لكن وللأسف بعد أن كانت هذه المساجد لها روحانية المكان والزمان والهدوء والسكينة والطمأنينة. تؤدى فيها كل أنواع العبادات – تحولت في ليلة وضحاها إلى ملتقى عام فيه يتجمع الأطفال والكبار يقضون فيه أمتع ألعاب وقتهم وأجمل أحاديثهم دون رقيب أو حسيب غير عابهين بحرمة المساجد..
فلا يمر يوم من الأيام أو بالأحرى فرض من الفرائض في هذه المساجد إلا ويمر أمام ناظريك ويصل إلى مسامع أذنك تلك الأعمال السيئة والفوضى وقلة الأخلاق والوازع الديني من بعض الصبية والشباب الطائشين ففي زوايا المسجد مجموعة من الشباب يتحدثون في حلقة واحدة ليس لذكر اللِه ولكن لمعالجة همومهم ومشاكل الدنيا وما أدراك لعلهم يتحدثون في ما يغضب اللِه.
وهنا مجموعة من الأطفال يمرحون ويلعبون ويتلاحقون من مكان إلى أخر دون ضبط من أحد وربما كان أباؤهم ينظرون إليهم. حتى في صلاتك وأنت تصلي في جماعة يدخل بعض الفتية ولا يزالون يتحدثون بصوت عالُ وكأنه يريد أن يسمع صوته الناس ليقال فلان أتى ليصلي وربما راق لبعض المصلين أن يجعل هاتفه الجوال مفتوحاٍ وعندما تسمع تلك الأغاني الماجنة وكل أنواع الموسيقى وشعر الحب والغزل..المضحك ومع ذلك لا يغلقه بحجة أن الحركة تبطل صلاته. دون أن يعلم هذا الغبي أنه أبطل صلاة المصلين جميعهم فيذهب من الخشوع والخشية والسكينة والوقار وربما دخل في تفكير عميق عن كاتب هذه الكلمات وملحنهاولا حول ولا قوة إلا باللِه وبعد أن تنهي صلاتك مباشرة يأتيك تشويش أخر. يقطع استغفارك ودعاءك وإن كان لا فرق في التشويش أثناء أو بعد الصلاة إلا شئ بسيطاٍ فالمتسولون والمحتاجون وإن كان أغلبهم ممن اتخذ هذه عادة وتفسح في العين يتحدث ويطلب الناس بصوت عالُ ليكون صوته الأقرب والأعلى من غيره من الشحاذين وربما يبكون بصوت مخيف يخاف منه الصغار وهناك شخص أخر يبحث عن نِعúلِيه – أكرمكم الله – في الصناديق المخصصة للنعال فيفتح هذا ويقلق هذا ويصدر ضجة عالية وإن كان يبحث عن نعليه في الجهة اليمنى وقد تكون في الجهة المقابلة فقط لفت الأنظار.
وأما عن المحافظة على نظافة وطهارة المسجد فعجب عجاب فما تشهده هذه المساجد من دخول بالأحذية وهي تقطر ماءٍ من أثار الوضوء إلى مكانه في الصف الأول وربما ظل يحادث زميله أو شخصاٍ ما دون أن يعرف أنه أحدث تحته سيلاٍ من قطرات الماء النجس الصادر من حذائه.
كل ما ذْكر من تلك الأعمال السيئة التي لا تعكس احترامنا وإجلالنا لبيوت اللِه يجعلنا نتساءل من السبب وراء هذا كله¿ وما الذي يحد من تكرار مثل هذه التصرفات ¿ هل هو البيت¿ أو قيم المسجد¿ أو دور الحلقات القرآنية في المسجد والذي برأيي أصبحت مصدراٍ أساسياٍ لانبعاث الفوضى والتشويش في المسجد إلا من رحم اللِه وأين هو دور إمام المسجد الذي يدري بهذه الأشياء وحينها تكون المصيبة أعظم.
خالد يحيى الصايدي