المزيد من التفاصيل حول المعرض ومدى الإقبال والسلبيات والإيجابيات وفوائد القراءة وأخرى تقرأونها في السياق التالي مع عدد من أصحاب دور النشر المشاركة وبعض الزوار والأكاديميين والمعنيين في المعرض..
في البداية التقينا الأخ الأستاذ محمد بن عبدالعزيز العاصم من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض الذي بدأ حديثه عن أهمية معرض صنعاء الدولي فقال: يعتبر معرض صنعاء من المعارض المميزة على مستوى الوطن العربي لعدة أسباب منها: أنواع الكتب التي تعرض فيه حيث تعرض في المعرض كتب لها طابع تاريخي كون طبيعة المنطقة وطبيعة اليمن أنها بلد قديم في الحضارات ومرت عليه حضارات عديدة وأنا أعرف كثيراٍ من الباحثين ينتظرون معرض صنعاء ليجدوا ما يريدون هذا شيء والشيء الآخر أن معرض صنعاء للكتاب تصادف دائماٍ فيه الأجواء جيدة والإقبال جيداٍ لأن الناشر لا يهمه إلا انتشار الكتاب والقوة الشرائية.. طبعاٍ الوضع الاقتصادي قد يؤثر أحياناٍ على البلد ولكن مع ذلك هناك مبيعات جيدة جداٍ ولا أحد يتوقعها في اليمن بمعنى أنه يوجد مهتمون ومثقفون وناس تحرص على اقتناء الكتاب وشرائه والاطلاع عليه.
لا يماثله أحد
ويضيف معرض صنعاء يعتبر من المعارض الأوائل في الوطن العربي وهذه ليست مجاملة لأن كل معرض له طابع فمعرض القاهرة له طابع والشارقة له طابع ومعرض صنعاء لا يماثله أحد لأن الكثير من الناس يشاركون في المعارض العربية إلا أن الأغلبية تفضل أن تذهب وتشتري الكتب من معرض صنعاء وهناك دور نشر لا تشارك إلا في معرض صنعاء ومن حضر للمشاركة في معرض صنعاء ليس للمشاركة فقط ولكن لزيارة المعالم التاريخية والحضارية والجميلة جداٍ في هذا البلد الجميل وبالمناسبة وليست مجاملة أشكر اليمن حكومة وشعباٍ على طيب الضيافة وحسن الاستقبال والأخلاق الطيبة التي نجدها في أي مكان سواء داخل المعرض أو خارجه فكل المعاملة تثلج الصدر..
وعن القوة الشرائية يقول العاصم: أنا جئت إلى هذا المعرض قبل أربعة أعوام ووجدت الفرق حتى إننا كعارضين أو ناشرين نعرف المستفيد من خلال أخذه وتصفحه للكتاب والظاهرة الملفتة هنا العنصر النسائي بشكل كبير يشارك بفعالية ممتازة ولدى النساء ثقافة ومعرفة وتحس انهن مهتمات ولديهن درجة كبيرة من الثقافة والوعي من خلال الأسئلة عن الناشر والموضوع وغير ذلك من الأمور والأسئلة التي لا يعرفها إلا المثقفون عن الكتب.
ويقول: مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تعتقد أن لها السبق في المشاركة في هذا المعرض ونحن نأتي بالكتب بعضها تهدى في آخر المعرض إلى جهات أكاديمية في الجمهورية منها جامعة صنعاء وبعض الجامعات والمكتبات العامة.. ويقول إن الإقبال من قبل الأفراد أكثر من المؤسسات وهذا يثلج صدورنا كمكتبيين ومهتمين بالكتاب عندما نجد شعباٍ بهذه الدرجة من الثقافة والعلم.
شيء ملفت
الأخ محمد الهلاوي مدير مكتبة ابن سينا ودار الطلائع بجمهورية مصر.. التقينا به أيضاٍ وتحدث عن مشاركته في المعرض فقال: نحن نشارك من أول معرض للكتاب أقيم في اليمن ودائماٍ في المعارض السابقة تنظم المدارس والجامعات رحلات إلى المعارض وهذا الشيء الملفت الذي افتقدناه في هذا المعرض لأننا لم نحس بحضور طلبة المدارس وهذا قطاع كبير ينبغي أن نهتم به وتنظيم الرحلات المدرسية مهم جداٍ وفي المعارض السابقة كانت هذه الشريحة دائماٍ موجودة.. القوة الشرائية لا بأس بها لكن أقول إن هناك شريحة أو قطاعاٍ كبيراٍ من الجمهور لم يحضر والمتمثل في الطلاب الذين هم غير موجودين.. والإقبال من قبل الأفراد معقول والمؤسسات في العادة تأتي في آخر المعرض ولكننا افتقدناهم هذه السنة.
