-خلاصــــــة… :
لا نعني- البتة – التمترس ضد عملية التفاعل المتبادل بقدر ما نلتمس سبيلاٍ عادلاٍ لفهم تطور الفكر الحديث بغرض استنهاض وإحياء مقومات التفاعل في الفكر المحلي وتحقيق اندماجه مع الحداثة بقيمته المتممة/ إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق/.. إذ أن من المنطق والدلالة العلمية أن أنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر الحديثة الموسومة علمياٍ بـ P5/- مثلا- هي المفترض / عقلاٍ وعلماٍ/ أن تستوعب مشغلات ما قبلها من الموديلات.. لعدمية جدوى صحة الاستيعاب العكسي.. وكذلك هو حال عدم مراعاة عامل البيئة العربية في خصوصيتها غير المتعايشة مع البيئة / التنويرية الجدلية/ خصوصاٍ تلك المتجردة من القيمة الأخلاقية.
يحيى محمد الربيعي
وعلى سبيل المثال- لا الحصر- رأينا في الوقت الذي كانت فيه الحرية تنشر أشرعتها في بلدان أوروبا الشرقية كيف أذهلت الصين شعبها والعالم باحتوائها الاحتجاج السلمي وبينما فرغت الصين من كبح التحول السياسي في الميدان العام حث »دنغ« رفاقه على الإسراع بوتيرة التحول الاقتصادي للسير قدما¿!.. وبالتالي أْبقي على ما يسمى شبح التحول السياسي خارج البحث لتبدأ الصين في السير وبخطى حثيثة واطراد مسيرة الأمة على الطريق إلى الرأسمالية.
لقد تحقق للصين ما هي عليه اليوم من حضور طاغ اقتصادياٍ على مستوى العالم بفضل السماح بالحرية الاقتصادية دوناٍ عن الحرية السياسية وإيمان الحكومة بحكمة صينية مفادها: »استحالة صلاح الفرد في خدمة القيمة الجمعية تحت ضلال العقيدة الفردية.. لأن »الأنا« ذات فاسدة بالضرورة كونها تنظر إلى من حولها من الذوات على أنها أقزام لا تستحق من الحياة سوى أن تكون أدوات ووسائل وجدت لتكوين جاهزية تراتيبية تتناسب مع مراحل بلوغ الغاية أو تحقيق المنجز وتنتهي ضرورة وجودها مرحلياٍ بالتخلي عن تنمية قدراتها أو تعطيلها.. الأمر الذي ينتج عنه تراكم مضطرد في ميزان الاستبعاد الاجتماعي ما من شأنه إفراز كانتونات وأقنمة (التغذية الراجعة) كمحرك لـ موجات الانتقام وإعادة توجيه الجاهزية نحو خلق خطوط إنتاج عكسية تعمل على إشاعة قيم عدم الاستقرار وإفساد السلم والوئام الاجتماعي لصالح تعطيل حركة نمو التنمية وزيادة معدل الضغينة(الأزمات) بين مكونات الشبكة الاجتماعية العامة للمجتمع وصولاٍ إلى تدمير المنجز«.. وتلك عقيدة – لاشك- غير قابلة للتعايش مع الأوساط البيئية في الصين والتي لا تستقر وتنمو إلاِ في ظل ثبات خطوط ومعايير الإنتاج واستدامة تنمية جاهزية الفرد وتعزيز قدراته بغرض توسيع خطوط الإنتاج وإنشاء الجديد منها لاستيعاب التطلع والحيلولة دون ظهور حالات استبعاد اجتماعي (بطالة).
وبالحرية الاقتصادية وحدها تخلت أجيال الصين الشابة عن سلطانية الأرز المعدنية التي سبق أن حددتها الدولة لكل صيني كما أن واحداٍ فقط من كل أربعة صينيين له تأمين على الصحة الآن علاوة على أن ٥٢٪ من تكلفة التعليم انتقل عبئها إلى الأبوين.. ناهيك أن معدل الإدخار المرتفع إلى ٠٣٪ في المتوسط ليس مجرد مقياس للنمو الاقتصادي القوي الذي هيأ للكثير من الصينيين رواتب عالية وإنما هو ما يجعلنا ندرك أن المواطن الصيني وليس الحكومة وحدها بات يخشى عدم الاستقرار السياسي في حال تشفير الحياة سياسياٍ بلا ضوابط أخلاقية.. ذلك أن الجدلية السياسية للحداثة تجر الحياة الاجتماعية إلى دوامة عاصفة من شأنها الخسف بحالة الاستقرار والتكافل الاجتماعي إلى أتون سداسية خطرة من معطيات:
1. A -هـــــو… :
من لم يتسن لما وراء الأكمة التعرف على هويته لأنه لم يكن يوماٍ لمعرفة ما وراءها ساعياٍ فهي الأكمة ومن يدور حولها كل (حجيج) بين صفا ومروة سلوك مستشر في تناقضات وتقلبات أقواله وأفعاله وفي جده وهزله وفي نفاقه (جداله) وتلون مواقفه عن مخمصة وإن لم يتجانف إثماٍولكن أحنف لاغياٍ متحذلقاٍ بتكتيك مرحلي لمبتغى هدف /لا ضرر فيه ولا ضرار/ كوسيلة وصول إلى غاية هي أسمى من مجرد البحث عن كينونة ذات.. الحق جل في علاه قد رسمها وهيأ لها مسارات وعد خطواتها عداٍ.. فمن لكيده قد دفع أو حتى أدرك¿!.. وتلك غاية هي من دفعته إلى رحلة الكشف عن هويتها ليكون في ركاب تلك الرحلة مسيراٍ لا مخيراٍ..
