أنور نعمان راجح
عندما أطلقت فكرة الفوضى الخلاقة باعتبارها الحل الأمثل لإعادة تشكيل المنطقة المسماة بالشرق الأوسط على النحو الذي يراه أصحاب تلك الفكرة مناسباٍ لمشاريعهم وأهدافهم لم يكشف أصحاب تلك الفوضى عن أدواتهم ولا عن كيفية حدوث الفوضى وإلى أي مدى سوف تصل¿
بعد ذلك انبرى البعض متحدثاٍ عن إفشال مشروع الشرق الأوسط الجديد وإفشال مشروع الفوضى الخلاقة وهو ما لم يحدث وليس بمقدور المتحدث آنذاك الوقوف أمام مشاريع من هذا الحجم هذا على افتراض أن المتحدث كان يعي ما يقول وأن حديثه كان جدياٍ حول هذه المسألة..
بعد مرور سنوات عديدة على إطلاق فكرة الفوضى ومشروع الشرق الأوسط الجديد والكبير يتضح أن المشروعين معاٍ لم يفشلا لا من تلقائهما ولا بصمود حزب الله اللبناني في حرب تموز ٦٠٠٢م ضد اسرائيل ومايزال الغموض يكتنف تفاصيل تلك الحرب وخرافة الصمود الذي أريد له ومنه أن يكون السبب الأقوى والأكبر لما قيل أنه فشل لمشروعي الفوضى والشرق الأوسط بينما الحقيقة ليست كذلك على الإطلاق فالفوضى على أشدها والشرق الأوسط الجديد يتشكل يوماٍ بعد يوم ولا مجال لأن يدعي البعض مجداٍ على أشياء لم تتحقق بعد ولم تزل تلك المشاريع تسري على قدم وساق ولم يعترض سبيلها إلى الآن عائق يستحق أن يوصف بعائق الإفشال.. لبنان يعيش في عنق الزجاجة وفي معمعة الفوضى ولا أحد يمكنه أن يتوقع كيف سيكون مستقبل هذا البلد حتى وإن تشكلت الحكومة وبدا الحال وكأن الأمور قد استقامت فهناك من أسباب الفوضى ما يكفي لإغراق لبنان في بحر من دماء.. الحديث عن لبنان جاء أولاٍ لأن حزب الله الذي يدعي قادته أنهم أفشلوا مشروع فوضى الشرق الأوسط هو أهم أسباب الفوضى في لبنان وأهم عوائق الاستقرار الداخلي لذلك البلد وثانياٍ وثالثاٍ وما بعد ذلك يتضح أن الفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الأوسط الجديد من بطولة النظام الإيراني وحوزاته والحوزات التي تنتمي لنفس المدرسة وهي التي تصٍدر فكر الفوضى اللاخلاقة طبعاٍ وليس هناك من فوضى خلاقة على الإطلاق والمسألة برمتها خدعة كبرى ربما تنطلي على البعض.. الفوضى الإيرانية المدمرة التي ظهرت في العراق ضمن تفاهمات مع الولايات المتحدة وهي فوضى المليشيات التي تنتهج مذهبية القتل والتدمير والتصفيات الجسدية على الهوية كانت خلاقة بالنسبة لحلفاء مشاريع التوسع ومد النفوذ فتلك الفوضى أوجدت مناخات مناسبة للمزيد من الانقسام والفوضى.. والمهم في كل ما يحدث هو طبيعة التفاهمات التي جمعت إيران بالولايات المتحدة وهي تفاهمات مدروسة وصادقة ولا يمكن نفي تلك التفاهمات والعلاقات مهما كانت شدة النفي وقوة الإنكار وكأن الواقع ينطق ويقول إن إعلان الفوضى جاء على لسان أميركي بينما التنفيذ يجري بأدوات إيرانية واستراتيجية مشتركة.. إيران من خلال الحسينيات ومراكز المسخ العقلي أوجدت أسباب الفوضى ووقود الصراع والحرب في المنطقة وصدرت القنابل الفكرية الإثنا عشرية إلى الكثير من دول المنطقة وهي قنابل قابلة للانفجار في أي وقت وتسعى لخلق حالة من الكراهية والشحناء تجاه الدول الأخرى في المنطقة.. وكل هذا من أسباب الفوضى في الوقت الراهن وفي المستقبل وسوف تنطلق في كل مكان ما لم تتدارك الأنظمة في المنطقة هذه المشكلة من الآن وتعمل على إخماد هذه الفوضى في مهدها قبل أن تكبر وتستعصي على الجميع وتصبح مليشيات الفوضى مسلحة بأسلحة غير تقليدية سوف تنتجها مفاعلات »قم« النووية لتكون نهاية المنطقة وميلاد شرق أوسط جديد تصدق فيه تخرصات وتوقعات »كونداليزارايس« التي أطلقتها ذات عام مضى..
فوضى إيران اللاخلاøقة!!
التصنيفات: منوعــات