مع كل الكلمات التي تحمل في مضمونها محاولات الصعود من الهاوية لم يحقق الرئيس الأميركي اوباما شيئاٍ يذكر على أرض الواقع فالأوضاع في الشرق الأوسط تزداد تأزماٍ وهنا يجب أن يدرك باراك أن الأمر أكثر من مجرد وعود وكلمات لا تحمل على أرض الواقع صياغة حقيقية يمكن الاستفادة منها.
فها هي باكستان تغرق في بحر من الدماء مع أول زيارة لوزير الخارجية الأميركية كلينتون والجيش الأميركي لم يحقق ما يذكر في القضاء على طالبان بل على العكس تماماٍ ما تزال القاعدة تتباهى بزعمائها الذين يظهرون بين فترة وأخرى بعد أن صرحت القوات الأميركية بإبادتهم أما في العراق فما تزال الطائفية والمذهبية تلعبان دوراٍ رئيسياٍ في تأجيج الصراع الذي لا يعرف أحد له نهاية فكلما هدأت الأوضاع حمل الهدوء في طياته ناراٍ أكثر حريقاٍ من ذي قبل فإلى أن يحقق الرئيس الأميركي وعده بالانسحاب بداية العام 2011م سيظل الدمار يحتل المرتبة الأولى في العراق وربما دون هوادة ناهيك عن السلام الإسرائيلي الفلسطيني الذي لم نرِ له برعما حتى الآن فإسرائيل لم توقف مشروعها الاستيطاني وهي تتوسع يوما بعد يوم في بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقـــدس فماذا ينتظر الرئيس الأميركي وماذا عليه أن يفعل غير إلقاء الكلمات.
نحن نعلم أن الكلمات ليست كالأفعال وأنها أسهل بكثير ولكن على الرئيس الأميركي توخي الحذر فمعترك السياسة ليس كأي معترك وسيكون عليه الالتزام حينها فبعد أن فاز بجائزة نوبل للسلام التي تشكل في حقيقتها مصدر إحراج له وعقاب للرئيس السابق جورج دبليو بوش أدرك أوباما أن الأمر ليس بالهين وأن أكثر الوعود التي صرح بها قد تتطلب جهداٍ غير اعتيادي فهو يريد تحسين صورة أميركا وانتزاعها من الوحل وإثبات أن الأميركيين ما يزالون قادرين على الحوار ومد يد السلام للعالم وأن ما حدث في العراق وأفغانستان يشكل خطراٍ كبيراٍ ويْذكر بصورة أميركا في فيتنام فالتاريخ لا يرحم وهو اليوم يعيد نفسه ليثبت أن أميركا لا تستحق أن تكون على قائمة عظماء العالم..
هناء محمد
محاولات الصعود من الهاوية
التصنيفات: نبض الشارع