1 . B- وهــــي…:
عبارة عن تمتمات على جدران المدنية الحائرة لا تحتمل في مضمونها أكثر من نظرة فاحصة للرغبات الظاهرة والمعبرة عن مكنون مستتر قد مثل في ذاته الحاضنة الكل فرداٍ- من منطق التغير السلوكي- فصارت تلك الذات في هويتها- من وجهة نظره- عالماٍ متكاملاٍ يحوي بدواخله مجمل التناقضات السلوكية من شر خالص وخير خالص ونفاق ما بينهما.. ويأتي ذلك من مدلول أن كل ذات ناطقة في تعاملها مع تقلبات الحياة كل لا يتجزأ و ظاهرة متحدة لا تقبل التصنيف بدلالة: لا فروق في حقيقة بيولوجية الخلق والتكوين للذات سواء كانت ذكراٍ أو أنثى/ فما خلقكم ولا بعثكم إلاِ كنفس واحدة/.. بيد أن الاختلاف المشروع يكمن في نسبية الأداء الوظائفي وكيفيته ومدى صلاحه من فساده مع بقاء وحدة الثواب والعقاب متساوية/ من عمل منكم صالحاٍ من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة// إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها/.. وإتقان العمل: هو الفعل المتوقف على تحرر إرادة الذات من هيمنة رغبة الأقوى بتفعيل قوة الأفضل بحسب الأقوى: بواعث شر خفية تسكن دواخل النفس الأمارة بالسوء ويمسك بزناد مقودها عاملان أو مؤثران هما: تيه الإنس وغواية الجان/ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا وأتبع هواه وكان أمره فرطا//لأغوينهم أجمعين إلاِ عبادك منهم المخلصين/.. والإخلاص: هو تفضيل استثنائي يتداخل مع إرادة خير معلومة وفعل إحسان ملموس في/ والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه/.. وذاك – بالطبع- لا يناقض بالضرورة /واختر قرينك واصطفيه.. إن القرين إلى المقارن ينسب/.. لاستثناء/ فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لأثم/.. كون ذلك حتمية لاستجداء قوة ثالثة وبصورة ملحة يكون من مهمتها العمل على تمييز /الكلم الطيب من الكلم الخبيث/.. وهي قوة مفاضلة لا غنى للذات عنها وتكمن في: حكمة(العقل) / ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراٍ كثيراٍ//ولايلقاها إلاِ الذين صبروا ولا يلقاها إلاِ ذو حظ عظيم/.. والصبر مكمنه في سلامة النية.. والحظ العظيم يتجلى في قبول الناس عموماٍ بما تقول أو تفعل – حينها فقط- تكون الحقيقة (الحب المقدس) قد نزل وتفشى بين الأنام فلا يكاد يختلف في مصداقيته اثنان.
2- وأنت و»إيمان«…:
لا شك أنك أدرى بها منه.. ولاريب أنها هي: بين يديك من خلفك عن يمينك عن شمالك من فوقك وتغتالك من تحتك.. وهي معك حيث تكون وحيث لا تكون.. أقسمت على أن تجعلك تهذي تمشي تجري إلى حيث لا تصل!.. وأنت – أكيد- ستحث الخطى ثم تركض ولن يصلº لا أنت ولا هي!.. لأن المسافات بعيدة والزاد قليل عوضاٍ عن أن أحلامكما كبيرة والزمن متغيرات.. مطبات.. زغاطيط.. منحنيات زلقة وربما دهاليز أمِا على جنبات الطريق وفي الجبال فإنها كهوف تسكنها زواحف: ثعابين وحيات وخفافيش وغرابيب سود.. ناهيك أن أبوابها ربما تكون موصدة بكلاب شرسة!!.. فهل يسعفكما التاريخ بحساب دقيق¿!.. وهل عرفتها أو هي جلست إليك¿!.. وهل هي وأنت حقيقة أم أنكما كابوس من نسيج مخيلته¿!..
فأنت تسميها »إيمان« أكيد لإيمانك أنها قد تفوقت عليك فيما هي تكفر بوجود من يخضعون ويلهثون وراءها لعبادتها!!.. فمن أنت¿!.. ومن هي¿.. أكثر من سراب تحسبانه »….« وأيِ سراب قد صار لصاحبه ماءٍ¿!.. ويلكما معاٍ!.
