ابن النيل
ماذا.. بعد الذي قالته وزيرة خارجية أوباما قبل أيام قلائل وعلى مسمع من أركان نظامنا الرسمي العربي ككل دونما التباس وبصريح العبارة كما يقولون من أنه لا ينبغي أن يطالب الجانب الفلسطيني بوقف الاستيطان الصهيوني في الأراضي العربية المحتلة كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الصهيونية ¿!
سؤال بات يطرح نفسه بإلحاح على جميعنا في راهن الوقت وأكثر من أي وقت مضى وقد راح البعض من بني قومنا مع الأسف الشديد يتحدثون عن هذا الأوباما وكأنما هو القاضي المنصف الذي جاءت به الأقدار ليمسح عن جبين العرب والمسلمين آثار ما أصابهم من كبير ضرر وأذى بفعل انحياز أسلافه لمغتصبي حقوقهم.. منذ كانت النكبة الأولى..
ويبدو أن هذا البعض من قصار النظر.. استند في رؤيته السياسية هذه إلى ما تعمد الرئيس الأميركي باراك أوباما اعتباره خطاباٍ موجهاٍ لنا – عرباٍ ومسلمين – من قلب جامعة القاهرة في حينه وهو ما لا يعد وكونه مجرد تلاعب بالألفاظ فارغة المحتوى والمضمون.. أراد أن يراهن صاحبها من خلالها على ضألة تفكيرنا وعقم استيعابنا مدركاٍ في ذلك حقيقة أنه لم يعد لدينا سوى أن نتسول من أعدائنا وأعداء أمتنا بعضاٍ من حقوقنا المغتصبة منذ ارتضينا لأنفسنا مهانة التسليم بالعجز دون مبرر.
ثم إن الرجل قد حظي بمنحه جائزة نوبل للسلام لقاء نواياه المبهمة ولم يعد بحاجة إلى أن يقدم ما من شأنه أن يشكل الحد الأدنى من حيثيات استحقاقه إياها وقد اعترف بذلك صراحة.. حين قال تعقيباٍ على قرار منحه الجائزة ذاتها.. ما يعني أنه لا يستحقها.
وكثيرة هي التصريحات الصحافية الصادرة عن أوباما بشأن ما اصطلح على تسميته – أميركياٍ – بقضية النزاع في الشرق الأوسط والممهورة بوعوده شبه الجادة والمسؤولة من أنه سوف يعمل من جانبه على ضرورة إنجاح حل الدولتين فضلاٍ عما ذهب إلى حد الإفصاح عنه أكثر من مرة- لمجرد الاستهلاك الإعلامي ليس إلا- من أنه غير راض عن إصرار أصدقائه الصهاينة على مواصلة نشر مستوطناتهم على اتساع ما توهمه الجانب العربي جسداٍ جغرافىاٍ للدولة الفلسطينية المرتقبة وفي القلب منه النصف الشرقي لعاصمة فلسطين التاريخية إلى غير ذلك من التصريحات والوعود الخلبية البراقة التي يرى فيها أنصار لعبة المفاوضات الماراثونية العقيمة مع العدو غايتهم المبتغاة بينما يتخذ منها الجانب الصهيوني سبيلاٍ لمضيعة الوقت وطمعاٍ لحصوله على المزيد من تنازلاتنا المجانية المهينة وليس أدل على ذلك من إلقائه المبادرة العربية إياها في سلة مهملاته إمعاناٍ في إذلالنا بينما نحن لم نشأ أن نتعظ بالمقابل.
ويكفي ما اعترف به أحد المتحدثين بلسان السلطة الفلسطينية في الآونة الأخيرة من أن الإدارة الأميركية مارست نوعاٍ من الضغوط السياسية على ممثليها بغية إجبارهم على المطالبة بتأجيل النظر في تقرير جولدستون إياه أمام المنظمة الدولية الأم بالإضافة إلى مطالبتهم بالامتناع عن توقيع ورقة المصالحة مع حماس في العاصمة المصرية.
الأكثر غرابة من كل هذا وذاك.. ما قالته هيلاري كلينتون في سياق تصريحاتها الصحفية الأخيرة من أن تجميد بناء المستوطنات على الأرض الفلسطينية المحتلة.. إنما يعد من وجهة نظرها.. تنازلاٍ صهيونياٍ بامتياز وهو ما ليس بحاجة إلى أي تعليق من جانبنا على الأقل..
نوايا أوباما على المحك الفلسطيني
التصنيفات: منوعــات