أحمد عبدربه علوي
ينظر المواطن في كل من اليمن والسعودية بعين الرضى والأمل إلى ما وصلت اليه العلاقات اليمنية السعودية من مستوى رفيع من التناغم والتنسيق وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حنكة وحكمة القيادتين اليمنية والسعودية اللتين أرادتا لهذه العلاقات ان تكون أنموذجاٍ يحتذى. والمواطن العربي أينما كان داخل حدود الوطن العربي أو خارجه يدرك النهج العقلاني الذي تسير عليه قيادتا البلدين في إدارة الأزمات برؤية وعقلانية بعيداٍ عن التهور والغوغائية محلية كانت أو عربية أو حتى دولية فلم يعرف عن قادة الدولتين منذ زمن طويل إلا التسامح والترفع عن الصغائر والمهاترات وتقديم المصلحة العامة على المصالح الضيقة.. من هنا حظيت القيادتان اليمنية والسعودية باحترام وتقدير شعبيهما والشعوب الأخرى وأضحى لهما حضور لافت ومطلوب على الساحتين العربية والدولية وعملت هاتان القيادتان على جمع الشمل العربي إدراكاٍ منهما للمخاطر المحدقة بالأمة العربية إن هي بقيت على حالها من تمزق وتشرذم الأمر الذي يدفع لتصب في مصلحة أعداء الأمة بينما العرب في المحصلة هم الخاسرون مالم تتوحد كلمتهم ومواقفهم إزاء القضايا المصيرية.. زيارات رئيسنا علي عبدالله صالح حفظه الله والتقاؤه بشقيقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لها اكثر من دلالة فعلاوة على توثيق العلاقة المميزة التي تربط القيادتين والبلدين الشقيقين فهي تأتي في وقت عصيب قد يجر المنطقة إلى المزيد من العنف وعدم الاستقرار الأمر الذي يحتم الاستمرار في التشاور والتنسيق المستمرين للحفاظ على المصالح العربية العليا وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تحظى باهتمام القائدين الكبيرين والعمل الجاد على حشد دعم المجتمع بما يتماشى مع مبادرة السلام العربية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر القمة الأسبق الذي عقد في بيروت عاصمة لبنان.
المملكة العربية السعودية دولة جارة شقيقة تربطنا بها أوثق الروابط والأواصر والمصالح المشتركة وأطول امتداد للحدود البرية من أي دولة أخرى.. وللتأكيد فقد عشنا معاٍ وسوف نعيش معاٍ ومن مصلحة الشعبين التفاهم والوفاق وتوطيد ما بينهما من علاقات على قاعدة لا ضرر ولاضرار والسعي الأكيد تبادل المنافع والاتصالات بين البلدين الآن عبر القنوات الدبلوماسية وغيرها. وشيء جيد في الآونة الأخيرة أنه لا تمر قضية واحدة من القضايا العربية الساخنة على امتداد الوطن العربي الكبير إلا ويتطرقان لها بالبحث والتشاور من باب المسؤولية القومية. من هنا يتضح أن العلاقة اليمنية السعودية لا تصب في مصلحة القطرين الشقيقين فحسب بل تتعداهما إلى المصالح العربية القومية العليا التي هي دائماٍ في صلب اهتمام زعيمين كبيرين كالرئيس علي عبدالله صالح وأخيه جلالة خادم الحرمين الشريفين حفظهما الله ورعاهما ووفقهما لما فيه خير العرب والمسلمين.
إن الذي دعاني إلى كتابة هذا الموضوع سالف الذكر هو ما تربطنا بالمملكة العربية السعودية الشقيقة من علاقات تاريخية يعززها الجوار والأخوة والروابط التاريخية المشتركة للشعبين الشقيقين.
إن العلاقات اليمنية السعودية القوية المتينة ومشاركات القوات المسلحة اليمنية والسعودية جنباٍ إلى جنب في محاربة الحوثي وجماعته في صعدة وجبالها أكبر دليل على تلك العلاقات الأخوية بعد أن أحس كل طرف أن هذه الجماعة المهترئة تشكل خطراٍ كبيراٍ على الاوضاع الأمنية في كلا البلدين.