وهي الآن- حسب تفنيدك – تعيش في أروقة القصور والكل يتمنى رضاها تشرب حتى الثمالة تتلذ بـ»الحياة« روحاٍ وجسداٍ لقد صارت صنماٍ لها من العبيد المخلصين ثمانية ومن المتزلفين عدد تريحة إبليس ولها مصرف ومعها مقهى يرتاده العشاق من كل »الذوات«.. تدخن السيجار وتفترش الديباج ولها منظرتان من إحداهما تتطلع إلى السماء وبالأخرى تشرف على الأرض في كل حين…¿! إنها الآن: رقم معترف به.. هذه هي¿!.
أمِا أنت فمن تكون¿!.. وأين تسكن¿!.. لا رقم لك »!!« ولا عنوان »!!«.. فأنت تقطن اللا وجود.. ولا تجد ماءٍ لترتوي من الظمأ ناهيك عن أن »…….« وتحترق حين تصنع في الخيال صنماٍ هلامياٍ من أوهام وتقلده من نسيج البؤس حلة »حبيب« لتعانق -عبثاٍ- من خلاله أشباه أشباح.. فمن أنت في ميزان المفاضلة معها سوى صفر من الطفش وأصفار من حمِالة الحطب تبت يد الحب.
وهي: أليست »…..«¿! وأنت: ألست العاشق المحروم حتى من لمح طرفها الفتان¿!.. سمِها إيمان.. سمِها »…..« سمِها ما شاء لك أن تسمي!!.. فهي عجوز شمطاء تتزين للعميان بحلة عروسحتى يدخلوا بها وهي تظفر بهم وما هي إلاِ لحظات لذة سرعان ما تنقضي حتى تكشف عن نقابها وتبدو حقيقتها البشعةالقاتلة.. وتنقشع- حينها فقط- الغشاوة عن أعين العشاق لتبدأ معهم لحظات عض الأنامل ندماٍ فويل للمخدوعين بحسنها الزائف.
وأنت يا من هو أنت: من فرط حب ناصح لك: لا تعشى.. وأنت تمشي.. تركض.. ترمل في مسارات ومنحنيات العشق فالمغارات- الآن- صارت مسكونة بـالحناشى والمحنشين.. أمشي متوقعاٍ خلواللذة من نشوتها وتخلي المرضعات عنما يرضعن!!.
3 – وهم و»سلمى«…:
سلمى»!«: نعم.. هم قد خدعوك بثنائهم على حسنك لكن ذلك ما كان إلاِ بإيعاز منك ونعم: أنهم وبإيحاء ظنهم قد انتهكوا سترك المصون يانعة.. لكنك بخبث نشوتك استمرأت وحشيتهم أحاسيس وأنفاساٍ فأشبعتهم حباٍ وأسقيتهم من لحظك الفتان كأساٍ تلو آخر حتى صاروا أكثر نشوة فثملوا معك زمناٍ طويلاٍ.. لكنهم عندما ملوا قربك وآثروا أن يبطشوا بك عشاء نسوا أنك طائر الفينيق وأنك الأدهى وبيديك مفاتيح الإغواء.. لا ملامة عليهم فهم لازالوا في غيبوتك الأولى على اعتقاد خاطئ منهم بأنك تبكين ضحاياك القدماء!.. ولكن هيهات.. هيهات.
سلمى»!!«: إنك تزدرين وتحتقرين كلمة »الحب«.. تزدرينها بذرة لأنها تنبت مائة سنبلة في كل سنبلة مائة حبة ويتضاعف عطاؤها تضاعفاٍ سرمدياٍ فيما أنت عقيم!!.. تحتقرينها نبة لأنها تصنع الخلود وتخيط بنسيج من نور أحصن شبكات الأمان وأسمى معاني الود وأقدس روابط الأنس.. وتبغضينها فردوساٍ لأنها تشيد أعلى مراتب السمو والرفعة.. تقرب أبعد المسافات وتردم أوسع الهوات وتمحو أشنع الهفوات.. بها يكون الأمان ممكناٍ وبدونها يصير البقاء مستحيلاٍ وما بين الممكن والمستحيل يكمن/ شر سحرك الأزلي الذي به تصطادين رواد مقهاك عشاء وبفرط اللذة صك غفرانك تمنحينهم »فيزا« العبور إلىجحيم اللاعودة ضحى.
سلمى»!!!«: هل العقل عندك لعبة أم شيمتك الغدر!!.. وكيف لا تكون الثانية هي سمتكº فأنت عقب كل دورة تعودين عذراء.. أيِ سر تخبئينه وعشاقك بالغباء تهمة يشربون من كأسه المرير مراراٍ ومن ذات الجحر.. أنت عتيقة وتختزلين في عمرك ملايين السنين: خبرة في الإغواء.. فكم من الأجيال قد صنعت من فرط غرامهم بك غرباء.
