الذي حصل في23 مارس يوم توزيع المهام على أعضاء مجلس النقابة الفائزين لن أنساه أبداٍ لأنه ترك أثراٍ كبيراٍ في نفسي!! هكذا قالت فاطمة مطهر المرأة الوحيدة الفائزة بعضوية مجلس نقابة الصحافيين وأضافت »وعندما أجتمع زملائي لمناقشة موضوع توزيع المهام نسوا تماماٍ أن فاطمة هي زمليتهم الوحيدة الفائزة بعضوية المجلس ونسوا أيضاٍ نسبة الأصوات التي فزت بها!«
حكاية فاطمة أنها أرادت الحصول على منصب الوكيل فهي الفائزة بقرابة 500 صوت لذا من حقها الحصول على هذا المركز القيادي عقب توزيع المهام سيما والنظام الداخلي للنقابة ينص على التوافق وفي حالة عدم الاتفاق بالتوافق فبالترشيح وبالطبع كانت هذه الأخيرة هي الفيصل في توزيع المهام بين الفائزين بعضوية المجلس!
أما سبب فشل توزيع المهام بالتوافق فلأن الزملاء الفائزين اختلفوا أو بالأصح رفضوا أن تحصل فاطمة على منصب الوكيل فهي امرأة بين اثني عشر رجْلاٍ!!
وبالفعل تم العمل بالترشيح وكانت النتيجة إزاحة المرأة الوحيدة إلى الهامش.. ومن زعل يزعل!!
ولكن وبعد انتقادات شديدة وجهت لمجلس النقابة من قبل منظمات مجتمع مدني وصحافيين ومثقفين راح المجلس الذكوري يْخطط ويتكتك لتكون لجنة النشاط هي المرفأ الآخير لهذه المرأة الفائزة بامتياز!! ليتضح بعدها أن هذه اللجنة بلا مهام إذ لا توجد لوائح واضحة في النقابة تحدد مهامها وفي هذا الموضوع المْعيب على مجلس وقيادة النقابة تنوه فاطمة قائلة: إما أن توجد مهام واضحة تحدد مهام اللجان أو أنه على التعديلات الحاصلة في مشروع النظام الأساسي أن تلغي شيئاٍ اسمه لجنة نشاط!!
وفي سياق سطور هذا الحوار الشفاف تتطرق فاطمة مطهر رئيس لجنة النشاط بنقابة الصحافيين إلى العديد من المشاكل والإشكاليات السائدة في النقابة التي بدورها تصيب النقابة والعمل النقابي في مقتل.. فإلى الحصيلة:
حاورتها: نجلاء الشعوبي
> كيف تصفين لنا تجربة خوضك غمار المنافسة في نقابة الصحافيين¿
>> بصراحة التجربة رائعة جداٍ ومفيدة ومختلفة بالنسبة لي وقد كان هذا الموضوع يجول في ذهني قرابة سنتين بأني سوف أترشح لهذا المجلس لكن عندما اقترب وقت الحسم وجدت بعض التوتر إلا ان الترشيح كان مفيداٍ في جميع الاتجاهات حيث أن المرء يتعلم كيف ينسق مع الناس ومع الزملاء وكيفية التحاور مع الجميع وسماع وجهات النظر المختلفة وكيفية التعامل معها في ظل استفزازات وأحياناٍ التفاتات معينة لكنها تجربة جميلة والأجمل منها عندما يحصل الشخص على الفوز وبنسبة جيدة والإحساس برضا وثقة عالية بالنفس حيث أن الزملاء أعطوني ثقتهم وبالتالي الفوز وهذا أعطاني حافزاٍ ودعماٍ قوياٍ.