مكتبتنا شاركت بعدة كتب في اللغة العربية وأدبها واللغة الانجليزية والفرنسية وكتب الزخارف والنقوش العربية لا توجد مشاكل في المعرض وإخواننا في اليمن من أسهل الناس تعاملاٍ.
على العكس
وليد السقا صاحب دار ابن الجوزي بالقاهرة مصر والمتخصصة في نشر الكتب التخصصية وكتب التنمية البشرية بدوره تحدث حول المعرض فقال: نحن لا يفوتنا أي معرض يقام في اليمن سواء في صنعاء أو حضرموت أو عدن نؤكد حضورنا دائماٍ لأننا نجد إقبالاٍ كبيراٍ في المعرض والشعب اليمني عموماٍ شعب مثقف يحب القراءة وهذا العام المبيعات جيدة وكنا نتوقع أن يحدث ركود بسبب الأحداث الحاصلة في اليمن لكن الحمد لله على العكس المعرض شغال والقوة الشرائية لا بأس بها والغائب هذا العام هم طلاب المدارس.
وعن أهم الكتب التي تعرضها دار ابن الجوزي أوضح السقا بالقول: لدينا كتاب من أكثر الكتب التي حققت أكبر مبيعات في اليمن وهو كتاب »الموسوعة الذهبية في الإعجاز القرآني والسنة النبوية« للدكتور أحمد متولي وهو كتاب يتناول الإعجاز في القرآن والسنة بجميع صوره وعليه إقبال شديد في المعرض.. ولدينا ما لا يقل عن 1000 عنوان تعرض في هذا المعرض تتضمن كتب التراث الديني والسيرة النبوية وكتب التنمية البشرية.
تظاهرة
الأخ القاضي محمد الروحاني أحد الزوار في المعرض التقينا به في أروقة المعرض تحدث عن انطباعاته حول المعرض فقال: المعرض تظاهرة ثقافية لا يمكن لأحد أن يستغني عنها مطلقاٍ والتنظيم هذا العام جيد لكن من الملاحظ أن الإقبال من قبل الزوار هذا العام قليل جداٍ ربما لأن الظروف غير مناسبة كونه يأتي بعد العيد والمرتبات متأخرة أو من هذا القبيل.. ونحن أتينا إلى المعرض لنشتري الكتب القانونية المطلوبة ونحن نشتري كل جديد في القانون يحضر سنوياٍ.
طغيان
الأخ بلال عبدالرحمن محمد العربي مندوب وزارة الإعلام الكويتية في اليمن تحدث عن انطباعاته وطبيعة المشاركة في المعرض حيث قال: المعرض كان متميزاٍ جداٍ لتنوع الكتب ومشاركة دور النشر على المستوى الإقليمي والعربي وهناك دول كثيرة مشاركة في هذا المعرض سواء كانت غربية أو إسلامية وعربية وبالنسبة للتنظيم كان إلى حدُ ما جميلاٍ جداٍ ولكن لابد أن تكون هناك سلبيات والإيجابيات تطغى على السلبيات في هذا المعرض ولذلك أتمنى أن يتم في السنوات القادمة التغلب على السلبيات والمتمثلة في إيجاد كوادر جيدة ومدربة لتنظيم المعرض تهتم وتعنى بالزوار فأصحاب الأجنحة عليهم توفير طلباتهم بشكل سريع وجيد.
بسبب الإنفلونزا
وعن القوة الشرائية يضيف بالقول: هذا العام ليس ككل سنة لأن المعرض تأخر والمشاكل الحاصلة بسبب انفلونزا الخنازير التي تعتبر ربما أبرز المشاكل التي أثرت على الحضور بشكل مكثف إلى هذا المعرض هو انتشار انفلونزا الخنازير بشكل مخيف والسبب الآخر ربما يكون نتيجة لانعدام الجزء المادي لدى معظم الناس.3
وعن طبيعة مشاركة وزارة الإعلام الكويتية أوضح بالقول: وزارة الإعلام شاركت بالعديد من الكتب المتنوعة ولا تقتصر على كتاب معين أو عدة مجالات وتتضمن الاقتصاد والثقافة والسياسة والتاريخ الوطني للكويت والوطن العربي بشكل عام.
ومن أبرز الكتب هنا كتب تتحدث عن المؤتمرات العلمية والأبحاث والندوات التي أقيمت من أجل قضية الزكاة المعاصرة والتي هي أحد أكثر الأسباب في نهضة الكويت.