4 – في تســـــاؤلات..:
هل يكون للذات إذن كينونتان أو أكثر في أحاد زمان ومكان¿!.. الآن وفي ظل وجودُ غائب وحضور نقيضيه بين ظهراني المدنية الحائرة: ألم تتحول الفضيلة إلى مرآة عاكسة لـ»لا وعي« درتها الموسومة بـ»الرذيلة«¿!.. بل ألم يئد الظلام مضمون النور عنوة¿!.. والضمير ألم يستتر في حنايا الغائب بتقدير الخير والشر أو النفاق ظناٍ¿!.. ناهيك عن أن الظن هو الآخر قد صار مشلولاٍ في محل غياب نائبحائر في زمن اغتراب وتاريخ تيه¿!.. وألم يصبح للعلم اسمان هو ظاهرهما والجهل وجهه الآخـــر..¿!.. وهل نحن في حاجة إلى تطوير الوعي إلى ما بعد مستواه الأناني المرتفع حالياٍ من أجل إعادة البناء وكأننا نشرع لهياكل اجتماعية مغايرة بغية دعم وتعزيز رؤى وأفعال جديدة لتدمير المنجز القائم¿!.
5 – عن التفاعل…:
الذات التي لا تبالي باحتوائها على رغبات الآخر هي – بتعبير مهذب- ذات تعاني من الخلط واضطراب الرؤية.. وذاك هو نقيض الاندماج أو الاستيعاب.. والنقيض ليس أمراٍ شخصياٍ ولا يرجع إلى تدني قدرات الذات بقدر ما هو حصاد أبنية دخيلة ومغايرة تشجع الرؤى الانتهازية وتشير إلى مواقف أنانية رافضة لـ تعظيم الاندماج وتحقيق الاستيعاب وصولاٍ إلى التمايز.. تمايز ليس هروباٍ من معايشة المصير المشترك ولا عن علم بأن استمرارية الحرمان يعد شأناٍ عارضاٍ وإنما اتجاه مقصود نحو صناعة أزمات متعددة الأبعاد بغية زيادة مكونات الحرمان وهو تمايز مقصور الدلالة على تكريس حالة إقصاء متبادل عن ممارسة الكل دوره في عمليات التفاعل ويتأكد هذا المعنى وضوحاٍ في مدى الإصرار على استبقاء التواصل مخذولاٍ وعلامة الانقطاع ظاهرة في التوقف طويل الأمد عند عتبة جلجلة الكلمة وغياب الفعل ما يعني الخضوع لمركز قوة بازرة في الحياة أو في ما وراء الوجود.. أعني: أن استمرار حالة الإخفاق والعجز يصب في مجرى تغييب الإرادةº إرادة الفعل والفكر لحساب إرادة الآخر الباغية إلى التضييق والإقصاء وليس التصدي والتحدي لحساب انتزاع عوامل الانطلاق في عملية بناء وتوسيع الأفق لاستيعاب التطلع ودمجه في ديمومة بقاء الكينونة متماسكة في وحدة الذات!!.
وبما أن العقل ليس مجرد تراكم كمي للخبرة والمعرفة وليس كذلك نمواٍ ذاتياٍ وليس قسمة عادلة بين البشر وليس ثمة عقل كامل مكتف بذاته إلاِ في تخيلات المرضى وليس العقل خزانة معلومات.. فإنه – أي العقل- وبما لا مجال للشك- منتج ومنسق شبكي للفعل والتفاعل في إطار جامع للذات مجتمعاٍ وبيئة في وحدة تكاملية.. مع عدم رفض حقيقة أن الكون- في ذلك- يمثل انفتاحاٍ من خلال التفاعل الجدلي بين الفكر والفعل للذات وللآخر معاٍ وأداة صراع مع ذاته ومع الآخر في آن.. إن العقل عملية دينامية متطورة وفي تجدد مضطرد ما لم يطرأ عليه طارئ يحول دون أداء مهامه/ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبهم أكنة أن يفقهوه/.. والأكنة في مفهوم العصر هي الطارئ المانع للعقل العربي ويمثل »التنوير الوافد« أياٍ كان فضيلة محافظة أو عقلانية واسعة أو حرية مفدرلة عامل إقصاء للوعي المحلي لصالح هيمنة دلالات ومفاهيم اللا وعي الوافدة في محل سكون طارئ منع فقه العقل العربي لموروثه وفك ارتباطه بهويته.
6- في زمن اللا إجابة…:
قد يصبح كل ذلك حقيقة من وجهة نظر اللا وعي لكن يبقى الأمل حائلاٍ دون كينونة الغراب نسراٍ- في منطوق الحقيقة الواعية – وإن خرج الجمل من سم الخياط افتراضاٍ »!!!!!!« وغاصوا أحادى وجماعات في غيبوبة اللا تنزيل»!!«.. وحجبت الابتهالات عن السماء وجيرت المنابر لغير مقاصدها وعمِ توقيت زمن البيِع واستحكمت سطور تاريخالتيه!!.
