د. سامية عبدالمجيد الاغبري
ويعد النقد الإعلامي ذا خصوصية فهو يرتبط ارتباطا كبيرا بالوسيلة الإعلامية الجماهيرية (صحافة إذاعة تلفزيون انترنت) ولأن هذه الوسائل جماهيرية أي تصل إلى أكبر عدد من الناس وتقدم فيها المادة الإعلامية بلغة عملية فيها درجة عالية من الدقة والبساطة والوضوح مقارنة باللغة العلمية واللغة الأدبية لذا فإن النقد الإعلامي يكون مؤثرا سواء كان سلبيا أم ايجابيا.
ولعل الإشكالية الأساسية في النقد الإعلامي أنه عادة ما يكون باتجاه واحد من المرسل إلى المستقبل للرسالة الإعلامية ولا يتاح في الغالب للجمهور أن يعبر عن رأيه تجاه ما ينشر إلا في حدود ضيقة لا تتجاوز السياسة التحريرية للوسيلة الإعلامية.
فالسياسة التحريرية للوسيلة الإعلامية هي التي تتحكم في مسار النقد بحيث يصبح نقدا يخدم السياسة التحريرية للوسيلة الإعلامية حتى وإن لم يكن الإعلامي مقتنعا بما يطرح من رؤى نقدية.
وتبعا لذلك فإن النقد الإعلامي يصبح مشوها لا يعكس الواقع المعاش وإنما يسعى إلى حرف الحقائق بالاتجاه الذي يتناسب مع السياسة التحريرية للوسيلة الإعلامية.
لذلك من الضروري مراعاة المهنية في العمل الإعلامي الحقيقي لكي يصبح الإعلام قادرا على القيام بدوره التنموي والديمقراطي ونعني بالمهنية هنا الالتزام بالموضوعية والدقة والمصداقية.. وما شابه ذلك.
فعدم مراعاة الجانب المهني في العمل الإعلامي يجعل من وسائلنا الإعلامية مجرد أدوات دعائية فجة ومملة ينصرف عنها الجمهور سواء دعاية للنظام الحاكم أم للأحزاب المعارضة للنظام الحاكم أم للقطاع الخاص.
ولا يعني ذلك أن يكون النقد الإعلامي سلبيا دائما للجهة التي تتبعها ولكن تحري الدقة والموضوعية عامل أساسي في نجاح الوسيلة الإعلامية في تحقيق الجماهيرية..