أطباء بلا ضمير.. من يحاسبهم¿!
عاصم السادة
> كثر شاكوهم وقل شاكروهم فقلما نجد أشخاصاٍ يشكرون طبيباٍ على مهاراته وقدراته الطبية التي يمتلكها في مداواة المرضى في هذه البلاد..
بالاضافة إلى احترامه وإجلاله لشرف مهنة الطب..
اذ نجد كثيراٍ من الاطباء في بلادنا السعيدة- للأسف الشديد- في المستشفيات الحكومية والخاصة على حد سواء لا يضعون أي اعتبار لشرف المهنة وقيمتها النبيلة السامية في التعامل مع الأرواح البشرية على أنها أمانة في اعناقهم..
فهي لديهم لا قيمة لها وغالباٍ ما يتعاملون معها على أنها ستفنى لا محالة أكان اليوم أو غداٍ في حين لا فائدة من إنقاذها حتى وإن كان المرض »حمى« وبالتالي يعدون ذلك قضاء وقدراٍ.. اللهم لا اعتراض..!!
فثمة قضايا وأخطاء طبية ارتكبها أطباء يمنيون في كثير من المستشفيات بحق أناس حسبوا أنفسهم في أيد أمينة وإذا بهم وجدوها بين يدي قباض الأرواح..!! فمن المسؤول عنها..¿!
فلم أكن أتوقع ذلك المشهد المروع الذي رأيته بأم عيني في أحد المستشفيات الحكومية الكبيرة حينما أقبل رجل مهرولاٍ إلى المستشفى يصرخ بصوت عال حاملاٍ بين يديه أخاه يلفظ أنفاسه الأخيرة »أخي.. انقذوا أخي يادكاترة.. أخي بايموت«!!
في الوقت الذي كان فيه ملائكة الرحمة- عفواٍ العذاب- متواجدين في ممرات المستشفى كغثاء السيل يمرون من أمام ذلك الرجل المسكين وقد أبيضت شفتاه وجف ريقه وبح صوته وهم ينظرون اليه بعين »الرحمة والشفقة« وكأن الامر لا يعنيهم وليس بأيديهم أي حيلة..!
ظل ذلك الرجل المخذول حاملاٍ شقيقه وهو يتنقل من غرفة إلى غرفة يبحث عن طبيب ينقذ أخاه المشرف على الموت لكن الاطباء تداولوا به من طبيب إلى آخر حتى وافت المنية أخاه ولا حول ولاقوة إلا بالله.
ومع ذلك الاهمال واللامبالاة بحياة الناس والاتجار بها لم يهتز لهؤلاء »الملائكة« أية نزعة انسانية ولم يؤنب ولو طبيب واحد ضميره تجاه ذلك الموقف المؤلم الذي يقطر القلب دماٍ كما انه لم يكلف أحدهم نفسه حتى بوضع الميت على المحفة »السرير« إلا أحد فراشي المستشفى »صومالي« اهتزت لديه مشاعر الاخوة والانسانية فبادر سريعاٍ وقدم للرجل »المحفة« ليضع شقيقه الميت عليها..!
وذلك الصومالي الانسان نال عقوبة صارمة من قبل إدارة المستشفى بسبب الخدمة الإنسانية التي قدمها للميت وأخيه بحجة ان ذلك ليس من اختصاصه..!!
طبعاٍ.. المستشفى يتربع وسط العاصمة مترامي الأطراف طولاٍ وعرضاٍ وهو مسمى باسم نظام البلاد حالياٍ لكن الواضح الجلي أنه يتعامل مع الارواح البشرية كما النظام السابق..¿!
وهكذا أصبح الضمير ميتاٍ لدى كثير من الأطباء والروح البشرية التي توضع بين ايديهم عبارة عن سلعة تجارية أو حيوانات يقام فيها حقول تجارب لا يبالون بحياة الآخرين فمن يحاسب هؤلاء من جور عبثهم بأجسام الناس..!!
ثمة أشخاص دخلوا تلك المستشفيات على اقدامهم أصحاء فصحاء ليس فيهم أي علة يعانون منها فإذا بهم يخرجون محمولين على الاكتاف امواتاٍ وقلما يخرجون على الاقدام والبعض الاخر على قدم واحدة وبالتالي فقد أصبحت مهنة الطب في بلادنا الهدف الرئيسي منها الكسب المادي والاتجار بحياة الناس وهو ما يعتبر امتهاناٍ لهذه المهنة الشريفة من قبل أناس لا يمكن ابداٍ ان يطلق عليهم صفة الطبيب.