> هل يمكن أن تعطينا نبذة عن مبادرة الصحافة الأخلاقية التي نظمتها النقابة والاتحاد الدولي للصحافة ¿
>> مبادرة الصحافة الأخلاقية هي مبادرة تبناها الاتحاد الدوليفي اجتماع دولي العام الماضي عندما عقد اجتماع دولي في 2008م للجنة الصحفيين في أسيا وأوروبا وناقشوا العديد من مشاكل الصحافة وخاصة بعد الرسوم الكاريكاتورية الدنمركية والأزمة التي تلتها في2005 فكانت هذه الرسوم البذرة الرئيسية لهذه المبادرة فحصلت نقاشات كبيرة حول هذا الموضوع وحول الصحافة وأخلاقياتها و هل الصحافة تؤدي رسالتها بين الشعوب بأنها رسالة إنسانية أم أنها تحولت إلى سبب للكراهية والعنف و سبب للعنف السياسي والعنف الفكري فكانت هذه نقطة الانطلاق فهي ليست مخصصة لبلد معين بل للعالم برمته فهو بحاجة إلى مبادئ جديدة تعيد للصحافة رسالتها من اجل أن تخدم المجتمع والصالح العامبرغم أن مصطلح “الصالح العام “فيه بعض التحفظات إلا أنة ألآن توجد اجتهادات كثيرة لتعريف الصالح العام وكل نقابة لابد أن تعرفها بما يناسب بلادها وعاداتها وتقاليدها ومساحتها اذ عليها ان تضع في أجندتها كل الاعتبارات سواء منها الفكرية أو الاجتماعية ومن هنا انطلقت مسالة المبادرةوقد تبناها الاتحاد الدولي للصحفيين بشكل عالمي وبدأ التنسيق مع النقابات الوطنية مع كل دولة إن أرادت أن تتبناها على نفس المبادرة وعلى صعيد وطني بما يكون فيها من خصوصيات وبما يناسبها ولمعرفة الإشكاليات التي تواجها الصحافة في كل دولة ومن أهم أسسها إنشاء لجنة الصحافة الأخلاقية وهذه اللجنة ليست مكونة من الصحافيين فقط لان الحريات أو الأخلاقيات لاتعني الصحافي فقط بل تعني المجتمع كله فتكونت اللجنة من المؤسسات ومنظمات معنية بحقوق الإنسان وبالمجال القانوني وكذلك المنظمات النسائية ومن الجهات المسؤولة الرسمية كوزارة الإعلام.
> هناك من يقول أن هذة الفعالية لم تكن بالمستوى المطلوبأي انها افتقرت الى آلية ومحتوى واضح يجسد مضمونها¿
>> بالفعل حصلت بعض التشويشات فإذا تم رسم فعالية وخطط لها قد يوجد أثناء التنفيذ بعض الإرباكومنها عدم التزام بعض الزملاء الذين من المفروض أن يرأسوا الجلسات فقد بدأنا الجلسة ورئيس الجلسة ليس موجوداٍ وفي الأخير تعتبر هذه فعالية تدشين وهنا وجد اللبس الأساسي لأن الحاضرين لم ينتبهوا إلى ما كان مكتوبا على اللافتة وبالخط العريض بأنها عملية تدشين وقد تم توزيع المبادرة للجميع حيث تحدث رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين وقدم نبذة عنها وكذلك المنسق في الشرق الأوسط وبالتالي كان الهدف الرئيسي هو التعريف بهذه المبادرة والتدشين فقط.
ربما حصل اعتراض وتحفظ على اللجنة المشكلة أو على بعض الأشخاص ووجد تساؤل حول كيفية تم تكوين هذه اللجنةلكن في الأخير اللجنة تكونت بناء على أسس معينة والى جانب ذلك للنقابة صلاحية في اختيار الأشخاص الذين تظن أنهم يقدمون لها الدعم وأعتذر على اللبس الذي حصل أثناء الفعالية فالهدف منها فقط تدشين وليس مناقشةأيضا الاستفادة من الزملاء في ما يتصل بالصحافة الأخلاقية وما الذي نستطيع الاستفادة منه بشكل عام.
> ماهي التوصيات أو بالأصح الخلاصة التي خرجت بها هذه المبادرة¿
>> للمبادرة عدة أسس عامة وضعها الاتحاد ولكن نقول أن النقابة تعمل مع اللجنة التي تم إنشاؤها لوضع برنامج عمل كامل يناقش أهم مشاكل الصحافة الأخلاقية وهنا انبه الى اللبس الموجود لدى البعض في مفهوم الصحافة الأخلاقية والتي فهمها البعض بأنها ميثاق شرف أو تقييد للحريات وهذا ليس صحيحا فالصحافة الأخلاقية تعنى بتوفير البيئة التي يعمل فيها الصحافي بالشكل الذي يساعده على القيام بأداء رسالته ويؤدي مهامه الصحافي فالصحافة الأخلاقية تعنى بشؤون الصحافي من كل جانب.
