حافظ مصطفى علي
جيل الخمسينات والستينات هو الجيل الذي ولد في مرحلة الثورات والتحولات الكبرى التي حدثت في أصقاع كثيرة من العالم لأنه جيل أتى وجراح البشرية لم تندمل إثر حربين عالميتين امتدتا حتى أربعينات القرن الماضي.. أو لنقل بتعبير آخر إن قوى الاستعمار قد أنهكت نفسها في حروب عالمية في البحار والسماوات وبقاع الأرض وأزهقت أرواح أكثر من خمسين مليون إنسان لتأتي مرحلة الخمسينات والستينات وتلك القوى قد انتقلت إلى نوع آخر من تكتيكات الصراع وهو خلق الاضطرابات والفتن يقودها معسكر ضد آخر ويقوم بها آخرون بالوكالة.
إن جيل الخمسينات والستينات يتحمل اليوم العبء الأكبر في مسألة خطيرة وهي التمنطق بالفكر الوطني والقدرة على تحليل وقراءة المواقف على ضوء تجربته وخبرته بعقلية الاستعمار. فقد شهدت مرحلة الخمسينات ارهاصات مهدت للثورة في مرحلة الستينات في اليمن أهمها تأثير ثورة يوليو في مصر وما حيك ضدها من دسائس ونشوء حركة القوميين العرب التي انتهت إلى حركة قومية بآفاق اشتراكية لتبدأ مرحلة الستينات بثورة سبتمبر 62 وثورة اكتوبر 63 .
وبمناسبة ذكرى 14 أكتوبر المجيدة لابد لنا أن نحني الجباه لهذه الثورة بكل أجنحتها وتياراتها الوطنية وعناصرها. تلك الثورة التي زرعت اليقظة والحرية في الجيل الذي ولد بين ظهرانيها ثورة رغم كل المؤامرات الدولية والمحلية خاضت أشرف وأنبل صراع في الجزيرة العربية ضد امبراطورية لم تغرب عنها الشمس.
لهذا فإن هذا الجيل الذي ولد في الخمسينات والستينات يستعد اليوم ليتسلم مقاليد القيادة قيادة دفة الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتسلم السلطة برمتها – ليس فقط في اليمن بل في مواقع كثيرة من مراكز القرار في العالم منها قيادة أوباما لأميركا وهو من مواليد الستينات – باعتباره جيلاٍ جاء في منعطف تاريخي جدير به جيل يدرك عظمة تضحيات الآباء والأجداد من أجل الحرية جيل ولد في أتون ثورة جبارة انتشرت في القرى والمدن كانتشار النار في الهشيم تحرق كل مخططات الاستعمار المحلي والأجنبي ليزهر من رماد الصراع.
يحق لنا اليوم أن نراهن على المستقبل مادام في حاضرنا فرسان يضيئون سماء حياتنا وينثرون حولنا زخات الأمل.. المجد والخلود لشهداء الثورة اليمنية..
جيل الثورة
التصنيفات: منوعــات