> قال مدير عام جمعية الصناعيين اليمنيين علي المقطري أن واقع الصناعة اليمنية يرتبط بالظروف الصعبة المحيطة به مشيراٍ إلى أن الصناعة في بلادنا لم تعط الاهتمام الكافي وهناك تقصير تجاهها.
وأكد المقطري في هذا الحوار أن الأزمة المالية أثرت على كل القطاعات الانتاجية في بلادنا وليس قطاع الصناعة فقط لافتاٍ إلى أن هناك العديد من المشاكل والمعوقات التي تقف أمام الصناعة وتطرق أيضاٍ إلى العديد من القضايا ذات الصلة بقطاع الصناعة الوطنية ومستقبلها ومعاناتها إضافة إلى برنامج »صنع في اليمن« وعملية الانضمام لمنظمة التجارة العالمية وغيرها من المواضيع التي نتابعها في هذا الحوار..
حوار/عبدالله محمد سيف
> كيف تقيمون واقع الصناعات اليمنية¿
>> الحقيقة أن واقع الصناعة اليمنية لا يسر كثيراٍ والأمر لا يتعلق بالصناعة نفسها وإنما بالظروف المحيطة الصعبة من جميع النواحي والتي تعمل في ظلها الصناعة اليمنية.. ناهيك عن المنافسة غير العادلة بين صناعتنا الوطنية والواردات من الصناعات التي تأتي من الخارج لاسيما التي من دول الجوار والتي تحظى بدعم كبير وتسهيلات وحوافز لا تحصل عليها الصناعة الوطنية في بلادنا.
المستقبل صناعة
> وماذا عن مســـــــتقبل هـــــذه الصـــــناعة من وجهة نظركم¿
>> نحن نرى بأن المستقبل صناعة وهذا شعارنا في الجمعية ونؤمن به ونريد أن نرسخه ونتمنى أن يؤمن به الجميع في بلادنا.. لأن المستقبل هو للصناعة والصناعة في أي مكان تعتبر أهم قاطرة في النهوض والتنمية وكما نرى بأن تقدم المجتمع يتم من خلالها فيقال دول متقدمة صناعية ودول متأخرة وفي كل الحالات وسواء كان الواقع صعباٍ أم سهلاٍ علينا أن نعمل بهذا الاتجاه ونعززه ونتمنى بكل تأكيد أن يكون المستقبل أفضل مما هو في الواقع الحالي الذي يعتبر واقعاٍ صعباٍ تعمل فيه الصناعة اليمنية.
صنع في اليمن
> إلى أين وصــــــلتم في تنفيذ مشــــروع أو برنامج »صنع في اليمن«¿
>> برنامج »صنع في اليمن« هو برنامج وطني تتبناه بشكل أساسي بالإضافة إلى جمعية الصناعيين هي وزارة الصناعة والتجارة حيث وبالتعاون مع المنظمة العربية للصناعة والتعدين يتم إعداد الدراسة الأولية لهذا البرنامج وهناك جهود كبيرة تبذل من قبل الاخوة في الوزارة ويولون هذا البرنامج اهتماماٍ كبيراٍ.. وهذه الدراسة ستحدد الجوانب النفسية والميزات التي يمكن من خلالها النهوض بالصناعة اليمنية سواء من نواح فنية أو إعلامية وخلق الولاء لموضوع »صنع في اليمن« والاعتزاز والفخر به كما تعتز كل بلدان العالم بصناعاتها وتقوم بتعزيز الوعي وترسيخ الفكرة في وعي المستهلك والمواطن وكل ابناء البلاد.
منظمة طوعية
> ماذا عن نشاط الجمعية ودورها في التخفيف من الاعباء التي تتحملها الصناعة الوظيفية¿
>> جمعية الصناعيين هي منظمة طوعية مثل أي منظمة في المجتمع المدني والانضمام إليها اختياري من قبل الصناعيين وهي مفتوحة لجميع الصناعيين اليمنيين للانضمام إلى عضويتها حيث لا يوجد ما يجبر أي صناعي على الانضمام إليها كما هو الحال بالنسبة للغرف التجارية والصناعية التي يعتبر وضعها مختلفاٍ والانضمام اليها اعتقد أنه إجباري أما جمعية الصناعيين فهي منظمة طوعية وتتمنى أن ينظم إليها كل الصناعيين لأنها تمثل مصالح الصناعيين وتدافع عنهم وتنقل آراءهم ووجهات نظرهم سواءٍ في السياسات المحلية الخاصة بالجانب الاقتصادي والصناعي أو في علاقات التعاون أو في تنسيق الجهود في القضايا المختلفة كما أنها تمثل همزة وصل للصناعيين من ناحية وللجهات الاخرى من ناحية ثانية.