لا نعني- البتة – التمترس ضد عملية التفاعل المتبادل بقدر ما نلتمس سبيلاٍ عادلاٍ لفهم تطور الفكر الحديث بغرض استنهاض وإحياء مقومات التفاعل في الفكر المحلي وتحقيق اندماجه مع الحداثة بقيمته المتممة/ إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق/.. إذ أن من المنطق والدلالة العلمية أن أنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر الحديثة الموسومة علمياٍ بـ P5/- مثلا- هي المفترض / عقلاٍ وعلماٍ/ أن تستوعب مشغلات ما قبلها من الموديلات.. لعدمية جدوى صحة الاستيعاب العكسي.. وكذلك هو حال عدم مراعاة عامل البيئة العربية في خصوصيتها غير المتعايشة مع البيئة / التنويرية الجدلية/ خصوصاٍ تلك المتجردة من القيمة الأخلاقية.
يحيى محمد الربيعي
وعلى سبيل المثال- لا الحصر- رأينا في الوقت الذي كانت فيه الحرية تنشر أشرعتها في بلدان أوروبا الشرقية كيف أذهلت الصين شعبها والعالم باحتوائها الاحتجاج السلمي وبينما فرغت الصين من كبح التحول السياسي في الميدان العام حث »دنغ« رفاقه على الإسراع بوتيرة التحول الاقتصادي للسير قدما¿!.. وبالتالي أْبقي على ما يسمى شبح التحول السياسي خارج البحث لتبدأ الصين في السير وبخطى حثيثة واطراد مسيرة الأمة على الطريق إلى الرأسمالية.
لقد تحقق للصين ما هي عليه اليوم من حضور طاغ اقتصادياٍ على مستوى العالم بفضل السماح بالحرية الاقتصادية دوناٍ عن الحرية السياسية وإيمان الحكومة بحكمة صينية مفادها: »استحالة صلاح الفرد في خدمة القيمة الجمعية تحت ضلال العقيدة الفردية.. لأن »الأنا« ذات فاسدة بالضرورة كونها تنظر إلى من حولها من الذوات على أنها أقزام لا تستحق من الحياة سوى أن تكون أدوات ووسائل وجدت لتكوين جاهزية تراتيبية تتناسب مع مراحل بلوغ الغاية أو تحقيق المنجز وتنتهي ضرورة وجودها مرحلياٍ بالتخلي عن تنمية قدراتها أو تعطيلها.. الأمر الذي ينتج عنه تراكم مضطرد في ميزان الاستبعاد الاجتماعي ما من شأنه إفراز كانتونات وأقنمة (التغذية الراجعة) كمحرك لـ موجات الانتقام وإعادة توجيه الجاهزية نحو خلق خطوط إنتاج عكسية تعمل على إشاعة قيم عدم الاستقرار وإفساد السلم والوئام الاجتماعي لصالح تعطيل حركة نمو التنمية وزيادة معدل الضغينة(الأزمات) بين مكونات الشبكة الاجتماعية العامة للمجتمع وصولاٍ إلى تدمير المنجز«.. وتلك عقيدة – لاشك- غير قابلة للتعايش مع الأوساط البيئية في الصين والتي لا تستقر وتنمو إلاِ في ظل ثبات خطوط ومعايير الإنتاج واستدامة تنمية جاهزية الفرد وتعزيز قدراته بغرض توسيع خطوط الإنتاج وإنشاء الجديد منها لاستيعاب التطلع والحيلولة دون ظهور حالات استبعاد اجتماعي (بطالة).
وبالحرية الاقتصادية وحدها تخلت أجيال الصين الشابة عن سلطانية الأرز المعدنية التي سبق أن حددتها الدولة لكل صيني كما أن واحداٍ فقط من كل أربعة صينيين له تأمين على الصحة الآن علاوة على أن ٥٢٪ من تكلفة التعليم انتقل عبئها إلى الأبوين.. ناهيك أن معدل الإدخار المرتفع إلى ٠٣٪ في المتوسط ليس مجرد مقياس للنمو الاقتصادي القوي الذي هيأ للكثير من الصينيين رواتب عالية وإنما هو ما يجعلنا ندرك أن المواطن الصيني وليس الحكومة وحدها بات يخشى عدم الاستقرار السياسي في حال تشفير الحياة سياسياٍ بلا ضوابط أخلاقية.. ذلك أن الجدلية السياسية للحداثة تجر الحياة الاجتماعية إلى دوامة عاصفة من شأنها الخسف بحالة الاستقرار والتكافل الاجتماعي إلى أتون سداسية خطرة من معطيات:
1. A -هـــــو… :
من لم يتسن لما وراء الأكمة التعرف على هويته لأنه لم يكن يوماٍ لمعرفة ما وراءها ساعياٍ فهي الأكمة ومن يدور حولها كل (حجيج) بين صفا ومروة سلوك مستشر في تناقضات وتقلبات أقواله وأفعاله وفي جده وهزله وفي نفاقه (جداله) وتلون مواقفه عن مخمصة وإن لم يتجانف إثماٍولكن أحنف لاغياٍ متحذلقاٍ بتكتيك مرحلي لمبتغى هدف /لا ضرر فيه ولا ضرار/ كوسيلة وصول إلى غاية هي أسمى من مجرد البحث عن كينونة ذات.. الحق جل في علاه قد رسمها وهيأ لها مسارات وعد خطواتها عداٍ.. فمن لكيده قد دفع أو حتى أدرك¿!.. وتلك غاية هي من دفعته إلى رحلة الكشف عن هويتها ليكون في ركاب تلك الرحلة مسيراٍ لا مخيراٍ..
