خلود تزور اليمن حالياٍ لغرض الدراسة الجامعيةº ورأيناها فرصة جيدة للتحاور معها حول بداياتها مع العمل الإعلامي وانطباعها عنه على الرغم من أنها لم تحصل على أي شهادة خاصة بالمجال الإعلامي..
وفي هذا الحوار السريع سنتعرف كيف بإمكان أحدنا – وخاصة الفتاة – استثمار الفرص التي تأتينا فجأةº فخلود تعد نموذجاٍ حياٍ عملت على استثمار فرصتينº الأولى وقت فراغها الذي قضته في تنظيم بازارات خيريةº والفرصة الأخرى وهي دعوتها للعمل الإعلامي ولم تتردد في تلبية الدعوة لتصبح مراسلة ميدانية.. وهي الآن تتمنى أن تتاح لها فرصة العمل في اليمن لتقدم ما لم يقدم من قبل.. لن أطيل عليكم وسأترككم مع هذا الحوار السريع:
> خلود.. أردنا أن نتعرف على الطريقة التي من خلالها اقتحمت العمل الإعلامي¿
>> أولاٍ أشكركم على استضافتي في صفحات جريدتكم والتي تعد الصحيفة اليمنية الأولى التي تجري معي حواراٍ حول عملي الإعلامي
للإجابة على سؤالكº يمكنني القول أني حينما أكملت التعليم الثانوي في السعودية وجدت أن أمامي وقتاٍ كبيراٍ من الفراغ فضلت أن أشغله وعدد من زميلاتي في تنظيم بازارات عديدة في المدرسة التي كنا ندرس بها وأثناء البازار كانت “الإذاعة الأولى” تأتي إلينا لغرض التغطية الإعلامية وعمل لقاءات مع المنظمين وعدد من الحاضرين.. ولأن هنالك قيوداٍ مفروضة على الفتيات من قبل أسرهن كانت الفتيات يرفضن التحدث للإذاعة وكنت الوحيدة التي توافق وتقبل الرد على أسئلتهم.. ومن هنا بدأ الطاقم المكلف للتغطية بالتواصل معي لحاجتهم – في تلك الأثناء – لمذيعات.
وحدث أن ذهبت إليهم وأجري معي اختبار نجحت فيه بحمد الله وتم تعييني مراسلة ميدانية.. ومن هنا اقتحمت العمل الإعلامي بتجاربه الشيقة.
> هل الرد على التساؤلات كافُ لجعلك تصبحين مذيعة مع أن فتيات كثيرات يجدن الإجابة على تساؤلات عديدة ومع ذلك لم يحالفهن الحظ¿
>> لم يكن – فقط – الرد على تساؤلات الإذاعة الكفيل بجعلي المراسلة الميدانية للإذاعة الأولىº بل لأني كنت أنظم وأقدم كثيراٍ من البازارات الأمر الذي جعل من طاقم القناة يقولون عني أني فتاة نشيطة وبإمكاني العمل في الوسط الإعلامي وبنجاح.. وإلى جانب هذا فقد بنيت علاقة وطيدة مع الفتيات من الطاقم المكلف بتغطية البازارات.. ولا أنسى حين ابتسم الحظ لي مرتينº مرة حينما كانت الإذاعة بحاجة لطاقم من المذيعات وأخرى عند اجتيازي للمقابلة وتعييني مراسلة دون أي مؤهل علمي.
بدايات
> كيف كانت بداياتك مع العمل الإذاعي وما هو أول تقرير قمت بإعداده¿
>> سأجيبك أولاٍ عن الشق الآخر من سؤالكº فأول تقرير قمت بإعداده كان في رمضان وبالتحديد قبل عامينº وكان حول السفرة الرمضانية.. أما عن بدايتي فمن الطبيعي أن أكون مرتبكة للغاية.. إضافة إلى أنها كانت صعبةº كوني لم أدرس الإعلام إطلاقاٍ ولم أكن أعرف عنه شيئاٍ.. ولكن تعاون زملائي في العمل جعلني أتعرف على الكثير وأواصل العمل بعيداٍ عن الارتباك الذي واجهني في البداية.
