حافظ مصطفى علي
لا تكفي النوايا الحسنة والخطب الرنانة والحماسية الدينية منها والوطنية كي يتعود الناس الحصول على حقوقهم الطبيعية كمواطنين والنقطة الأساسية في ذلك هي التعود التعود على السكوت وعدم طرق أبواب القانون في حالة إهدار الحقوق التعود على قبول الأحكام الظالمة والتذرع بقيم الصبر والقبول بالقدر التعود على الخوف من مقارعة الباطل التعود على صور الظلم الاجتماعي تتكرر بوضوح دون مؤازرة.
إن هذا التعود يتيح للبغي أن يستمر ويتيح انتشار ثقافة الشعور بالغبن واللاعضوية لدى المواطن لأن الله جِبِلِ عبيده على عدم قبول الظلم جبلهم أيضا على الصبر ولكن على مضض فجعل سبحانه وتعالى الناس يحتكموا إلى قوانين مستوحاة من روحه الإلهية وضمنها رسالاته السماوية وأتاح لأهل الذكر من الناس الاجتهاد بما كسبوا من علم وذلك لخلق حالة من الرضا والتعاون على بناء الأوطان والمجتمعات فاذا نظرنا من حولنا سنجد قضايا ما كان يجب عليها أن تستمر – كمرض مزمن – لولا التعود على الظلم من قبل الظالم والمظلوم على حد سواء بدليل ” الجمعية السكنية في منطقة الحتارش وقضايا الجمعيات السكنية في عموم الوطن” أليس لهذه الجمعيات خطط لتأوي الالآف من الأسر اليمنية ولترفع عن كاهل الشباب عبء الإيجارات¿ أليس الوقوف والانتصار لمن أهدرت حقوقه مقصداٍ وطنيا أخلاقيا قانونيا بامتياز¿ ويؤمن حياة عادلة لأولادنا من بعدنا مادام الأمر كذلك بماذا نفسر السنوات الطوال العجاف للحصول على هذا الحق الذي كفله الدستور والقانون¿ ولكن إذا ما نظرنا إلى الأمر من زاويته الإيجابية سنجد أن تأسيس هذه الجمعيات يعد انتصاراٍ أوليا للحق وخطوة عملية لمجاهدة النفس المتعودة والمتعايشة مع الظلم ولكن على مضض وقس على ذلك في ما يخص الجمعيات الأخرى مثل جمعيات حماية المستهلك.. إن مثل هذه الجمعيات في البلدان التي تنتهج سياسة السوق تخلق توازنا طبيعيا بين ما يجب أن يكون وما هو كائن وليس مطلوبا منا بعد تأسيسها إلا التعود على التمسك بالحقوق من خلالها والالتفاف حولها ومؤازرتها على قاعدة القانون الأمر الذي من شأنه تحفيز أجهزة السلطة التنفيذية كالشرطة في حمايه حقوق أراضي الجمعيات وغيرها من أراضي المواطنين وكالبلدية في فحص كافة السلع في بقالاتنا عبر مختبرات الصحة العامة دون انتظار بلاغ من أحد عن وجود سلع تالفة أو عدمه إن تفعيل دور الجمعيات يعد الحجر الأساس لتفعيل ثقافة الوعي بالقانون وتنشيط الدور الرقابي والنقابي للمواطنين وتأسيس ملامح حقيقية للمجتمع المدني القائم على احترام عضوية الفرد والدفاع عن حقوقه فالعياذ بالله من شر التعود واستفحال ( المضض) إلى حالة متوطنة..
درء ثقافة التعود السلبي
التصنيفات: منوعــات