات الشاعر الأستاذ أحمد عباد الحسيني »الاستشهاد قائد كل مدرم«.
عرف عن الفنان الكبير الراحل فيصل علوي بدماثة خلقه المعجونة بتربة لحج الخضيرة ورقة أحاسيسه إذا ما وصل إلى مسامعه من أخبار لا تسر الخاطر عن زميل ما من زملاء الأسرة الفنية أو أصدقاء العمر الطويل الذين أحاطوه بشعبيته التي ملأت الآفاق يمنياٍ واقليمياٍ وعربياٍ فذرفت عيناه الدموع في مواقف إنسانية جمة لم يجهر بها قط فكان حضوره في حفل تكريم الفنان أيوب طارش عام ٤٠٠٢م أن أفشى برقة أحاسيسه وإنسانيته حيث اعتلى خشبة المسرح وعانق أخاه أيوب عناقاٍ حاراٍ ففاضت عيناه بالدموع مشفوعة بباقة ورد جميل كجمال أخلاق فناننا الراحل الكبير فيصل علوي رحمة الله عليه رحمة واسعة وطيب ثراه..<
تعليق وتصوير:
صالح الدابيه
زوووم
التصنيفات: الصفحة الأخيرة