> قبل أن تلتحقي بالعمل الإعلامي.. ماذا كان يعني لك الإعلام وماذا يعني لك اليوم¿
>> في السابق كنت أقول الإعلام هو أداة للترفيه والتثقيف.. أما الآن فإني أرى أن الإعلام هو توصيل رسائل للجمهور بإحساس خاص.. يجب على الإعلامي أو الإعلامية عند مناقشته لأي من القضايا أن يناقشها بإحساسه فهو من سيكتب ومن سيتحدث وهو من سيختار صور العرض.
فمن الرائع جداٍ أن تصنع مادة من مجتمع ما لتظهره على المجتمع كله بشكل طبيعي.. بإحساسك أنت وليس إحساس غيرك.
> لأننا نتحدث عن الإحساس ما هي أجمل التقارير التي قمت بإعدادها بإحساس¿
>> أغلب المواد التي كنت أعدها وأقدمها كانت خاصة بالقضايا الشبابية الجديدةº فقد قمت بإعداد تقرير حول موضوع الشبكة العنكبوتية وآخر عن لعبة جديدة في الإنترنت تدعى “ترافيان” والموضوعان المذكوران هما من وجهة نظري من أجمل المواد التي بْثت في الإذاعة ونالت استحسان الجميع.. والحمد لله كانت كل تقاريري ممتازة بشهادة الجميع من ناحية الصياغة والصور الكلامية.
لكن لا أخفي أن زملائي في العمل وطاقم الإذاعة يلاحظون علي طريقة إلقائي التي ينقصها قليل من التدريب المستمر ومواصلة الإلقاء وهذا ما حصل فعلاٍ فقد حصلت على عدة دورات تأهيلية في الإلقاء وتمكنت من إزالة تلك الملاحظات التي كنت أتلقاها عقب كل تقرير أقدمه للقناة.
> التقارير التي تقومين بإعدادها.. هل تأتين بأفكارها بنفسك أم بتكليف من القناة¿
>> منذ بداية عملي وحتى تركي لهº لغرض الدراسةº كنت أختار موضوع التقرير الذي أقوم بإعداده ولم يحصل أن اعترضت القناة على أي من الأفكار التي أتقدم بها إليهمº بل كانوا يثنون علي ويشدون على يدي وكانوا أيضاٍ يخبرونني باستمرار بأني لو أملك أية فكرة بالإمكان تحويلها إلى تقرير صالح للنشرº لا أتردد في تقديمها للحصول على التسهيلات اللازمة.
لكن – وهذا طبيعي – في بعض المناسبات والبرامج يتم تكليفي من قبل القناة بعمل مواد إذاعية عن تلك المناسبة أو تقديم تلك البرامج.
الإعلام السعودي
> كيف ترى الشابة خلود الإعلام الإذاعي السعودي¿
>> الإعلام الإذاعي في السعودية – كما يعرف الأغلبية – متطور بشكل كبير وتملك الإذاعات السعودية جمهوراٍ كبيراٍ من المستمعين إذ ما تزال محافظة على مكانها بين وسائل الإعلام المختلفة.. ويرجع ذلك لعدة عوامل ايجابية أهمها ما تملكه من دعم مالي كبير لتنتج برامج متواصلة ومسلسلات إذاعية تناقش فيها العديد من المواضيع الحيوية الهامة.
> ذكرت أن أهم عوامل محافظة الإذاعات السعودية على مستمعيها هي الأمور المادية.. ماذا عن العوامل الأخرى¿
>> أرى أن الإذاعات السعودية تناقش كثيراٍ المواضيع الاجتماعية التي تهم شريحة واسعة من الجمهور وتعمل على عرض تلك المواضيع من كافة النواحي والزوايا دون تحيز أو تعصب لأي من الجهات.. إضافة إلى أن الإذاعات السعودية لا تتقيد كثيراٍ بالسياسات المحددة لهاº إذ لا توجد قيود كثيرة وهذا من وجهة نظري ما جعلها تحافظ على مكانها بين وسائل الإعلام وتحافظ على جمهورها.
