عمار القاضي
الظلام يدنو من بعيد رويداٍ رويداٍ الشمس تغادر القرية تاركة ذكريات أليمة لا تنسىالقرية يكتنفها الحزن ودعت اليوم احد أبنائها مات شهيداٍ والأخر يستعد للرحيل فقد تم استدعاؤه من الجيش كل رجال القرية في بيته يودعونه ويتمنون النصر للجيش ضد عصابة التفرقة والتمزيق المتمردة على الدولة حل الظلام غادر الجميع ولم يبق احد في المنـزل دخلت عليه زوجته وهو يلملم حاجياته ويشدوا بأناشيد وأغانٍ وطنية وحماسية والسرور والفرحة على وجهه والى جواره بندقيته التفت إليها دموعها تسيل على وجنتيها المصبوغة بالحمرة حاورته بصوت مجهش ومتقطع:
- آلا تزال مصصما على الرحيل إلى ارض المعركة¿
- نعم.
- وتتركني أنا!!! وأولادك والقرية والبيت و……و……
- نعم ولكني أعدك أني سأعودْ منتصراٍ بإذن الله تعالى.
- الستْ غاليةٍ عليك ¿ خذ كل ما املك وابق معنا!!
- أنت غالية علي ولكن…..
- ولكن ماذا ¿¿
- ولكن الوطن أغلى منك ومن أولادي ومن القرية.
- الوطن الوطن. ماذا قدم لك الوطن¿
- قدم لي الكثير الحب الخير العزة الكرامة الكبرياء.
- إذاٍ أنت لا تزال على عنادك أنا خائفة عليك!! لا أريد أن أصبح أرملة.
- ياعزيزتي لو كل شخص تخلى عن وطنه بهذه السهوله لضاع الوطن على الأبناء.
استمر الحوار حتى بزغ الفجر ودوى في الأرجاء صوت المؤذن:
- حي على الجهاد.
- حي على الجهاد.
حمل أمتعته في كتفه وبندقيته في يده واستقل سيارته العسكرية وتحرك وزوجته تلوح له بيدها ودموعها تتساقط على الأرض وهي تعتقد أنها لن تراه ثانية.
بعد شهرين………..
وقفت سيارته العسكرية أمام المنــزل فنـزل منها شامخاٍ منتصراٍ بذراع واحده فوجدها تنتظره ودموعها لم تجف و لا تزال تتساقط مبللة الأرض لكنهما كانا سعيدين..
قصة قصيرة:ذراع واحدة
التصنيفات: ثقافــة