محمد عبدالرحمن المجاهد
كثيرا ما تحدث ويتحدث الناس في تجمعاتهم أو مقايلهم وكثيرا أيضا ما تكتب المقالات في الصحف وعبر مختلف الوسائل الإعلامية مطالبين بضرورة وأهمية إثبات وفرض هيبة الدولة وهيمنتها على عامة الناس وخاصتهم حتى تستقيم الأمور ويعم الأمن والأمان وتستقر حياة الناس دون خوف أو قلق.. وذلك من خلال فرض القانون ودستور البلاد وتطبيقهما على كل الناس كبيرهم قبل صغيرهم وغنيهم قبل فقيرهم فلا تمايز لأحد أبدا لأنهم بحكم الشرع الإسلامي وبنظر القانون والدستور سواسية كأسنان المشط أما إذا مورست الانتقائية في المعاملة والتنفيذ فلا شريعة ولا قانون ولا دستور ولا هيبة ولا هيمنة للدولة أبدا فبسبب ذلك حدثت ومورست الاختطافات وقطع الطرق وحدثت فتنة الحوثيين الظلاميين وكان ما يسمى بـ(الحراك) في عديد من المناطق اليمنية والتي آخرها ما يحاول أن يقوم به بعض الناس في محافظة تعز..
فالسكوت عن الأخطاء ومداراتها أو التهاون بشأنها والتواطؤ في بعض الأحيان هو الذي شجع وأتاح للمشاكل والاختلالات أن تتفاقم وتزداد حتى صار من الصعوبة بمكان إنهاؤها إلا بجهود كبيرة وتضحيات جسيمة مع أنه لو (وأعوذ بالله من كلمة لو) تم الحسم والحزم وفرض هيبة الدولة وهيمنتها منذ البداية سواء تجاه عصابة الحوثيين ودعاة الانفصال من يسمون أنفسهم بالحراك وتجاه من يمارسون الاختطافات والتقطع أولا بأول وعند كل حالة وحادثة بالضرب بيد من حديد تحت شرعية الدستور والقانون لكنا خلصنا من كل تلك القضايا والإشكالات منذ زمن بعيد..
ولكن السلطة كما يظهر فضلت لغرض في نفس يعقوب أو لحكمة لا نعلمها أن تمارس التسامح والعفو تجاه الحوثيين حتى تهيأ لهم أن ذلك ضعف وهكذا عادوا وكرروا خمس مرات فتنتهم وتمردهم وحربهم ضد الدولة والوطن مع أن السلطة لو كانت حسمت الموقف ووأدت الفتنة حال بدايتها وظهورها لكانت وفرت على نفسها وعلى البلاد ما تعانيه وما يعانيه الوطن من خروج على الشرعية الدستورية والنظام الجمهوري ولما وجد أولئك المخربون المتمردون من يتجرأ على دعمهم أو تمويلهم وموالاتهم سواء في الداخل أو في الخارج.
ولكن التساهل وسياسة التسامح والمهادنة وغض الطرف عن كثير من الممارسات الخاطئة شجع آخرين على الحذو والاقتداء بعصابة الفتنة الحوثية ومتمردي صعدة ولهذا حدثت وتحدث العديد من الجرائم من قتل وتقطع واختطافات في مناطق متعددة من البلاد وبالذات بعض المحافظات والمناطق الجنوبية ذلك لأن السلطة أيضا تهاونت ولم تحسم الأمر منذ بدايته ومنذ حادثة القتل التي حصلت في منطقة (جبر) في الحبيلين أو منذ حادثة قتل المواطن العديني في لحج وغيره في العند والضالع مما أدى إلى تكرار الحوادث كان آخرها القتل والاعتداء الذي تعرض له بعض الجنود وهم ذاهبون لتقديم العزاء بأحد زملائهم..
وكيف لا تتكرر الحوادث إذا كان المجرم الذي قام هو وأولاده بالاعتداء والقتل في حادثة منطقة جبر في الحبيلين يعيش طليقا يسرح ويمرح دون خوف ولا وجل ويقال أنه يستلم راتبه شهريا حتى الآن ولم يحدث أن طورد أو اعتقل ولا ندري ماهو السر وراء ذلك ¿ هل هو خوف السلطة منه أو من قبيلته¿ أم أن هناك ضغوطاٍ قاهرة عليها من جهات تحمي ذلك المجرم¿ أم أن ما تقوله وتدعيه بعض الصحف وبالذات صحف المعارضة حول ذلك الحادث صحيح لا مراء فيه¿ فتلك الصحف تدعي أن السلطة هي وراء ذلك المجرم وأنها هي التي دفعته لأمر ما لارتكاب جريمته..