> يقال أن النقابة واقعة تحت ضغوط من خارجها.. كيف تردين على هذا القول¿
>> أي عمل نقابي قد يتعرض لبعض الضغوطات فتجربة النقابة قديمة لكن تجربة الديمقراطية ناشئة وحديثة ولا تقتصر الضغوطات من خارج البيت بل من الداخل فهنالك زملاء يفرضون أجندات معينة لفرض أراء معينة لكن نحن في النهاية نسمع للكل وبتضامن أعضاء المجلس يمكن أن نتجاوز هذه الضغوطات وفي الأخير يظل ما يخدم الصحافي والصحافة والحريات الصحافية. نحن نسمع للجميع ولكن أي شيء معارض أو ممكن يؤذي سقف الحريات ويوجد ضرراٍ فهذا أستحاله أن يتم الاستماع اليه أو السير خلفه.
> فاطمة مطهر وجدت لنفسها مكاناٍ في مجلس النقابة.. هل هذا سيخلق أصراراٍ من الصحفيات في السنوات المقبلة للترشح أم سيعمل العكس ¿
>> في الحقيقة لم أتوقع أن أكون وحدي وخاصة بوجود زميلات مرشحات حوالي أربع وكن قويات فكنت أتوقع أن تكون على الأقل اثنتان منهن في المجلسولكن خوض الانتخابات والاعداد لها و الترتيبات تحتاج إلى وقت وتخطيط فهنالك زميلات كن محظوظات ولو أنهن عملن بوقت كاف لأنهن مناسبات ولديهن مؤهلات ومهارات ولكن لم يعملن إلا قبل الانتخابات وأتمنى للصحافيات أن يكن أكثر تفاعلا مع العمل النقابي فانا لي من أبريل في النقابة ولا أجد إلا زميلتين يتواصلن مع العمل النقابي وللأسف الأخريات لا يوجد من قبلهن أي تفاعل مع النشاط النقابي وبالتالي لكي تصلي الى عضوية المجلس يجب أن تكوني متفاعلة أساساٍ مع العمل النقابي ومع الأنشطة النقابية حتى وإن لم يوجد نشاط لابد من الاستفسار والسؤال والتفاعل سواء من الصحافيين او الصحافيات ومن الضرورة أن يوجد تفاعل من الصحافيات لأنهن بالفعل غائبات عن العمل النقابي.
> أحرزتم نسبة كبيرة في انتخابات المجلس ورغم هذا لم يتم التنازل لكم عن منصب الوكيل سيما في ظل استحقاقاتكم لهذا المنصب وفقاٍ للنسبة الحاصلين عليها.. وبعدها توليت رئاسة لجنة النشاط والمدير التنفيذي.. استاذة وبدون دبلوماسية.. ألم يخلق هذا الموقف ندوباٍ على المرأة الوحيدة الفائزة بامتياز بعضوية مجلس النقابة¿
>> هنالك مسائل لابد أولا من توضيحها ففي ما يتعلق بتوزيع المهام فالنظام الأساسي في النقابة غير واضح حيث يتركها للتوافق أي أن أعضاء المجلس بعد الانتخاب يتفقون في ما بينهم وفي حالة لم يوجد توافق يتم الاقترع وهذا خلق إشكالية وكما هو معروف مجتمعنا ذكوري فالرجال هم الذين يشتغلون بشكل أفضل دائماٍ وخاصة خلف الكواليس!! فبعد إعلان النتيجة تمت عملية التنسيق وكانوا متفقين على توزيع مهام معينة وهذا ترك أثر كبيرا في نفسي فأنا أقول دائماٍ الذي حصل في 23 مارس يوم توزيع المهام لن أنساه أبداٍ !! حيث كنت أنا خارج الموضوع تماماٍ وهم أثناء جلوسهم واجتماعهم نسوا تماماٍ أنني زميلتهم الوحيدة الفائزة ونسوا نسبة الأصوات التي فزت بهاوهذا ترك أثراٍ في نفسي ولا أستطيع أن أنكر هذا ولكن في الأخير أحاول أن أثبت نفسي بالعمل سواء كنت في منصب ( قيادي) أو لجنة عادية.