1 . B- وهــــي…:
عبارة عن تمتمات على جدران المدنية الحائرة لا تحتمل في مضمونها أكثر من نظرة فاحصة للرغبات الظاهرة والمعبرة عن مكنون مستتر قد مثل في ذاته الحاضنة الكل فرداٍ- من منطق التغير السلوكي- فصارت تلك الذات في هويتها- من وجهة نظره- عالماٍ متكاملاٍ يحوي بدواخله مجمل التناقضات السلوكية من شر خالص وخير خالص ونفاق ما بينهما.. ويأتي ذلك من مدلول أن كل ذات ناطقة في تعاملها مع تقلبات الحياة كل لا يتجزأ و ظاهرة متحدة لا تقبل التصنيف بدلالة: لا فروق في حقيقة بيولوجية الخلق والتكوين للذات سواء كانت ذكراٍ أو أنثى/ فما خلقكم ولا بعثكم إلاِ كنفس واحدة/.. بيد أن الاختلاف المشروع يكمن في نسبية الأداء الوظائفي وكيفيته ومدى صلاحه من فساده مع بقاء وحدة الثواب والعقاب متساوية/ من عمل منكم صالحاٍ من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة// إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها/.. وإتقان العمل: هو الفعل المتوقف على تحرر إرادة الذات من هيمنة رغبة الأقوى بتفعيل قوة الأفضل بحسب الأقوى: بواعث شر خفية تسكن دواخل النفس الأمارة بالسوء ويمسك بزناد مقودها عاملان أو مؤثران هما: تيه الإنس وغواية الجان/ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا وأتبع هواه وكان أمره فرطا//لأغوينهم أجمعين إلاِ عبادك منهم المخلصين/.. والإخلاص: هو تفضيل استثنائي يتداخل مع إرادة خير معلومة وفعل إحسان ملموس في/ والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه/.. وذاك – بالطبع- لا يناقض بالضرورة /واختر قرينك واصطفيه.. إن القرين إلى المقارن ينسب/.. لاستثناء/ فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لأثم/.. كون ذلك حتمية لاستجداء قوة ثالثة وبصورة ملحة يكون من مهمتها العمل على تمييز /الكلم الطيب من الكلم الخبيث/.. وهي قوة مفاضلة لا غنى للذات عنها وتكمن في: حكمة(العقل) / ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراٍ كثيراٍ//ولايلقاها إلاِ الذين صبروا ولا يلقاها إلاِ ذو حظ عظيم/.. والصبر مكمنه في سلامة النية.. والحظ العظيم يتجلى في قبول الناس عموماٍ بما تقول أو تفعل – حينها فقط- تكون الحقيقة (الحب المقدس) قد نزل وتفشى بين الأنام فلا يكاد يختلف في مصداقيته اثنان.
2- وأنت و»إيمان«…:
لا شك أنك أدرى بها منه.. ولاريب أنها هي: بين يديك من خلفك عن يمينك عن شمالك من فوقك وتغتالك من تحتك.. وهي معك حيث تكون وحيث لا تكون.. أقسمت على أن تجعلك تهذي تمشي تجري إلى حيث لا تصل!.. وأنت – أكيد- ستحث الخطى ثم تركض ولن يصلº لا أنت ولا هي!.. لأن المسافات بعيدة والزاد قليل عوضاٍ عن أن أحلامكما كبيرة والزمن متغيرات.. مطبات.. زغاطيط.. منحنيات زلقة وربما دهاليز أمِا على جنبات الطريق وفي الجبال فإنها كهوف تسكنها زواحف: ثعابين وحيات وخفافيش وغرابيب سود.. ناهيك أن أبوابها ربما تكون موصدة بكلاب شرسة!!.. فهل يسعفكما التاريخ بحساب دقيق¿!.. وهل عرفتها أو هي جلست إليك¿!.. وهل هي وأنت حقيقة أم أنكما كابوس من نسيج مخيلته¿!..
فأنت تسميها »إيمان« أكيد لإيمانك أنها قد تفوقت عليك فيما هي تكفر بوجود من يخضعون ويلهثون وراءها لعبادتها!!.. فمن أنت¿!.. ومن هي¿.. أكثر من سراب تحسبانه »….« وأيِ سراب قد صار لصاحبه ماءٍ¿!.. ويلكما معاٍ!.
