أنور نعمان راجح
الذين جاءوا إلى الوجود بعد الثورة بشقيها السبتمبري والأكتوبري ولم يدركوا حقيقة الأوضاع التي كانت سائدة قبل الثورة.. بمعنى أنهم لم يعيشوها لكنهم سمعوا وقرأوا عن تلك الأوضاع والظروف وتخيلوها ورسموا لها صورة افتراضية تختلف من إنسان لآخر حسب قدرته على التخيل والفهم قبل ذلك وفي كثير من الأحيان تكون الصورة غير مكتملة الملامح وبالتالي تكون أقل وضوحاٍ ومع تعاقب الأجيال وتقادم الأعوام تغيب وتختفي صورة المعاناة وسوء الأحوال لفترة ما قبل الثورة والحديث هنا عن الثورة اليمنية الواحدة ضد الإمامة والاستعمار كثورة لشعب واحد صنع تكافلاٍ لنضاله وتضحياته وتوحدت أهدافه عاجلها وآجلها منذ انطلاقة الثورة حيث لم يكن الهدف التخلص من الإمامة وطرد المستعمر هو الهدف الأوحد لكنه كان الأول وله بقية وللثورة أكثر هدف بكل تأكيد.. وهناك أهداف مفتوحة في مداها الزمني تجعل الثورة مستمرة من أجل الإنسان.. الذين فاتهم زمن الإمامة ولم يطلعوا على كثير من تفاصيل ذلك الزمن بإمكانهم اليوم أن يروا صورة لأناس أو جماعة جاءت امتداداٍ لذلك العهد المظلم ورغم كل المتغيرات التي اجتاحت العالم علماٍ وتقدماٍ وحضارة وثقافة لها تقاسيمها العصرية تمسكت هذه الجماعة التي تتخذ من جبال صعدة منطلقاٍ لها بثقافة إجدادها وعقلياتهم وأضافت لها من جهل الحاضر ما جعلها تبدو بأبشع صورة فقد آمنت بالقتل منهجاٍ لغايتها وسلكت طريق الخراب والدمار مساراٍ للوصول بل للعودة إلى العهد السحيق ظلماٍ وجهلاٍ وانتهجت سياسة التجهيل وتضليل عقول الصغار والبسطاء من الناس لإقناعهم بالانخراط معهم والقتال في صفوفهم دون وعي بمخاطر وانعكاسات هذا المسلك سوى الاتباع الأعمى الذي يقود إلى المهالك والفناء.
المشروع الذي تسعى جماعة التمرد لتحقيقه هو مشروع ما قبل ٦٢/٩/٢٦٩١م ومن لم يعرف ما كان قبل هذا التاريخ فليقرأ جيداٍ ويتابع ما يحدث في جبال صعدة وليستمع لشهادات وأقوال النازحين من تلك المناطق الذين اكتووا بنيران التمرد وفكرهم ومعتقداتهم ليعلم لماذا قامت ثورة سبتمبر ولماذا ينبغي أن تستمر¿
وفي الشق الآخر انطلقت ثورة أكتوبر وكان هدف الوحدة حاضراٍ في كل قطرة دم لشهيد أو مناضل وكان هدف التخلص من مخلفات عهد الاستعمار هدفاٍ دائماٍ غير مقيد بحدود زمنية واستطاعت الثورة وفكر الثورة أن ينتصر على تلك المخلفات في الجغرافيا والتاريخ والثقافة وتحققت الوحدة ليكتمل الانتصار على تلك المرحلة البائسة وما تلاها من انكسارات وسلبيات ولأن قدر الثورة أن تستمر فقد أطل من يسعى لاغتيال أهداف ثورة أكتوبر 1963م ويغتال نضالات المناضلين والشهداء منادياٍ بعودة ما قامت الثورة من أجل إزالته وواقفاٍ ضد كل ما تحقق بعد الثورة من تحولات لصالح الأرض والانسان..
ثمة جماعة أخرى لها مشاريعها التي تتفق مع مشاريع الجماعة المتمردة في صعدة ولو بصورة أخرى.. هذا الوضع يمكن للناس التأمل في تفاصيله واهدافه وفكر أصحاب العودة للماضي التشطيري ليدركوا – أي الناس – في هذا البلد ما يراد لهم ويدركوا عظمة الثورة التي قامت ومن أهدافها الذهاب إلى المستقبل بأحسن حال لا الصراع من أجل الماضي ومن أجل نظام المشيخات والسلطنات والإمامة..
لصالح الثورة
التصنيفات: منوعــات