الصحفي المنتمي وطنيا
د.سامية عبدالمجيد الأغبري
samiaagbary@hotmail.com
يتعرض الصحافيون بصفة عامة لحملة تستهدف تشويه صورتهم أمام الرأي العام وخاصة في بلادنا وتلصق التهم ببعض هؤلاء الصحافيين جزافا دون أن يقدموا لمحاكمات تكشف النقاب عن التهم الموجهة إليهم. وهذا لا يعني أن كل الصحافيين أبرياء من التهم التي توجه إليهم ولكن اختلط الحابل بالنابل ولم تعد هناك شفافية ومراعاة للقوانين والتشريعات السائدة.
ونتساءل هنا من هو الصحافي المنتمي وطنيا هل هو الصحافي الذي يعمل في صحف الحكومة أم ذلك الذي يعمل في الصحف الحزبية المعارضة للنظام السياسي السائد أم الصحافيون العاملون في الصحف الأهلية والتي تسمى مجازا بالصحف المستقلة¿. واعتقد أننا قد نجد صحافياٍ حكومياٍ وآخر حزبياٍ معارضاٍ وثالثاٍ يعمل في صحيفة أهلية ولكننا لا نستطيع أن نقول بأن الصحفي الحكومي أو المعارض أو المستقل غير منتمين وطنيا. فقد يكون بعضهم منتمين وبعضهم غير منتمين. في حين يرى البعض أن الصحافي الحقيقي والذي ينتمي وطنيا هو ذلك الصحافي المؤهل علميا ومهنيا ولديه خبرة وكفاءة عالية في المجال الصحافي المستوعب للمهنة وقوانينها وتشريعاتها. ربما يكون ذلك صحيحا إلى حد ما ولكن التأهيل والخبرة ومعرفة تقاليد وأعراف المهنة وآدابها ليست كافية فلأبد أن يكون الصحافي مؤمنا برسالة الصحافة. لذلك فالصحافي المنتمي وطنيا لا يحتاج لقوانين رادعة تحدد له ما يكتب وما لا يكتب فحبه وانتماؤه لوطنه يجعله مترفعا عن الصغائر ولا يكتب بهدف الابتزاز أو الإساءة لأشخاص بعينهم دون أن يمتلك الدليل والبرهان على ذلك. وأرى أن الصحافي المنتمي وطنيا لا يراعي وهو يكتب مصلحة حزب ما أو جهة ما أو صاحب الصحيفة التي يعمل بها بل يراعي في ما يكتبه مصلحة الوطن العليا. فقبل أن يكتب الصحافي المنتمي للوطن أرضا وشعبا وحضارة يفكر ألف مرة في التأثيرات السلبية والخطيرة الناجمة عن كتاباته على سمعة البلد وأمنه واستقراره ووحدته. فليس كل ما يصل إلى يديه من معلومات صالح للنشر على علاته.
ففي أوقات المحن والأزمات السياسية والاقتصادية التي يمر بها الوطن يكون أكثر حرصا وحذرا فقد يضطر لعدم نشر معلومات صحيحة حتى لا تحدث تأثيرا سلبيا على أفراد المجتمع وتؤثر على أمن البلد واستقراره. ويصبح من واجب الصحافي في وقت الأزمات والحروب التي تحاصر وطنه أن يترك جانبا آراءه الخاصة ويركز في كتاباته على توحيد الرؤى وتعميق الانتماء للوطن أولا وأخيرا. ولا يعني ذلك أن يتغاضى الصحافي عن نشر الموضوعات التي تتناول قضايا الفساد المالي والإداري والأخلاقي ولكن ينبغي أن يتحرى الدقة والموضوعية ويكون الهدف من النشر ليس مجرد تحقيق سبق صحفي وإنما خدمة الوطن والمواطن. فلتكن كتاباته فيها قدر كبير من المسئولية الاجتماعية بحيث يحترمه العدو قبل الصديق ويكتب بلغة أكثر رقيا والتزاما بقيم المجتمع وأعرافه. أعزائي القراء ما رأيكم في هذا التعريف للصحافي المنتمي وطنيا¿ وهل لكم أي تعليق على ذلك <
الصحفي المنتمي وطنيا
التصنيفات: منوعــات