قدمت القنوات المحلية العامة منها والأهلية عدداٍ من الأعمال الدرامية في رمضان الماضي تجاوزت الثمان مسلسلات محلية وبرغم هذا التعدد إلا أن مستوى الدراما اليمنية ماتزال بدائية من حيث الإخراج والأداء والسيناريو وكذلك القضايا التي ناقشتها إذ تخللها الكثير من العيوب والضعف ولم تقم بتغيير الصورة النمطية المرسومة عن الدراما اليمنية فأغلب هذه البرامج الدرامية متشابهة مع ما تم تقديمه في الأعوام الماضية ولا أعرف لماذا تكلف هذه القنوات نفسها عناء شراء وإنتاج هكذا برامج وأخص المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون حيث تكلفت أكثر من ستين مليون ريال للمسلسل الواحد وفي نفس الوقت يشتكي الفنانون قلة الأجور إذ يحصل بطل المسلسل على ثلاثين ألف ريال في الحلقة الواحدة أما الأدوار الثانوية »الكومبارس« فحدث ولا حرج!! فبعضهم إن لم يكن أكثرهم يتسلم خمسة آلاف ريال.. وفي ما يلي بعض التفاصيل:
رصد/ عماد الحرازي
مسلسل »مننا فينا« ناقش المسلسل قضيتي »الإرهاب والفساد وتجارة المخدرات« بقالب درامي اجتماعي كوميدي وللأسف لم يفلح المخرج في استغلال المحاور الأساسية للعمل مركزاٍ على القضايا الثانوية ومهملاٍ بذلك نقاط قوة هذا العمل الدرامي فهو لم يستطع الربط بين المخدرات والإرهاب مع أنهما يشكلان حلقة دائرية فكل منهما يغذي الآخر مشتتاٍ بذلك تركيز المشاهد بين قضيتين منفصلتين.
المبالغة في الطرح
أما مسلسل »أشواق وأشواك« فيعد أفضل ما قدم هذا العام فهو عمل اجتماعي مشرق توفق المؤلف في كتابة القصة والسيناريو رغم مبالغته في طرح بعض القضايا والنقص الواضح في المؤثرات الصوتية »الموسيقى« وبرودة أداء الممثلين في بعض الأدوار.
قضايا مستهلكة
مسلسل »علاجك عندي« ناقش العديد من القضايا الاجتماعية بإطار كوميدي ومع الأسف كانت غالبية هذه القضايا مستهلكة بل وطرحت بنفس مضامين الأعوام الماضية.
أخطاء درامية
أما المسلسل الكوميدي »كشكوش« الذي يعتبر أنه موجه للأطفال فمن المعروف أن الأعمال الدرامية سيما الموجهة لشريحة الأطفال يكون من الضرورة أن يتم عرض هكذا برامج – قبل بثها – على مختصين نفسانيين واجتماعيين لما تخلقه من تأثير في وعي ووجدان هذه الشريحة المستهدفة من البرنامج.
ولكن عند مشاهدة بعض الحلقات تلاحظ أن هذا الاهتمام غير موجود! وإلا فما الغرض من تقديم »كشكوش« على إنه طفل يوقع نفسه في مشاكل وبشكل دائم بالرغم أن عمره في الحقيقة تجاوز الثلاثين عاماٍ أما أن يتم تصويره على أساس أنه إنسان بالغ بعقلية طفل فهذه معيبة! والشيء ذاته ينطبق على شخصية »وزيز« كما أن مواضيعه ركيكة وفيها الكثير من الأخطاء الدرامية التي أفقدت العمل ميزتي الإثارة والتشويق اللتين تعتبران أساس أي عمل درامي ناجح ولا ننسى الأخطاء المعيبة في المعلومات المعرفية التي قدمها هذا البرنامج!!
عجيب وغريب
مسلسل اجتماعي كوميدي ولا أعلم إذا كان هذا المسلسل قد نال نجاحاٍ باهراٍ في العام الماضي ليتم إعادة إنتاجه هذا العام وتخصيص ميزانية أعظم من السابقة بالمقابل كانت ملفات هذا البرنامج نمطية لم تختلف عن بعض الأعمال الدرامية لهذا العام فقد كانت مملة في طرح القضايا التي كانت تناقش في حلقتين أو أكثر رغم أن مناقشتها لا تتطلب سوى عشر دقائق.. لهذا أتمنى على المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون أن تعمل على إعداد دراسات استقصائية ميدانية جماهيرية قبل إنتاج مثل هذه الأعمال الدرامية.
جانب مشرق
ولعل أكثر ما يميز الأعمال الدرامية التي عرضت في شهر رمضان أنها استطاعت تقديم وجوه جديدة شابة لم تكن معروفة من قبل كمنال المليكي التي قدمت عدة شخصيات نالت الإعجاب في مسلسل »علاجك عندي« وكذلك الشابة روعة التي شاركت الفنان عبدالناصر في دور الممرضة وأبرزت نفسها كممثلة كوميدية موهوبة وفي مسلسل »مننا فينا« هنالك زهيد حسين الذي مثل دور »حافظ« وبرغم التقليل من مشاهده التي يفترض أن تكون محور العمل إلاِ أنه استطاع أن يظهر موهبته بوضوح وكذلك الوجه الموهوب أماني الذماري التي مثلت في أغلب المسلسلات التي عرضت في رمضان الماضي وبعدة شخصيات أضف إلى ذلك الوجه الشاب سيما التي مثلت لأول مرة في مسلسل »أشواق وأشواك.
وأعتقد أن بروز هذه الوجوه الشابة بهذه القوة والحيوية الممزوجة بروح الإبداع والموهبة ستغدو في المستقبل القريب رياح التغيير والتجديد في سماء الدراما اليمنية..