وهي الآن- حسب تفنيدك – تعيش في أروقة القصور والكل يتمنى رضاها تشرب حتى الثمالة تتلذ بـ»الحياة« روحاٍ وجسداٍ لقد صارت صنماٍ لها من العبيد المخلصين ثمانية ومن المتزلفين عدد تريحة إبليس ولها مصرف ومعها مقهى يرتاده العشاق من كل »الذوات«.. تدخن السيجار وتفترش الديباج ولها منظرتان من إحداهما تتطلع إلى السماء وبالأخرى تشرف على الأرض في كل حين…¿! إنها الآن: رقم معترف به.. هذه هي¿!.
أمِا أنت فمن تكون¿!.. وأين تسكن¿!.. لا رقم لك »!!« ولا عنوان »!!«.. فأنت تقطن اللا وجود.. ولا تجد ماءٍ لترتوي من الظمأ ناهيك عن أن »…….« وتحترق حين تصنع في الخيال صنماٍ هلامياٍ من أوهام وتقلده من نسيج البؤس حلة »حبيب« لتعانق -عبثاٍ- من خلاله أشباه أشباح.. فمن أنت في ميزان المفاضلة معها سوى صفر من الطفش وأصفار من حمِالة الحطب تبت يد الحب.
وهي: أليست »…..«¿! وأنت: ألست العاشق المحروم حتى من لمح طرفها الفتان¿!.. سمِها إيمان.. سمِها »…..« سمِها ما شاء لك أن تسمي!!.. فهي عجوز شمطاء تتزين للعميان بحلة عروسحتى يدخلوا بها وهي تظفر بهم وما هي إلاِ لحظات لذة سرعان ما تنقضي حتى تكشف عن نقابها وتبدو حقيقتها البشعةالقاتلة.. وتنقشع- حينها فقط- الغشاوة عن أعين العشاق لتبدأ معهم لحظات عض الأنامل ندماٍ فويل للمخدوعين بحسنها الزائف.
وأنت يا من هو أنت: من فرط حب ناصح لك: لا تعشى.. وأنت تمشي.. تركض.. ترمل في مسارات ومنحنيات العشق فالمغارات- الآن- صارت مسكونة بـالحناشى والمحنشين.. أمشي متوقعاٍ خلواللذة من نشوتها وتخلي المرضعات عنما يرضعن!!.
3 – وهم و»سلمى«…:
سلمى»!«: نعم.. هم قد خدعوك بثنائهم على حسنك لكن ذلك ما كان إلاِ بإيعاز منك ونعم: أنهم وبإيحاء ظنهم قد انتهكوا سترك المصون يانعة.. لكنك بخبث نشوتك استمرأت وحشيتهم أحاسيس وأنفاساٍ فأشبعتهم حباٍ وأسقيتهم من لحظك الفتان كأساٍ تلو آخر حتى صاروا أكثر نشوة فثملوا معك زمناٍ طويلاٍ.. لكنهم عندما ملوا قربك وآثروا أن يبطشوا بك عشاء نسوا أنك طائر الفينيق وأنك الأدهى وبيديك مفاتيح الإغواء.. لا ملامة عليهم فهم لازالوا في غيبوتك الأولى على اعتقاد خاطئ منهم بأنك تبكين ضحاياك القدماء!.. ولكن هيهات.. هيهات.
سلمى»!!«: إنك تزدرين وتحتقرين كلمة »الحب«.. تزدرينها بذرة لأنها تنبت مائة سنبلة في كل سنبلة مائة حبة ويتضاعف عطاؤها تضاعفاٍ سرمدياٍ فيما أنت عقيم!!.. تحتقرينها نبة لأنها تصنع الخلود وتخيط بنسيج من نور أحصن شبكات الأمان وأسمى معاني الود وأقدس روابط الأنس.. وتبغضينها فردوساٍ لأنها تشيد أعلى مراتب السمو والرفعة.. تقرب أبعد المسافات وتردم أوسع الهوات وتمحو أشنع الهفوات.. بها يكون الأمان ممكناٍ وبدونها يصير البقاء مستحيلاٍ وما بين الممكن والمستحيل يكمن/ شر سحرك الأزلي الذي به تصطادين رواد مقهاك عشاء وبفرط اللذة صك غفرانك تمنحينهم »فيزا« العبور إلىجحيم اللاعودة ضحى.
سلمى»!!!«: هل العقل عندك لعبة أم شيمتك الغدر!!.. وكيف لا تكون الثانية هي سمتكº فأنت عقب كل دورة تعودين عذراء.. أيِ سر تخبئينه وعشاقك بالغباء تهمة يشربون من كأسه المرير مراراٍ ومن ذات الجحر.. أنت عتيقة وتختزلين في عمرك ملايين السنين: خبرة في الإغواء.. فكم من الأجيال قد صنعت من فرط غرامهم بك غرباء.