منظمة التجارة العالمية
> في ظل واقع الصــــــناعة الوطنية الحالي كيف سيكون وضعها في ظل الانضمـــــام إلى منظمة التجارة العالمية¿
>> طبعاٍ الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية كما يبدو أصبح أمراٍ حتمياٍ وإن كنا في الجمعية لنا آراء كثيرة في ما يخص مسألة التمهل في الانضمام بحيث تأخذ الصناعة الوطنية فرصة أكبر لتكون قادرة بأن تقف أمام الآخرين بشكل عادل إضافة إلى أن مسألة التميز للصناعات والقطاعات الانتاجية الوطنية يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ونحن نرى بأن الانضمام سوف يؤثر بشكل أو بآخر على كل القطاعات الانتاجية وحالياٍ نجد بأن قطاعات الانتاج المحلية تأخرت حتى قبل الانضمام للمنظمة وذلك نتيجة لبرنامج الاصلاح الاقتصادي الذي بدأ منذ عام 1995م والذي كان لنا ملاحظات عديدة عليه كقطاع خاص وكصناعيين وهذا البرنامج فتح الأبواب وبدون أي ضوابط تجاه الاستيراد والمنافسة غير العادلة والتي كان لها تأثير سلبي كبير على قطاعات الانتاج بالكامل وبالتالي ربما سيأتي الانضمام لمنظمة التجارة العالمية كتحصــــــيل حاصل لأن بلادنا بدأت في الانفتاح بشكل غير واع وغير مدروس منذ عام 1995م وتأثرت نتيجة ذلك كل القطاعات الانتاجية وليس الصناعة فقط وان كانت اكثر القطاعات تأثراٍ.
تقصير كبير
> هل ترون بأن المنتجات اليمنية ستكون قادرة على الصمود والمنافسة في ظل الانضمام للمنظمة¿
>> نعم قادرة وغير القادرة منها حالياٍ تمتلك القدرة للوصول إلى المستوى المطلوب.. ناهيك عن أن كل الدول تعمل على تبني برامج خاصة للنهوض بصناعاتها وقطاعاتها الانتاجية.. وبلادنا كما نعرف ظروفها ليست بهذا القدر أو اليسر كي تعمل مثل الدول الأخرى لكن بإمكانها أن تعمل اشياء كثيرة ايضاٍ لكن هناك تقصيراٍ كبيراٍ تجاه الصناعة الوطنية إلى حد كبير وهناك أشياء كان بالإمكان عملها لكنها لم تْعمل وهذا شيء معترف به من قبل الجميع في بلادنا بما فيها الجهات الرسمية وخلال الفترات السابقة اعطيت العديد من القطاعات الأخرى الاهتمام الاكبر في حين قطاع الصناعة المعول عليه أن يقود التنمية وتخلق فرص العمل لم يْعط الاهتمام المطلوب.. وعموماٍ أي صناعة في أي مكان قادرة أن تنافس إذا ما توفر لها الجو الحاضن الذي يجعلها قادرة على ذلك ومع أن وهناك امكانيات وفرص لدعم الصناعات المحلية وجعلها تنمو إلا أنه لم يعط لها ونحن نرى أنه بالإمكان افضل مما هو كائن.
تأثير الأزمة العالمية
> ماذا عن آثار الأزمة المالية العالمية على قطاع الصناعة في بلادنا¿
>> اعتقد أنه لا احد يستطيع أن ينكر أن هناك تأثيراٍ للأزمة العالمية على قطاعات الانتاج في بلادنا والتي من ضمنها قطاع الصناعة فتأثير الأزمة كان على مستوى العالم وهذا أمر مؤكد لأنه عندما تكون مندمجاٍ في اقتصاد دولي بالتأكيد تتأثر بكل ما يحصل فيه سواء حصل عندك أو عند غيرك مع العلم أن تأثير الأزمة المالية العالمية في بلادنا ليس بالقدر الحاصل في الدول صناعياٍ لكن التأثير موجود سواءٍ من حيث توفر التمويل أو ارتفاع اسعار التمويل بسبب هذه الأزمة أو بسبب انكماش بعض اسواق التصدير أو حتى على المستوى المحلي في ظل خطاب الدخول بسبب مشاكل تعانيها بعض الجهات الحكومية التي قد تأثرت بهذه الأزمة وبالتالي ينعكس ذلك على حجم الطلب وبشكل طبيعي عندما تنكمش دورة الطلب تتأثر كافة القطاعات الإنتاجية لأنه في الاخير يكون الاعتماد على السوق فإذا لم يكن لديه ما يمكنه من شراء المنتجات بالتأكيد يكون هناك تأثير كبير.
مشاكل لا تحصى