مع أن ذلك القول والادعاء لا يمكن أبدا أن يكون صحيحا ولا معقولا إلا إذا كان من يحكمون البلاد زمرة من عصابات الإجرام وحاشا لله أن يكونوا كذلك وإلا فعلى الدنيا السلام فالأمر لا يعدو أن يكون تساهلاٍ أو تهاوناٍ أو قصوراٍ من بعض الجهات الأمنية المختصة أو خشية من أن يحدث الحزم والقبض على ذلك المجرم في قضية منطقة (جبر) رد فعل من جهات تتحين الفرص لتجعل من المجرمين أبطالاٍ وسجناء رأي إلا أن هذا الأمر لا يصح التهاون فيه ولا غض الطرف عنه انطلاقا من الحرص على أمن الوطن والمواطن وعلى هيبة الدولة وهيمنتها المستندة على شرعيتها الدستورية والقانونية..
فلا يصح أن تداري السلطة أحداٍ أو تخضع لأية ضغوط من أية جهة وعليها أن تفِعل أجهزتها الضبطية والأمنية والعسكرية أيضا للقضاء على كل من يحدث فتنة أو إقلاقا أو إزعاجا لأمن الوطن والمواطنين تكون نتائجه إضعاف لسلطة الدولة وهيمنتها القانونية والدستورية وإلا فالعاقبة وخيمة وستستفحل الأمور ولن تصلح بعد ذلك إلا بضحايا وتضحيات جسيمة غالية كما هو حاصل الآن في صعدة وعمران وغيرهما..
فالوطن قد عانى كثيرا والشعب قدم كثيراٍ من الضحايا والتضحيات فلا تحملوه ما لا يطيق وفوق احتماله بسبب سياسة التسامح و(الطبطبة) والتهاون والتواطؤ من بعض المتنفذين فالحزم والقوة والضرب بيد من حديد ضد الخارجين على القانون والدستور والثوابت الوطنية وعلى أيدي عصابات الإجرام في كل المناطق اليمنية هو الحل الأمثل والطريقة الصحيحة لقطع دابر الفتن والتقطع والاختطاف وقتل الأبرياء..
لأن من يتهاون أو يتواطأ ويتسامح ويغض الطرف تجاه أولئك المجرمين وعصابات الفتنة والتخريب والخطف والتقطع والقتل يكون مشاركا ضمنيا في أفعالهم عملا بالقول (من رأى منكرا ولم يغيره فهو كفاعله) ونحن لا نريد للسلطة أن تتهم بالسكوت عن الباطل ولا نريد أن تكون عاجزة عن حماية البلاد والعباد وندعو من الله لها بالتوفيق والسداد وأن يلهم حكامنا سبيل الرشاد إنه سميع مجيب..
يا متصدق بالمرق أهل بيتك أحق!!
من عجائب الأمور التي تتحفنا بها الأيام أن نقرأ عبر الصحف الرسمية أن السلطة ممثلة بالجهات المختصة بالكهرباء وقعت اتفاقية مع الحكومة الجيبوتية تقضي بمدها بالطاقة الكهربائية أي أن بلادنا هي التي ستزود جيبوتي بالكهرباء ولا ندري كيف سيتم الإمداد¿ إذا كنا نحن نعاني في كل محافظة ومدينة وحي وقرية من تعدد الانطفاءات يوميا حتى أصبحت أم المشاكل في البلاد..
والحال كذلك فمن أين سنمد جيبوتي بالكهرباء¿ إلا إذا كان هناك وفر كبير جدا في الطاقة الكهربائية ربما يكون ذلك ممكنا ولكن أليس (جحا أولى بلحم كبشه) وأليست البلاد وأبناؤها أحق بأي وفر من الكهرباء¿ بدلا من (بعزقته) على الآخرين والمثل يقول (يا متصدق بالمرق أهل بيتك أحق) فذلك الخبر الخاص بمد الكهرباء إلى جيبوتي صار لجميع المواطنين لغزا محيرا يطلبون من الجهات المختصة حله وتفسيره فكيف نعيش أزمة انطفاءات كهربائية متكررة يوميا وكيف سنمد الكهرباء إلى جيبوتي¿ افتونا أحسن إليكم..
التسامح والتهاون شجع على تكرار الجرائم!!
التصنيفات: منوعــات