ففي بلدان العالم الخارجي الغربي والأوروبي الذين عادة ما نطلق عليهم الاوصاف الساخرة زاعمين بأننا الأرقى كمسلمين والأكثر إنسانية نلاحظ ان الطبيب في مجتمعاتهم هو الإله بعد أربابهم المقدسة الذي بمقدوره ان يبقيهم على قيد الحياة وكذا الاطباء يعتبرون ان الانسان الذي يوضع بين ايديهم كأحد ابنائهم وفلذات أكبادهم إذا تأوه أحدهم بكلمة »آه« قامت الدنيا ولم تقعد لذلك..
وبينما ظل الرجل يحمل أخاه وهو يذرف الدمع ويصيح داخل المستشفى بحثاٍ عن طبيب واحد »مسلم« على الأقل ينقذ حياة شقيقه حتى ولو وضع السماعة الطبية على صدره من باب المجاملة لكنه لم يجد أحداٍ مع وفرتهم وكثرة عددهم.. والآن بالله عليكم من هم المسلمون الذين يتعاملون بمبادئ الاسلام الحقة هنا هل نحن أم هم بأمانة..¿¿
هنا أتذكر حادثة واقعية وليست من نسج الخيال أنه ذات مرة في مستشفى حكومي في محافظة إب أتت فتاة في سن الزهور مع ابيها لإجراء عملية اللوزتين في هذا المستشفى وعند ولوجها مع الأطباء إلى غرفة العمليات وهي حية أخذت تودع أباها بابتسامة عريضة وتلوح بيدها نحوه وكأنها لن تراه بعد تلك اللحظة في حياتها..!
وبالفعل كانت اللحظات الأخيرة في حياتها حيث قام الاطباء الجراحون الجهابذة بإجراء العملية وأثناء قطع اللوزتين أخطأ أحد الدكاترة وقطع شرايين أخرى ليس لها علاقة باللوزتين مما أدى إلى حدوث نزيف داخلي ووفاة الفتاة مباشرة..
والآن ليضع وزير الصحة نفسه مكان الأب وهو ينتظر خروج ابنته من غرفة العمليات لتبتسم له مرة أخرى فإذا بها ميتة.. كيف سيكون حاله في هذا الموقف..!
حادثة أخرى- ايضاٍ- تقشعر لها الابدان حدثت في مستشفى خاص بذات المحافظة حيث كنت متواجداٍ بنفسي حينها بغرض زيارة أحد الاقارب وأثناء الزيارة إذا بي أسمع صراخاٍ يلازمه سجال كلامي واشتباك في الطابق الثاني من المستشفى هرعنا جميعاٍ إلى الأعلى لفك الاشتباك في ذات الوقت ومعرفة السبب الذي ادى إلى حدوث ذلك..!!
وبعد أن هدأت الاوضاع داخل المستشفى بادرت بسؤال أحد المشتبكين عن أسباب العراك..
فإذا به يقول: ان رجلاٍ مسناٍ في العقد الخامس من عمره وافته المنية الساعة الثانية ظهراٍ واولاده لم يتم إبلاغهم بالخبر في حين ان الطبيب المداوي كان عالماٍ بوفاته ولم يقل لأحد..!
وعندما أتى أحد اولاد هذا المسن ليستفسر عن صحة أبيه قال له الطبيب: أبوك بحاجة ضرورية الآن إلى عملية جراحية في قلبه لأن حالته خطيرة جداٍ والعملية تبلغ تكلفتها ثلاثمائة ألف ريال..
توجه اولاد المتوفي وأهله لتدبير المبلغ الضخم وتسديده للصندوق وافقوا على إجراء العملية ووقعوا على التنازل في حالة وفاته..
لاحظوا معنا هنا ذلك الدكتور المجرم كيف تعامل مع هذا الرجل الميت دون رحمة ولا شفقة ولا خوف من الله.
قام الطبيب بشق صدر الميت ومن ثم أعاد تخييطه.. وعند الانتهاء من التشريح خرج الطبيب من غرفة العمليات يعزي الأولاد والعشيرة بوفاة مريضهم. المتوفي سابقاٍ..!!
وبما أن الحق دائماٍ لا يضيع كان أحد الأطباء المساعدين لذلك الطبيب »المجرم« في العملية اكتشف أثناء إجرائها أن الرجل قد مات فلم يستطع السكوت على ذلك الباطل فقام بإبلاغ أحد أولاده بالذي حدث بالتفصيل.. وكان ذلك هو بسبب العراك..
يا جماعة الخير.. من منكم سمع يوماٍ أن طبيباٍ روسياٍ أو ألمانياٍ أو أمريكياٍ أو خليجياٍ قد قام بإجراء عملية جراحية شق بطن شخص ونسي داخل أمعائه مقصاٍ أو مشرطاٍ أو شاشاٍ.. غير أطباء اليمن..!