مشاركة تركية
عمر آل شهيد مندوب مجلة حراء في دار النيل للنشر في اسطنبول قال: نحن نشارك للمرة الثانية فقط في هذا المعرض.. ولدينا كتب لأهم شخصيتين من كبار علماء تركيا الذين لهم دور في إنشاء أجيال على مستوى تركيا والعالم الإسلامي والعربي ومن أقوال بعضهم »الكفر والإلحاد كانت تأتي قديماٍ من جهة الجهل وهذه إزالتها سهلة والآن تأتي من جهة العلم وهذه إزالتها صعبة« ونحن شاركنا بعناوين كثيرة في هذا المعرض ولعل من أبرزها كتب عثمانية عن حياة السلطان عبدالحميد والسلاطنة العثمانيين وهناك كتاب قيم وليس لها مثيل في دور النشر هو كتاب »الأمانات المقدسة« لآثار الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآثار التي نقلها السلطان »ياغوس سليم« من المدينة إلى »طوبقب سراج« القصر المطبقب وهناك أمانات مقدسة من أثر أقدام الرسول عليه الصلاة والسلام وآثار لحيته وبردته ولسيدتنا فاطمة كذلك وسيوف الخلفاء الراشدين بشكل حي تضمنها هذا الكتاب الذي يعرض لأول مرة في المعرض.
ويضيف آل شهيد: التنظيم في المعرض جيد ولم نر أي مشاكل بل اني أرى استقبالاٍ من قبل القارئ اليمني للكتاب في المعرض بشكل حي.. إذاٍ هناك استقبال كامل للعلم وهذه نتيجة جيدة وفستكون مثمرة وكما تعرفون أن هناك المشاكل التي تحدث داخل الأسرة أو العائلة أو المجتمع بشكل عام تأتي بسبب الجهل والعلم يزيل هذه الأشياء والجهل إذا هناك تقدم من ناحية العلم لأن هناك استقبالاٍ كبيراٍ للكتب من قبل اليمنيين وهذا شيء مبشر ويسعدنا.
أفضل ما عمل
الدكتور إبراهيم السامرائي أستاذ اللغة العربية جامعة العلوم والتكنولوجيا وهو أحد زوار المعرض الذي التقيناهم والذي تحدث بدوره عن المعرض فقال: أنا لي عشر سنوات في اليمن أزور المعرض سنوياٍ حتى عندما كان في شميلة واعتبر هذا المعرض أفضل ما عمل في اليمن فاحضار هذه الدور بدلاٍ من أن يسافر المواطن اليمني للحصول على كتاب إلى بلد آخر فهو يجد الكتب أمامه ولديه أسعار وخصومات مناسبة وأنا لديِ عدة كتب عن اللغة العربية منشورة في هذا المعرض وللأسف الشديد الإقبال على المعرض هذا العام أضعف من كل السنوات التي مرت لسبب عطلة المدارس ثانياٍ دعاية انفلونزا الخنازير التي أثرت على الإقبال على المعرض وحقيقة الشعب اليمني أراه دائماٍ مقبلاٍ على شراء الكتاب والرغبة في شرائها وهذا ما نلاحظه كثيراٍ.
أهمية القراءة
وعن فوائد القراءة والنصيحة التي يقدمها للطلاب والشباب والناشئين في أهمية القراءة ومطالعة الكتب أوضح السامرائي بالقول: على كل طالب منذ المدرسة الابتدائية حتى حصوله على أعلى شهادة أن يعمل على اقتناء وجمع الكتب وكثرة القراءة لأن الإنسان لا يكون العلوم والمعارف بدون قراءة أبداٍ وبعضهم يقول المكتبات »بسيدي« فأقول لهم إن »السيدي« لا يغني عن الكتاب أبداٍ وحتى طلابي أنصحهم أن يستغلوا كل لحظة في المكتبة بأي حال من الأحوال فالمكتبة ثم المكتبة ثم المكتبة والكتاب ثم الكتاب لأن الكتاب لا غنى عنه وأقول لهم إنني حتى أكملت الدكتوراه جمعت في مكتبتي تقريباٍ 3400 كتاب وبدأت أجمع من الابتدائية الكتب وإلى الآن لولا موضوع عملية النقل والشحن من اليمن إلى سوريا إلى العراق وتكاليف النقل ستكون أكثر من الكتاب لاشتريت أي كتاب بإمكاني شراؤه لأخذه الآن.. وأنا أشتري سنوياٍ من هذا المعرض ما لا يقل عن عشرين إلى ثلاثين كتاباٍ وعلى الطلاب أن يعملوا على اقتناء الكتاب لأن الكتاب أفضل من التخزينة وأفضل من الجلوس في المطاعم وغير ذلك وهو ضروري جداٍ لكل شخص أو مثقف فالثقافة دائماٍ لا تأتي إلا من الكتاب..