4 – في تســـــاؤلات..:
هل يكون للذات إذن كينونتان أو أكثر في أحاد زمان ومكان¿!.. الآن وفي ظل وجودُ غائب وحضور نقيضيه بين ظهراني المدنية الحائرة: ألم تتحول الفضيلة إلى مرآة عاكسة لـ»لا وعي« درتها الموسومة بـ»الرذيلة«¿!.. بل ألم يئد الظلام مضمون النور عنوة¿!.. والضمير ألم يستتر في حنايا الغائب بتقدير الخير والشر أو النفاق ظناٍ¿!.. ناهيك عن أن الظن هو الآخر قد صار مشلولاٍ في محل غياب نائبحائر في زمن اغتراب وتاريخ تيه¿!.. وألم يصبح للعلم اسمان هو ظاهرهما والجهل وجهه الآخـــر..¿!.. وهل نحن في حاجة إلى تطوير الوعي إلى ما بعد مستواه الأناني المرتفع حالياٍ من أجل إعادة البناء وكأننا نشرع لهياكل اجتماعية مغايرة بغية دعم وتعزيز رؤى وأفعال جديدة لتدمير المنجز القائم¿!.
5 – عن التفاعل…:
الذات التي لا تبالي باحتوائها على رغبات الآخر هي – بتعبير مهذب- ذات تعاني من الخلط واضطراب الرؤية.. وذاك هو نقيض الاندماج أو الاستيعاب.. والنقيض ليس أمراٍ شخصياٍ ولا يرجع إلى تدني قدرات الذات بقدر ما هو حصاد أبنية دخيلة ومغايرة تشجع الرؤى الانتهازية وتشير إلى مواقف أنانية رافضة لـ تعظيم الاندماج وتحقيق الاستيعاب وصولاٍ إلى التمايز.. تمايز ليس هروباٍ من معايشة المصير المشترك ولا عن علم بأن استمرارية الحرمان يعد شأناٍ عارضاٍ وإنما اتجاه مقصود نحو صناعة أزمات متعددة الأبعاد بغية زيادة مكونات الحرمان وهو تمايز مقصور الدلالة على تكريس حالة إقصاء متبادل عن ممارسة الكل دوره في عمليات التفاعل ويتأكد هذا المعنى وضوحاٍ في مدى الإصرار على استبقاء التواصل مخذولاٍ وعلامة الانقطاع ظاهرة في التوقف طويل الأمد عند عتبة جلجلة الكلمة وغياب الفعل ما يعني الخضوع لمركز قوة بازرة في الحياة أو في ما وراء الوجود.. أعني: أن استمرار حالة الإخفاق والعجز يصب في مجرى تغييب الإرادةº إرادة الفعل والفكر لحساب إرادة الآخر الباغية إلى التضييق والإقصاء وليس التصدي والتحدي لحساب انتزاع عوامل الانطلاق في عملية بناء وتوسيع الأفق لاستيعاب التطلع ودمجه في ديمومة بقاء الكينونة متماسكة في وحدة الذات!!.
وبما أن العقل ليس مجرد تراكم كمي للخبرة والمعرفة وليس كذلك نمواٍ ذاتياٍ وليس قسمة عادلة بين البشر وليس ثمة عقل كامل مكتف بذاته إلاِ في تخيلات المرضى وليس العقل خزانة معلومات.. فإنه – أي العقل- وبما لا مجال للشك- منتج ومنسق شبكي للفعل والتفاعل في إطار جامع للذات مجتمعاٍ وبيئة في وحدة تكاملية.. مع عدم رفض حقيقة أن الكون- في ذلك- يمثل انفتاحاٍ من خلال التفاعل الجدلي بين الفكر والفعل للذات وللآخر معاٍ وأداة صراع مع ذاته ومع الآخر في آن.. إن العقل عملية دينامية متطورة وفي تجدد مضطرد ما لم يطرأ عليه طارئ يحول دون أداء مهامه/ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبهم أكنة أن يفقهوه/.. والأكنة في مفهوم العصر هي الطارئ المانع للعقل العربي ويمثل »التنوير الوافد« أياٍ كان فضيلة محافظة أو عقلانية واسعة أو حرية مفدرلة عامل إقصاء للوعي المحلي لصالح هيمنة دلالات ومفاهيم اللا وعي الوافدة في محل سكون طارئ منع فقه العقل العربي لموروثه وفك ارتباطه بهويته.
6- في زمن اللا إجابة…:
قد يصبح كل ذلك حقيقة من وجهة نظر اللا وعي لكن يبقى الأمل حائلاٍ دون كينونة الغراب نسراٍ- في منطوق الحقيقة الواعية – وإن خرج الجمل من سم الخياط افتراضاٍ »!!!!!!« وغاصوا أحادى وجماعات في غيبوبة اللا تنزيل»!!«.. وحجبت الابتهالات عن السماء وجيرت المنابر لغير مقاصدها وعمِ توقيت زمن البيِع واستحكمت سطور تاريخالتيه!!.