وإضافة إلى ذلك وبعيداٍ عن المحسوبيات تعمل القنوات الإذاعية السعودية على اختيار كادرها العامل بعناية فائقة دون التقيد بشرط الشهادة الجامعيةº وهم بدورهم يقدمون المادة الجديدة والشيقة بقالب فني جديد.. فالإعلام كما نعرف لا يحتاج إلى شهادة جامعيةº بل إلى رغبة وحب في العمل.
الإعلام اليمني
> وماذا عن الإعلام اليمني من وجهة نظرك¿
>> فقط أود التنويه إلى أني لست ممن يقيمون الأشياء ولا يمكنني تقييم وسائل الإعلام اليمنية المختلفة بشكل عامº وذلك لعدم متابعتي المستمرة له ولعدم معرفتي بإمكانياته.. لكني أرى أن الإعلام المرئي اليمني إعلام متواضع للغايةº لعدم امتلاكه أجهزة حديثة ومتطورة ولكنه رغم ذلك استطاع مؤخراٍ تقديم برامج ومسلسلات محلية نالت شهرة واسعة على المستويين المحلي والخليجي وهذا ما لمسناه من أثر في البرامج والمسلسلات الرمضانية التي عرضت بمختلف القنوات اليمنية.
أما في ما يتعلق بالإعلام المسموع فيؤسفني القول أني لم أتابعه من قبلº لكوني لم أكن أميل للإعلام الإذاعي ولكن دخولي مجال الإعلام عبارة عن صدفة رائعة ورأيتني أنسجم مع هذا المجال بشكل كبير..
> وأنت تزورين اليمن حالياٍ لغرض الدراسة الجامعية.. ماذا لو عرض عليك العمل في إحدى وسائل الإعلام اليمنية¿
>> بالتأكيد سأكون سعيدة جداٍ بهذا وهو أيضاٍ شرف كبير لي أن أقدم في بلدي شبه ما قدمته في السعودية.. صحيح أن اليمن إمكانياتها متواضعة ولكني حقاٍ سأكون راغبة بالعمل وسأعمل على تقديم برامج تجديدية تهم أغلب شرائح المجتمع..
الشباب اليمني إذا ظل ينتقد فقط ويهرب من تحسين مستوى إعلام بلاده فلن نجد من يعمل على تحسين مستوى الإعلام اليمني.
> وماذا ستقدمين لتطوير وتحسين وسائل الإعلام اليمنية¿
>> حالياٍ لا توجد أفكار معينة يمكنني ترجمتها لبرامج مسموعة ولكن إن حصل وعملت في إحدى وسائل الإعلام فمن المؤكد أني سأبحث عن تقديم برامج تهم قضايا المجتمع بشكل رئيس وهذا يحتاج لدراسة المجتمع اليمني وعاداته وتقاليده ومدى تقبله ومتابعته لأنواع البرامج التي تعرض في وسائله الإعلامية.
> كلمة توجهينها إلى الإعلاميات اليمنيات عبر صحيفة الوحدة¿
>> ابقين على استمرار في أداء عملكن الإعلامي..
من الجميل أن اليمن صارت تملك زخماٍ من الإعلاميات ولكني أتمنى أن يواصلن أداء رسائلهن الإعلامية.. وأتمنى من أولياء أمور الفتيات في اليمن أن يسمحوا لبناتهم بدخول مجال الإعلام فكثير من الأسر – سواء في اليمن أو في السعودية – تمنع بناتها من دخول مجال الإعلام بسبب العادات والتقاليد ومسألة الحجاب الذي إذا ظهرت في التلفزيون يعتقدون أنه يجب أن تخلعه.. وأحترم بدوري كل من يسمح لأبنته بدراسة الإعلام.
وأقول لكل بنت تريد دخول الإعلام وأهلها غير راضين أن تحاول معهم مرات عديدة لإقناعهم.