يقصد بالصحافي السلطوي ذلك الذي يتحدث بلسان السلطة ويدافع عنها سواء كانت تلك السلطة ممثلة بسلطة الأحزاب بما فيها الحزب الحاكم أو السلطة المرتبطة بذوي النفوذ سواء كانوا رجال مال وأعمال أو مشائخ وأعيانا.
ويتصف الصحافي السلطوي بشخصية انتهازية ومصلحية من الطراز الأول فحين يكتب لا يراعي أخلاقيات المهنة وآدابها ولا تقاليد البلد وقيمه فكل همه أن يكسب رضا من يكتب نيابة عنهم.
والأخطر من ذلك أنه يتعالى على الجمهور العام وخاصة المواطنين البسطاء وحين يضطر للكتابة عنهم بتكليف من أسياده يكون الهدف من إثارة قضاياهم هو ابتزاز الخصم فقط.
وكلما اقترب الصحافي من السلطة أي سلطة وأخلص لها وابتعد عن الجمهور العام كلما أصبحت كتاباته جافة وبعيدة عن الموضوعية وفقدت مصداقيتها.
وبالرغم من أن الصحافي السلطوي يستخدم عادة في كتاباته تعبيرات نارية ولغته تبعد تماما عن اللغة الصحافية. وتراه يتهم الصحافيين السلطويين في الإتجاه المعاكس له بخروجهم عن الكتابة الموضوعية وعن جادة الصواب بينما هو غارق في الكتابة اللاموضوعية.
ولا يخلص الصحافي السلطوي للسلطة التي يعبر عنها فبمجرد ما تسقط تلك السلطة ينكشف أمره فيتحول إلى السلطة الجديدة ليمارس نفس الدور السلطوي المقيت.ولا يعني ما سبق أن الصحافي لا يحق له أن يعبر عن سلطة ما ولكن أن يصبح أداة لتصفية الحسابات بين الفرقاء فذلك هو ما يسىء لسمعة الصحافيين عموما ولسلطة الصحافة على وجه الخصوص.
لذلك ينبغي علينا كصحافيين أن ننتمي لسلطة الصحافة وليكن شعارنا على الدوام” لا سلطة تعلو فوق سلطة الصحافة” كسلطة رقابية تعبر عن هموم الجماهير وتعكس آمالها وطموحاتها. وأقصد هنا بسلطة الصحافة أي الصحافة كمهنة لها تقاليد وأصول في الكتابة وتحكمها قوانين ومواثيق شرف صحافي.
وليتأمل كل منا في كتاباته الصحافية سيجد فيها قدرا ولو بسيطا من الكتابة السلطوية وذلك أمر طبيعي في مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص. والأهم أن نقيم أنفسنا كصحافيين قبل أن يقيمنا الآخرون..
samiaagbary@hotmail.com