والحقيقة أن الوضع الطبي في اليمن في مجمل نواحيه لا يمكن أن نعده طباٍ نموذجياٍ فلا مباني مؤهلة لأن تكون مستشفيات ولا أطباء متمكنين من مهنة الطب وهذا كله عائد إلى غياب الحكومة ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان في الرقابة على الأداء الطبي الذي يقدمه أولئك الأطباء للمواطنين وكذا مباني المستشفيات التي تفتقر لأبسط المواصفات الصحية..!
وهنا هل للأخ وزير الصحة أن يتشرف ولو بزيارة تكون مفاجئة لأي مرفق صحي أكان حكومياٍ أو أهلياٍ لتلمس أوضاع المرضى وتفقد أحوالهم بالإضافة إلى فحص المعايير الصحية التي تلتزم بها تلك المرافق..¿
وأعتقد أنه يعلم يقيناٍ ما يحدث داخل أروقة تلك المستشفيات من أعمال إجرامية تمارس ضد الأرواح البشرية بقصد أو بغير قصد لكنه يتعمد غض البصر..
لذا نجد جل الطلاب المتخرجين من كليات الطب بجميع أقسامها أول عمل يقومون به بعد تخرجهم هو أخذ تراخيصهم الطبية من قبل وزارة الصحة ومن ثم القيام مباشرة بفتح المستشفيات والعيادات دون إخضاعهم لمرحلة التدريب التي تقضي بها اللائحة القانونية لدى نقابة الأطباء حيث تحتوي اللائحة على عدة شروط تفرض على كل متخرج قبل أن يمارس مهنة الطب مباشرة القيام بها لعدة سنوات من أجل أن يصبح طبيباٍ..!!
وهنا أتساءل.. كم طبيباٍ يمنياٍ أدى القسم الطبي المسمى »قسم أبو قراط« عند تخرجه من كليات الطب في الجامعات الحكومية والخاصة معاٍ..¿¿
إن ما ذكر آنفاٍ من مآخذ وأخطاء طبية وشبه عمد في المنشآت الطبية اليمنية وأطباءها الأجلاء ليس إلا غيضاٍ من فيض.. وما خفي كان أعظم..<
> كثر شاكوهم وقل شاكروهم فقلما نجد أشخاصاٍ يشكرون طبيباٍ على مهاراته وقدراته الطبية التي يمتلكها في مداواة المرضى في هذه البلاد..
بالاضافة إلى احترامه وإجلاله لشرف مهنة الطب..
اذ نجد كثيراٍ من الاطباء في بلادنا السعيدة- للأسف الشديد- في المستشفيات الحكومية والخاصة على حد سواء لا يضعون أي اعتبار لشرف المهنة وقيمتها النبيلة السامية في التعامل مع الأرواح البشرية على أنها أمانة في اعناقهم..
فهي لديهم لا قيمة لها وغالباٍ ما يتعاملون معها على أنها ستفنى لا محالة أكان اليوم أو غداٍ في حين لا فائدة من إنقاذها حتى وإن كان المرض »حمى« وبالتالي يعدون ذلك قضاء وقدراٍ.. اللهم لا اعتراض..!!
فثمة قضايا وأخطاء طبية ارتكبها أطباء يمنيون في كثير من المستشفيات بحق أناس حسبوا أنفسهم في أيد أمينة وإذا بهم وجدوها بين يدي قباض الأرواح..!! فمن المسؤول عنها..¿!
فلم أكن أتوقع ذلك المشهد المروع الذي رأيته بأم عيني في أحد المستشفيات الحكومية الكبيرة حينما أقبل رجل مهرولاٍ إلى المستشفى يصرخ بصوت عال حاملاٍ بين يديه أخاه يلفظ أنفاسه الأخيرة »أخي.. انقذوا أخي يادكاترة.. أخي بايموت«!!
في الوقت الذي كان فيه ملائكة الرحمة- عفواٍ العذاب- متواجدين في ممرات المستشفى كغثاء السيل يمرون من أمام ذلك الرجل المسكين وقد أبيضت شفتاه وجف ريقه وبح صوته وهم ينظرون اليه بعين »الرحمة والشفقة« وكأن الامر لا يعنيهم وليس بأيديهم أي حيلة..!
ظل ذلك الرجل المخذول حاملاٍ شقيقه وهو يتنقل من غرفة إلى غرفة يبحث عن طبيب ينقذ أخاه المشرف على الموت لكن الاطباء تداولوا به من طبيب إلى آخر حتى وافت المنية أخاه ولا حول ولاقوة إلا بالله.