> أستاذة فاطمة..ماهي مهام لجنة النشاط التي ترأسونها¿
>> وهذه تعتبر أيضا من الأشكاليات الكبيرة في المجلس والتي تضعف النقابة وتضعف أداءها حيث لا توجد لوائح تحدد مهام كل لجنة فمثلا أنا في لجنة النشاط وزميل أخر في لجنة التدريب وثالث في لجنة الحريات أنا أعتبر التدريب نشاطا وأعتبر إقامة ورشات العمل الخاصة بالإعلام نشاطا وأعتبر أي فعالية هي نشاطا وأي فعالية تتعلق بالحريات هي نشاط بالفعل مسألة النشاط هذه مهمة فأما توجد لدينا لائحة تحدد مهام واضحة لكل لجنة أو أن التعديلات الحاصلة في مشروع النظام الأساسي تلغي شيئاٍ أسمه لجنة نشاط !! بما أن كل اللجان هي أساساٍ تمارس أنشطة إلى جانب ذلك لا يوجد أي تعامل كفريق واحد في النقابة لأنه حتى الآن لا نستطيع العمل بروح الفريق وأيضاٍ غياب اللوائح التي تخلق رؤية واضحة وعامة للعمل في النقابة.
> هل لجنة النشاط إحدى اللجان المنصوص عليها في النظام الداخلي أم أنها لجنة مستحدثة¿
>> لجنة النشاط هي لجنة موجودة منذ تأسيس النقابة وهي لجنة أساسية وليست مستحدثة لفاطمة مطهر.
> إلى أين وصلتم في تعديل النظام الداخلي والصيغة النهائية لميثاق الشرف الصحافي¿
>> لجنة النظام الداخلي هي منتخبة من المؤتمر العام وكانت قد عقدت في يونيو ويوليو اجتماعات لمدة أسبوعين كاملين لكن متفرقين وكانت هناك وجهات نظر في التعديلات وتناقشوا نقاشات طويلة كان أساسها أنه سوف يتم إعداد خطة عمل للنزول إلى الفروع والالتقاء بالأعضاء ومناقشة هذه التعديلات لكن لماذا توقفت¿حقيقة ليس لدي أدنى عن فكرة الموضوع.
> ماذا عن مشروع قانون الصحافة والمطبوعات¿
>> في الأسبوع ما قبل الماضي أقيمت ورشة عمل أقامتها النقابة مع منظمة أريكس التي هي الداعمة لمشروع قانون الصحافة وكنا قد عقدنا خلال نهاية مايو وأغسطس ورشتي عمل لمناقشة هذا الموضوع والمفروض أن يكون هذا الموضوع قد انتهى تماما وفي الصياغات الأخيرة لأن مشروع قانون الصحافة أخذ وقتا أطول مما يجب.
> في ما يخص التدريب والتأهيل للصحافيين.. ما أكثر الفئات المستهدفة ¿
>> المفروض ان يتم تدريب جميع الصحافيين دون استثناء بدون انتقائية وأن يتم انتقاء الدورات المناسبة للصحافي كي يستفيد منها سواء كان متخصصا أوغير متخصص وليس من المنطقي أن مجموعة واحدة هي التي تشارك في كل التدريبات و في جميع التخصصات فمن الضرورى أن يستهدف التدريب احتياجات الصحافية وجميع أعضاء النقابة.
> كيف ترون وضع الصحافية في الإعلام اليمني ¿
>> الصحافية مثلها مثل المرأة اليمنية لديها إشكاليات تهميش في العمل وخاصة في مناصب القيادة واتخاذ القرارلديها إشكاليات أنها ربة بيت وأم وهذا من المفروض أن يكون لها دعم لأنها تنجز شيئاٍ أيضا مزاجية الصحافة في اليمن حيث أن أغلب الصحف المستقلة والحزبية يكون دوامها في المساء والليل وهذا يعيق الصحافية عن أن تكون مشاركة فاعلة في العمل الصحفي..