خاص بـ ”الوحدة ” :
تغطية: عادل إبراهيم
هجوم الغرب على الاسـلام والعـرب ليس جديدا فهناك المقرلة الشهيرة ” الشرق شرق والغرب غرب لا يلتقيان ” ومن حين إلى آخر يتأكد هذا المفهوم كان من أبرزها مؤخرا ضيـاع منصب مدير منظمة اليونسـكو من مرشـح عربى مســلم معروف عنه انحيازه للحوار الثقافى والعلمانى بين الشــرق والغـرب ولكن خسارته بشرف فى هذا المنصب يعيد التساؤل مرة أخـرى هل الغرب مسـتعد للتفاهم أو الفهـم المتبـادل وسـماع وجهة نظر مختلفة عما يتوقعونه ¿ طرحنـا هـذا التساؤل على البعض فكانت تلك الآراء.
تبدأ الكاتبة ” صافى ناز كاظم ” الحديث بالقول أن الحوار بين الثقافات لا يفضى إلى التعصب وإنما إلى التسـامح وهـذا يؤدى إلى اثراء الأفكار المتناقضة وليس لافقارهـا وتدميـرها وكذلك بث روح التنوير فى الشـعوب فى العالم الغربى والعالم الشرقى والتى تسـتند إلى اسـتخدام العقل بدون معونـة من الآخرين سـواء كانوا أفرادا أو مؤسسات وأن علينا البحث عن عوامل الصراع بين الجماعات البشرية وعن حلول لها مستندة إلى العقل والعدالة والمحبة الأخوية وليس التعصب الذى يؤدى إلى التصادم.
وتطالب ” صافى ناز كاظم ” من المثقف العربى الواعـى كشف الصورة المشوهه للعرب والاسلام والتى تعكسها وسائل الإعلام الغربية وتؤثر بإلحاحها على العقل الغربى العـام الذى ترسخت فيه المغالطات والاغلاظ ضد العرب والمسلمين 0 بل الكراهيه والازدراء لنا وأن يقف المثقف العربى ليصد تيارات مغلوطة فنحن على حق ولا يكـون الرد بتعصـب أو إفتـراء فالحضارات تتلاقى ولا تتصارع.
الحياد مطلوب
وفى رأى الكاتب ” محمد سلماوى” رئيس اتحـاد كتـاب مصر أن مثقفى وأدباء العالم العربى خاصة المصـرى يرفض الممارسـات التى تضـر بفكرة الثقافة الانسـانية وتقضى على مبادئ الحياد والعدالة والحق وتقف حائلا بين الضمير الانسانى والموقف التاريخى الواجب اتخاذه إزاء القضايا التى تنبت فكرة الحوار والتفاهم بين الشـرق والغـرب أو بين الحضارات وأن تبتعد السياسة والتكتلات السياسـية عـن الحوار الثقافـى الذى نحرص عليه كمثقفين واتحـادات ومنظمـات وتكتلات ثقافيـة
ومنظمات عالمية مثل ” منظمة اليونسكو ” ذاتها التى تضم دول متنوعة الثقافات والديانات.
ويضيف أن معركة ” اليونسكو ” كانت مثالا أن الغرب سقط فى أول اختيار للشعارات حوار الحضارات والتسـامح والتعددية وقبول الآخر وأننا نخرج من هذه المعـركة أن الغـرب لا يزال ليس لديه القدرة على قبول الحضارة العربية الاسلامية ويتكشف الدور السياسـى عند الاختيار الحقيقى لمفهوم الحوار الغربـى الشرقى أو الحوار الحضارى.
ويؤكد الكاتب ” محمد سلماوى” أن الثقافة الاسلامية تقبل الآخر بينما لا يزال هذا الغربى لا يتقبلها كثقافة فى حين نحترم الثقافة الغربية وهو أمر علينا أن نؤكده فى كل الحوارات المقبلة بين الشرق والغرب.
نتفهم جيدا الغرب أولا
والشاعر ” أحمد الشهاوى ” يرى أن الحوار بين الشـرق والغرب يعتمد على دول وديانـات وثقافات وحضارات وقـوى
سياسية وهذا يعنى أن يكون التواصـل جيدا مع مختلف القوى وأن نتفهم جيدا لغة الآخر والحوار النفسى معه المبنى على أننا من الجنـوب وأن نكشـف خلال الحوار الوجه القبيح للتعصب الغربى وأن التعصب لا يكون عندنا بل عندهم فى أول احتكاك.
ويستطرد قائلا : أن العرب والمسلمين والأفارقة وكل دول الجنوب أن يعيدوا حساباتهم مع الغـرب الذى يرفض الحـوار ويريد منا أن نكون تابعين لا شـركاء.
والروائى الكبير ” فؤاد قنديل” عضـو مجلس إدارة نادى القصة أكد أن معركة اليونسكو أظهرت التوجه السياسى وليس المفهوم الثقافى وأنها تعد جزءا من الحملات الغربية على العرب والمسلمين وأهل الجنوب وتأتى مشـقة مع التوجه الغربى ضد الاسلام والعرب والمغالطات والاساءات التى توجه إلى المسلمين وإلى الدين الاسلامى الذى يظهر الاساءه له من وقت إلى آخـر فى الصحف ووسائل الإعلام الغربية.
ويؤكد أننا علينا أن نتجـاوز حدود الغضب الشـعبى وأن يكون لنا مواقف خلال أى حوار قادم بين الجنوب والشمال على أى مسـتوى وأن نظل نؤكد رفض صراع الثقافات والحضارات الذى يعتنقه الغرب خاصة الولايات المتحدة والدول الموالية لها فى آسـيا وأوروبا وأن عقولنا مفتوحـة للحوار المبنـى على التفاهم وقبول الغرب دون فكر مسـبق بالرفض وقبل التصافح بالأيدى فقط.
نراجع ما حدث
وفى رأى الشـاعر ” أحمد عبد المعطـى حجازى ” رئيس لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة أن معركة اليونسكو تبين لنا أن الغرب لا يزال يرفض الحوار المبنى على الاحتـرام المتبادل وقبول الآخر بل يريد منا أن يكون الحوار من وجهة نظـره هو فقط وكشـفت لنا أن هناك بالفعـل قوى ودول غربية تقف مع العرب والمسـلمين ودول الجنوب وتقبل العمل المشـترك بين الشمال والجنوب من أجل مستقبل أكثر عدالة وأكثر انسانية ومن هذه النقطة نراجع ما حدث ولا نتخاصم مع الغـرب بل نعـرف
مكاننا منهم ومكانهم منا وتصحيح ما يجب تصحيحه منا ومنهم وفى الشمال والجنوب فى حوار قادم وأى لقاء قادم ليظل الحوار قائما الذى يؤدى إلى التفاهـم وأن ننظم الصفـوف والأفكــار للوصول إلى النموذج الأمثل للحوار بين الشـمال والجنوب أو اللقاء الحضارى المتنوع لدول الشـعوب المختلفة..