ومع ذلك الاهمال واللامبالاة بحياة الناس والاتجار بها لم يهتز لهؤلاء »الملائكة« أية نزعة انسانية ولم يؤنب ولو طبيب واحد ضميره تجاه ذلك الموقف المؤلم الذي يقطر القلب دماٍ كما انه لم يكلف أحدهم نفسه حتى بوضع الميت على المحفة »السرير« إلا أحد فراشي المستشفى »صومالي« اهتزت لديه مشاعر الاخوة والانسانية فبادر سريعاٍ وقدم للرجل »المحفة« ليضع شقيقه الميت عليها..!
وذلك الصومالي الانسان نال عقوبة صارمة من قبل إدارة المستشفى بسبب الخدمة الإنسانية التي قدمها للميت وأخيه بحجة ان ذلك ليس من اختصاصه..!!
طبعاٍ.. المستشفى يتربع وسط العاصمة مترامي الأطراف طولاٍ وعرضاٍ وهو مسمى باسم نظام البلاد حالياٍ لكن الواضح الجلي أنه يتعامل مع الارواح البشرية كما النظام السابق..¿!
وهكذا أصبح الضمير ميتاٍ لدى كثير من الأطباء والروح البشرية التي توضع بين ايديهم عبارة عن سلعة تجارية أو حيوانات يقام فيها حقول تجارب لا يبالون بحياة الآخرين فمن يحاسب هؤلاء من جور عبثهم بأجسام الناس..!!
ثمة أشخاص دخلوا تلك المستشفيات على اقدامهم أصحاء فصحاء ليس فيهم أي علة يعانون منها فإذا بهم يخرجون محمولين على الاكتاف امواتاٍ وقلما يخرجون على الاقدام والبعض الاخر على قدم واحدة وبالتالي فقد أصبحت مهنة الطب في بلادنا الهدف الرئيسي منها الكسب المادي والاتجار بحياة الناس وهو ما يعتبر امتهاناٍ لهذه المهنة الشريفة من قبل أناس لا يمكن ابداٍ ان يطلق عليهم صفة الطبيب.
ففي بلدان العالم الخارجي الغربي والأوروبي الذين عادة ما نطلق عليهم الاوصاف الساخرة زاعمين بأننا الأرقى كمسلمين والأكثر إنسانية نلاحظ ان الطبيب في مجتمعاتهم هو الإله بعد أربابهم المقدسة الذي بمقدوره ان يبقيهم على قيد الحياة وكذا الاطباء يعتبرون ان الانسان الذي يوضع بين ايديهم كأحد ابنائهم وفلذات أكبادهم إذا تأوه أحدهم بكلمة »آه« قامت الدنيا ولم تقعد لذلك..
وبينما ظل الرجل يحمل أخاه وهو يذرف الدمع ويصيح داخل المستشفى بحثاٍ عن طبيب واحد »مسلم« على الأقل ينقذ حياة شقيقه حتى ولو وضع السماعة الطبية على صدره من باب المجاملة لكنه لم يجد أحداٍ مع وفرتهم وكثرة عددهم.. والآن بالله عليكم من هم المسلمون الذين يتعاملون بمبادئ الاسلام الحقة هنا هل نحن أم هم بأمانة..¿¿
هنا أتذكر حادثة واقعية وليست من نسج الخيال أنه ذات مرة في مستشفى حكومي في محافظة إب أتت فتاة في سن الزهور مع ابيها لإجراء عملية اللوزتين في هذا المستشفى وعند ولوجها مع الأطباء إلى غرفة العمليات وهي حية أخذت تودع أباها بابتسامة عريضة وتلوح بيدها نحوه وكأنها لن تراه بعد تلك اللحظة في حياتها..!
وبالفعل كانت اللحظات الأخيرة في حياتها حيث قام الاطباء الجراحون الجهابذة بإجراء العملية وأثناء قطع اللوزتين أخطأ أحد الدكاترة وقطع شرايين أخرى ليس لها علاقة باللوزتين مما أدى إلى حدوث نزيف داخلي ووفاة الفتاة مباشرة..
والآن ليضع وزير الصحة نفسه مكان الأب وهو ينتظر خروج ابنته من غرفة العمليات لتبتسم له مرة أخرى فإذا بها ميتة.. كيف سيكون حاله في هذا الموقف..!
