أنور نعمان راجح
عندما اتسعت دائرة الحوار أو بالأصح أريد لها أن تتسع لتشمل أكبر قاعدة شعبية ممكنة بما يخدم نتائج الحوار المرتقب ويقوي عودها من ناحية ثم ليكون الجميع شهداء على أطراف المعادلة السياسية قبل الحوار وأثناء الحوار وبعده. هذا الاتساع والزيادة العددية في عدد المشاركين سوف يخرج العملية من دائرة السرية التي يريدها البعض لسير الحوار ولنقاط الحوار المفترض طرحها.. بمعنى آخر لن تظل العملية قيد الثنائية السياسية ولن تجري الأمور وفق صيغة تقاسم بصورة أو بأخرى كما كان يرتب لها البعض لزيادة حصة الطرف الواحد منهما وحين تكشفت الأمور واتضح أن لا قسمة على اثنين فقط ولا المرحلة مرحلة قسمة ومكاسب وهذا ما فرضته ظروف المرحلة وطبيعة التعقيدات والمشكلات القائمة التي فرضت وتفرض أن يكون الحوار أوسع قاعدة ومشاركة لأن الظرف يستدعي ذلك.. المهم أن هذا الواقع أربك الذين كانوا يؤملون صيغة أخرى للحوار يتجاهل كل الأطراف باعتبارهم غير موجودين والغرور وحده يجعل البعض يتجاهلون غيرهم فلا يرون سوى أنفسهم مستندين لحجم الضجيج الصادر عنهم لا إلى حقيقة الوجود الذي لا يمكن إنكاره.. أدرك أولئك أن الأمور لن تظل في نطاق السرية المطلوبة لخدمة مطالبهم وأن المشاركين من كل الفئات سوف يعلنون عن الذي سيقف حجر عثرة في طريق الحلول.. ومن المؤكد أن هناك من سيكون كذلك طالما لم يضمن أكبر قدر من المصلحة الذاتية على أن المرحلة الراهنة ليست لتقاسم مصالح ذاتية بقدر ما هي من أجل وطن ومن أجل الناس جميعاٍ في حاضرهم ومستقبلهم الذي تتهدده المخاطر من اتجاهات عديدة..
هكذا تغيرت قناعات البعض تجاه الحوار وارتدوا على أعقابهم طالما أن الحوار سيجري على مرأى ومسمع الرأي العام الذي ينتظر بفارغ الصبر أن ينجح هذا الحوار في دفع المخاطر أو تجاوزها ولن يغفر لمن سيكون عائقاٍ أمام آماله وتطلعاته وحرصه على سلامة البلد وأهله.. رغم كل الضمانات التي اتضحت الى اللحظة إلا أن المواقف الواضحة لم تتحدد بعد من كل الأطراف.. اتفاق فبراير لن يمس ولن يتم تجاوزه وكل التصورات والآراء سيتم التحاور بشأنها والمهم فقط أن يذهب الجميع نحو التحاور لا نحو فرض الشروط والرؤى.. اختلطت الأوراق وتاهت خيوط اللعبة عند الكثير ممن كانوا بالأمس يرددون أغنية الحوار ويرفعون شعاراته ولم تعد مواقفهم مفهومة لبعضهم ولا عند الكثير من المتابعين والمراقبين ما هو الحوار المطلوب إذاٍ ليذهب الجميع إليه¿.. التوجه العام يحكي عن رغبة جادة في إنجاح العملية لضمان الخروج من هذا النفق المظلم والمخيف الذي شارك البعض في إيصال الأمور إليه ولم يفكر أحدهم بطريقة الخروج بعد ذلك استطاع أولئك البعض خلق المشكلة وتعقيدها وتكبيرها ثم إذا حانت ساعة الحلول كضرورة تذبذبت مواقفهم وذهب الحماس الكبير الذي كان في اللحظة المهمة التي يفترض أن يصدق فيها الجميع فاتضح زيف كل الشعارات ودعوات الحوار وزيف ذلك الحماس..