لنفرح قليلاٍ.. ونعمل كثيراٍ
صادق وجيه الدين
> ليس من الصحيح أن يقتصر دور الإعلام الرياضي اليمني على مناقشة السلبيات ونقد الأخطاء وعرض وتهويل الاخفاقات وتتبع العثرات دون مواكبة النجاحات ورصد الإيجابيات لأن المهنية الاعلامية أو الموضوعية العلمية تقتضي وتستلزم الجمع بين الأمرين من الوسط والإمساك بالعصا من المنتصف فمثلما أن من حقه أن ينتقد كل مايراه غير صحيح فإنه مطالب وواجب عليه الاشادة بما هو صحيح..
هذه التوطئة كانت مهمة وضرورية بحكم أن بعض الإعلاميين الرياضيين يحب الوقوف على أحد طرفي النقيض في هذه المسألة إما في أقصى اليمين فيدافع عن الخطأ البين وينكر وجود أي تصرف سيء وإما في أقصى اليسار فيتعامى عن رؤية الصحيح الواضح وينكر وجود أي تصرف حسن ولاشك أن كلا طرفي قصد الأمور ذميم- كما يقال- فإن خير الأمور الوسط الوسيط..
ومن خلال متابعتي لانطباعات الصحافة المحلية- بمختلف أنواعها تجاه الفوز الثمين والتاريخي الذي حققة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم الأربعاء الفارط في استاد الفقيد المريسي بالعاصمة صنعاء على المنتخب البحريني الشقيق في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات التمهيدية المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية وجدت الكثيرين من الإعلاميين يتعاملون معه بجنوح يفقد التوازن أو لنقل إن الغالبية منهم انقسموا إلى فريقين أحدهما يهون منه الى درجة تقتل الفرحة والآخر يهوله الى حدود إيجاد الركون والركود والقليل هم من تعاطوا معه بموضوعية وعقلانية..
فمن حقنا أن نفرح ونمرح بالأداء الذي جمع كل فنون اللعبة وبنتيجة الفوز الثلاثية الصافية النظيفة ولكن علينا إدراك أن المهمة لازلت صعبة وأن منتخبنا لازال في خط البداية وأن المراحل لازالت طوالاٍ حتى نفرح قليلاٍ نعمل كثيراٍ لاسيما أننا نطمح- الطموح مشروع- بالمنافسة على بطولة كأس الخليج العربي العشرين »خليجي 20« الذي سيقام في محافظتي عدن وأبين الحبيبتين أواخر العام الجاري..
إن التوزان في التعامل مع الفوز الثمين على منتخب البحرين وهو الذي سيجعلنا نستشعر الفوز ونستغله في رفع الحماس والروح المعنوية واكتساب الثقة النفسية والتحفيز على العمل بروح عالية وجدية بينما الافراط يحول الفوز إلى مشكلة والنعمة الى نقمة في حيث أن التفريط سيحل الصدمة بدلاٍ عن الفرحة ويوجد العقدة ويذهب الفرجة..!!!
وأرى أن من لوازم التوازن ومقتضيات التوسط: عدم الاكتفاء بالإشادة والثناء على المدرب ومساعديه ولاعبي المنتخب والجمهور والإعلام ليس لأنهم لايستحون أقل شيء يمكن أن نقدمه لهم وإنما لأن علامات الإنصاف وآيات العدل.. الإشادة المماثلة بالجهود المبذولة والمتابعة الدقيقة من قبل الاتحاد العام برئاسة الأخ أحمد صالح العيسي ولو على الأقل على توفير عدد من المباريات الودية التجريبية التي كان لها بالغ الأثر في رفع جاهزية المنتخب الفنية والبدنية والنفسية.. ومن حق أطرف إعلامي – بل قد يكون من واجبه – عدم السكوت عن أي شيء سلبي..
ومن المؤسف أن يسعى البعض إلى التقليل من أهمية الفوز ومردوده من خلال ادعائه أن المنتخب البحريني لعب بالصف الثاني وأن المباراة لم تكن تهمه لا من قريب ولا من بعيد وأنه تأثر بأجواء صنعاء الباردة ولعب بتخوف ورهبة جراء ما ينقل له عن الأوضاع الأمنية ولا بد من الإشارة إلى أن كلا المنتخبين لعبا بـ ١١ لاعباٍ كما أن منتخبنا لعب المباراة »تحصيل حاصل« نتيجة فقدانه أصل التأهل إثر تأكد تأهل منتخبي اليابان والبحرين عن المجموعة بالإضافة إلى أن أغلب لاعبي المنتخب الوطني حالياٍ هم من الشباب..
ما نتمناه هو أن يستمر المنتخب بنفس الروح ويسير على وفق النسق التصاعدي ومن الأهمية بمكان إقامة العديد من المعسكرات التدريبية في الداخل والخارج وكذلك خوض الكثير من المباريات الودية التجريبية ومن واجب اتحاد الكرة التفاني في تطبيق وتنفيذ الخطة الإعدادية التي رسمها المدرب الكرواتي يوري ستريشكو..<
لنفرح قليلاٍ.. ونعمل كثيراٍ
التصنيفات: الرياضــة