حادثة أخرى- ايضاٍ- تقشعر لها الابدان حدثت في مستشفى خاص بذات المحافظة حيث كنت متواجداٍ بنفسي حينها بغرض زيارة أحد الاقارب وأثناء الزيارة إذا بي أسمع صراخاٍ يلازمه سجال كلامي واشتباك في الطابق الثاني من المستشفى هرعنا جميعاٍ إلى الأعلى لفك الاشتباك في ذات الوقت ومعرفة السبب الذي ادى إلى حدوث ذلك..!!
وبعد أن هدأت الاوضاع داخل المستشفى بادرت بسؤال أحد المشتبكين عن أسباب العراك..
فإذا به يقول: ان رجلاٍ مسناٍ في العقد الخامس من عمره وافته المنية الساعة الثانية ظهراٍ واولاده لم يتم إبلاغهم بالخبر في حين ان الطبيب المداوي كان عالماٍ بوفاته ولم يقل لأحد..!
وعندما أتى أحد اولاد هذا المسن ليستفسر عن صحة أبيه قال له الطبيب: أبوك بحاجة ضرورية الآن إلى عملية جراحية في قلبه لأن حالته خطيرة جداٍ والعملية تبلغ تكلفتها ثلاثمائة ألف ريال..
توجه اولاد المتوفي وأهله لتدبير المبلغ الضخم وتسديده للصندوق وافقوا على إجراء العملية ووقعوا على التنازل في حالة وفاته..
لاحظوا معنا هنا ذلك الدكتور المجرم كيف تعامل مع هذا الرجل الميت دون رحمة ولا شفقة ولا خوف من الله.
قام الطبيب بشق صدر الميت ومن ثم أعاد تخييطه.. وعند الانتهاء من التشريح خرج الطبيب من غرفة العمليات يعزي الأولاد والعشيرة بوفاة مريضهم. المتوفي سابقاٍ..!!
وبما أن الحق دائماٍ لا يضيع كان أحد الأطباء المساعدين لذلك الطبيب »المجرم« في العملية اكتشف أثناء إجرائها أن الرجل قد مات فلم يستطع السكوت على ذلك الباطل فقام بإبلاغ أحد أولاده بالذي حدث بالتفصيل.. وكان ذلك هو بسبب العراك..
يا جماعة الخير.. من منكم سمع يوماٍ أن طبيباٍ روسياٍ أو ألمانياٍ أو أمريكياٍ أو خليجياٍ قد قام بإجراء عملية جراحية شق بطن شخص ونسي داخل أمعائه مقصاٍ أو مشرطاٍ أو شاشاٍ.. غير أطباء اليمن..!
والحقيقة أن الوضع الطبي في اليمن في مجمل نواحيه لا يمكن أن نعده طباٍ نموذجياٍ فلا مباني مؤهلة لأن تكون مستشفيات ولا أطباء متمكنين من مهنة الطب وهذا كله عائد إلى غياب الحكومة ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان في الرقابة على الأداء الطبي الذي يقدمه أولئك الأطباء للمواطنين وكذا مباني المستشفيات التي تفتقر لأبسط المواصفات الصحية..!
وهنا هل للأخ وزير الصحة أن يتشرف ولو بزيارة تكون مفاجئة لأي مرفق صحي أكان حكومياٍ أو أهلياٍ لتلمس أوضاع المرضى وتفقد أحوالهم بالإضافة إلى فحص المعايير الصحية التي تلتزم بها تلك المرافق..¿
وأعتقد أنه يعلم يقيناٍ ما يحدث داخل أروقة تلك المستشفيات من أعمال إجرامية تمارس ضد الأرواح البشرية بقصد أو بغير قصد لكنه يتعمد غض البصر..
لذا نجد جل الطلاب المتخرجين من كليات الطب بجميع أقسامها أول عمل يقومون به بعد تخرجهم هو أخذ تراخيصهم الطبية من قبل وزارة الصحة ومن ثم القيام مباشرة بفتح المستشفيات والعيادات دون إخضاعهم لمرحلة التدريب التي تقضي بها اللائحة القانونية لدى نقابة الأطباء حيث تحتوي اللائحة على عدة شروط تفرض على كل متخرج قبل أن يمارس مهنة الطب مباشرة القيام بها لعدة سنوات من أجل أن يصبح طبيباٍ..!!
وهنا أتساءل.. كم طبيباٍ يمنياٍ أدى القسم الطبي المسمى »قسم أبو قراط« عند تخرجه من كليات الطب في الجامعات الحكومية والخاصة معاٍ..¿¿
إن ما ذكر آنفاٍ من مآخذ وأخطاء طبية وشبه عمد في المنشآت الطبية اليمنية وأطباءها الأجلاء ليس إلا غيضاٍ من فيض.. وما خفي كان أعظم..<