ضحاياها في تصاعد مستمر نتيجة للإهمال والعبث والتقصير وقلة الكادر المتخصص وبالرغم من أنها أخطاء قاتلة إلا أن الوزارة المعنية نائمة في العسل ولو كلفت نفسها وعزمت للتفتيش عليها – أي المستشفيات – لاكتشفت وزارة الصحة أنها لا تصلح لأن تكون مشافي للناس لكن الواقع واللامبالاة حالا دون ذلك كما أن »الصحة« لو عزمـــــت على مثل هذا الأمر لاكتشفت أن لدينا مستشفيات خاصة غير مؤهــــلة لأن تقوم بأبســـــط الخدمات الطبية.
المواطن محمد أحمد الجنيدي السوادي أْسعفت زوجته إلى مستشفى »السلام« برداع محافظة البيضاء لإجراء عملية ولادة قيصرية ولم يكن يدري هذا المواطن أن حياة زوجته ستتعرض لخطأ طبي قاتل أدى إلى قطع الرحم »المحبلة« ومن ثم وضع شاش في بطنها أثناء العملية تركه الطبيب ليسدل الستار على بطنها ببساطة وما هي إلا فترة قصيرة عقب إجراء العملية وإذا بالمريضة تشكو من الآلام في الموضع الذي أجريت فيها العملية ودأب زوجها على ترك عمله في الجارة الشقيقة ليهب لمعالجة زوجته وفوجئ حينما اسعفها إلى هيئة مستشفى ذمار بالتقرير الطبي عن حالة زوجته والذي أوضح أنها تعرضت لخطأ طبي فادح وجاء في تقرير هيئة مستشفى ذمار »أسعفت المذكورة خ . ص« إلى هيئة مستشفى ذمار العام بتاريخ ٣١/٠١/٩٠٠٢م وبالفحص عليها تبين أنها تعاني من انسداد معوي حاد وبعد إجراء الفحوصات الضرورية تم إجراء عملية استكشافية عاجلة فتبين أن سبب الانسداد التصاق الثربة الكبرى مع الأمعاء الدقيقة وجدار البطن الأمامي من الجهة اليمنى تم تحرير الأمعاء من الاتصاقات القوية وبالفحص الاضافي وجدت كتلة سادة للمعي اللفائفي وعند انتشالها من تجويف المعي تبين أنها شاشة كبيرة برائحة كريهة بعدها تم خياطة المعي وغسل تجويف البطن ودرنقته وإعـــــادة خياطة طبقات جدار البطن وإعطاء العلاج اللازم ومتابعـــة المريضة في قسم الجراحة.
وعقب هذا التقرير لجأ الزوج إلى الشكوى لوكيل نيابة رداع الذي وجه مدير البحث الجنائي برداع بالاطلاع على الشكوى وجمع الاستدلالات والرفع إلى النيابة ويبدو من خلال الشكوى أن إدارة البحث لم تفعل شيئاٍ فاضطر وكيل النيابة إلى التعقيب كما جـــاء في الشكوى »تعقيب لمدير البحث الجنائي سبق التوجيه بهذا الخصوص إن تنصروا الله ينصركم وأن خذلتم المساكين فالنتيجة مثلها«.
المواطن الشاكي الذي قدم إلى الصحيفة يستند في شكواه على وثائق صحيحة تثبت ما تعرضت له زوجته من خطأ طبي أثناء إجراء عملية ولادة قيصرية لزوجته شكا لوزارة الصحة ما حدث لكنها لم تحرك ساكناٍ رغم المرفقات التي تثبت صحة الواقعة وقال المواطن السوادي: بعد أن سدت كافة الطرق في وجهي في النيابة وإدارة البحث الجنائي في رداع وتحدي مدير مستشفى السلام الذي أجريت فيه العملية بأني لن استطع عمل شيء لذا توجهت إلى الصحافة لأن مثل هذه القضية لا يجوز السكوت عنها كما أناشد النائب العام ومعالي وزير الصحة ونقيب الأطباء اليمنيين إنصافي وفقاٍ للقانون فأرواح الأبرياء أظنها ثمينة وغاليـــــة والسكوت عن مثل هذا الخطأ الطبي الفادح سيتكرر إن لم يوجد هنــــاك قانون يردع القائمــين على مثل هذه المستـــشفيات التي تنتشر في أرجاء البلاد..
الصحيفة تحتفظ بالوثائق.