في الوقت الذي احتفى العالم باليوم العالمي لمناهضة الفساد والذي يصادف التاسع من ديسمبر من كل عام.. نجد المنطقة العربية عموماٍ واليمن خصوصاٍ قد تناست أو نست مناسبة هذا اليوم وما تمثله في حياة الدول والشعوب.. غير أن هناك دولتين هما الكويت وأندونيسيا تمثلت فيهما مظاهر هذا اليوم في مظاهرات وإجراءات تليق بالمناسبة.. فالأولى سجلت أول سابقة تاريخية إيجابية في المنطقة العربية.. حين أقدم مجلس الأمة الكويتي »البرلمان« على استجواب رئيس الحكومة وثلاثة من معاونيه.. لتسجل الكويت أن لا أحد فوق سقف الدستور والقانون والمساءلة.. فيما شهدت شوارع العاصمة الاندونيسية »جاكرتا« تظاهرات تندد وتناهض الفساد.
وفي بلادنا ارتأى المعنيون ركوب قطار »التأجيل« في الاحتفال بهذه المناسبة حالهم في ذلك حال ملفات الفساد التي ركبها »التأجيل« واعتراها »الترحيل« وتهددها »التمييع«.
ولابد من الإشارة هنا إلى أن الاحتفاء بهذا اليوم العالمي يأتي مع صدور تقرير منظمة الشفافية في مدينة برلين الألمانية أواخر الشهر الماضي والذي جاء مخيباٍ للآمال لجهة تصنيف الدول العربية التي احتلت مراتب متأخرة ضمن التصنيف.
فيما تراجعت اليمن 13 خطوة إلى الوراء مسجلة الرقم (154) في قائمة الترتيب بعد احتلالها للترتيب (141) في العام 2008م ولم تتجاوز سوى ثلاث دول عربية هي العراق والسودان والصومال ما يعني أن هناك مؤشرات خطيرة لجهة الآليات المتبعة في مكافحة الفساد ووجود تحديات كبرى في بناء أجهزة ومؤسسات متينة قادرة على مواجهة الفساد بكل أشكاله وصوره المختلفة.. وما يتخلل ذلك من إجراءات واضحة وآليات شفافة تستطيع من خلالها اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق كل من تسول له نفسه التلاعب والاحتيال والاختلاس للمال العام..
سمير الفقيه
Alfakeh79@hotmail.com