ليس من الغريب أن تفتك الصهيونية بالفلسطينيين و بالهوية والتاريخ العربي فنصرف أنظارنا عن كل هذا و نتشاغل بما جرى في التحكيم وما جرى في سقيفة بني ساعدة الغلو في التشيع للمذاهب جعل المسلمين يعاونون أعداءهم عليهم كل صاحب مذهب ينظر للمذهب الآخر على أنه الضلال بذاته ونسي هؤلاء أخلاق من اجتهدوا في وضع هذه المذاهب فعلى سبيل المثال موقف مالك بن انس حين زار العراق فسلك مذهب ابوحنيفة النعمان احتراماٍ له ولأهل العراق وهو صاحب الموطأ والمذهب المالكي وهو أكبر علماء المدينة والمسجد النبوي فنظر إلى أي درجة من التسامح وصل إليها الائمة الأربعة.
ليس غريباٍ ان تهود القدس مسرى الرسول الكريم ونحن منشغلون ترى هل نضم أم نسربل في الصلاة!! فهناك عملية مقصودة في تكوين وعي زائف غير قادر على استيعاب ما يحدث من انتهاكات في فلسطين وعندما نسأل أنفسنا عن دور المثقف العربي إزاء ما يحدث يجد المثقف العربي نفسه في ارض كثرت فيها البراكين فالتطرف أول هذه النيران المندلعة..
تطرف في التدين فهناك من يريد أن يخنقنا باسم الدين وهناك تطرف في الرد على التطرف في التدين بالدعوة إلى العبثية ولا منهج ولا قيم !! هناك تطرف في التمسك بالموروث الثقافي على أساس ليس في الإمكان أبدع مما كان والدعوة إلى وثنية أو صنمية جديدة تتناسب مع روح العصر ويْرد على ذلك بالتطرف في نبذ هذا الموروث وقطع الصلة بالماضي جملة وتفصيلاٍ !! لنصبح بلا هوية تميزنا عن سوانا وإمعة للأجنبي او الرجل الأبيض سبب بلاء شعب المايا هناك تطرف في كراهية التفاوت الطبقي بتطرف آخر وهو عدم احترام الملكية الفردية مما قتل روح التميز في أصحاب المواهب الخلاقة هناك تطرف في التشيع للإمام علي كرم الله وجهه أدى ببعض الجهلاء من الناس أن يسيء إلى الصحابة رضوان الله عليهم وإلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى تطرف في الرد على هؤلاء رداٍ بعيداٍ عن الرد العقلاني الذي يتسم بالرد الجميل كما يقول الدكتور محمد عمارة فيلجأ البعض إلى التجريح والألفاظ النابية التي ليست من سماحة الإسلام في شيءمما يؤدي إلى التباغض واتساع الهوة بين العرب فهنيئاٍ للمستفيد.. هناك تطرف في الغيرة على الدين أدت إلى جعل التكفير تهمة توزع بالمجان لكل من يختلف معنا وربما ليست غيرة على الدين بقدر ما هي مصالح سياسية فالسياسة هي من قتلت الحلاج وليس قوله “أنا الحق”!!
إن ما يحدث في الأرض العربية ليس بمحض الصدفةهنالك من هو مستفيد من اشتعال نيران التطرف التي تأكل الأخضر واليابس في العراق والسودان واليمن ولبنان وفلسطين.. والباقية تأتي هناك من لا يزال حاقداٍ على العروبة محتقراٍ لها فكيف لهولاء الرعاع !!رعاة الإبل ان يمتد نفوذهم إلى كل بقعة في الأرض واذكر عبارة قالها هارون الرشيد تبين ذلك النفوذ حين رأى سحابة في السماء فقال ” أمطري حيث شئت فإن خراجك آت إلي ” لذلك لا غربة أن نجد من الفرس من يمجد الحضارة الفارسية ويسخر من العرب كأبي القاسم الفردوسي الذي كتب ملحمته “الشاهنامة” االتي وصف العرب فيها بأنهم رعاة إبل وأبعد ما يكونون عن المدنية وأن الفرس هم أصحاب التاريخ والحضارة العظيمة وتعجب لحال الزمن الذي جعل من هؤلاء ـ العرب ـ أسيادا على الفرس أن بداية الشعوبية و الحقد على العرب كان مقتل عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين على يد أبي لؤلؤة المجوسي انتقاماٍ للدولة الساسانية التي قـْهرت في عهده
ولدي سؤال عندما تأججت الفتنة الشعوبية كان لدى العرب ما يْحسدون عليه مثل القوة وازدهار اللغة العربية وآدابها مما جعل الأقباط في المغرب والأندلس يكيدون لنا بإشعال الفتنة الشعوبية وبذر الشقاق بين المسلمين العرب والفرس والتي ذهب ضحاياها العديد ممن اتهم بالزندقة كبشار بن برد وابو نواس وعبدالله ابن المقفع والكثير ممن ترجع أصوله إلى فارس.. أما الآن فلم يعد لدينا ما نحسد عليه !!فلماذا لا نزال هدفاٍ للنفوس الحاقدة على العروبة والتي لم تجد غير آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كوسيلة لإشعال نيران الطائفية في كل بلد عربي.. أليس الضرب في الميت حراماٍ كما يقال¿!..
الشعوبية قادمة من جديد
إيمان عبد الوهاب حْميد
التصنيفات: ثقافــة