علي الريمي
على طريقة تجزيء المجزأ.. وتقسيم المقسم تتعدد التيارات وتتكاثر الفصائل المنضوية تحت ما يسمى بـ(الحراك)!! وكل واحد منهم قد أطلق على نفسه ما اختاره من الأسماء والمسميات.. وشعار الجميع (المرفوع) حالياٍ يقول: لابد من وحدة الصف من أجل المشروع »الكبير«¿!
فما هو ذلك المشروع¿¿ إنه للأسف الشديد مشروع خبيث بل ودنيء وغير مشروع جملة وتفصيلاٍ ومرفوض من الغالبية العظمى من أبناء اليمن.. من شرقه وغربه ومن جنوبه وشماله.. أما من يدعون إلى مشروعهم الكبير.. فليسوا سوى قلة من الناس خرجوا على الإجماع الوطني الداعي للتوحد والرافض لأي انشقاق أو شقاق.
فعن أي وحدة صف يتحدث أولئك المنادون¿ وحول أي مشروع كبير يتنادون وكل يغني على ليلاه!! فهناك جماعة (السلطان) المجاهد وهناك أتباع العميد المتقاعد وأنصار النائب المتثائب ناهيك عن كوكتيل المجلس الوطني ومجلس »الثورة«¿!
على أن كل ذلك الكوكتيل (الحركات) يعمل وفقاٍ لما تأتي به (المحركات) القادمة من هنا أو هناك!¿ وحتى هذا الأخير ونعني به أولئك المتنطعين المتنقلين في فنادق الخمسة نجوم في بعض العواصم الغربية.. فإنهم أيضاٍ ينقسمون إلى فرق متعددة ويتشتتون إلى أجنحة.. كل منها تعمل على هواها وبحسب ما يحقق مصالحها (الذاتية) الضيقة!! وكل أولئك المتشدقين بالشعارات الرنانة والعناوين اللافتة.. لا يجدون أي حرج في التحريض والتأجيج ضد الوطن الواحد!!
يتحدثون عن التهميش.. ويتسابقون على ممارسة كافة أنواع الإقصاء والتفرد.. بل والتخوين ضد بعضهم البعض وهو أمر فاحت روائحه النتنة بين مختلف أطراف الفصائل التي ينادي بعض المنتسبين اليها بضرورة (وحدة الصف)!.. على أن أغلب من يقودون تلك الفصائل لا يخجلون بلجوئهم إلى استخدام الحروب النفسية والحملات الإعلامية ضد هذا الفصيل أو ذاك حتى أصبحت الإشاعة والشائعة هي السائدة بين من يدعون أنهم قياديون لتلك الأجنحة المتصارعة!! فمن منحهم حق تزعم أو قيادة الفصائل المتباينة في طروحها وتوجهاتها.. وعلى ذلك كيف يمكن لأي عاقل أن يقتنع بما يرفعه هؤلاء من شعارات وما يطلقونه من عناوين براقة وفضفاضة!¿
وكيف يمكن القبول بطرح هؤلاء الداعي إلى »وحدة صف« من أجل مشروع »تمزيقي«!¿
آخر السطور:
في ظل تعدد الفصائل (الحركات) وتنوع التوجهات وتباين أهداف (المحركات) -من هنا وهناك- فإن الوصف الأقرب والمتوقع لوضع وصورة ما يسمى بـ(الحراك) الذي لم يعد سلمياٍ!! أن هذا الكيان متعدد المكونات في طريقه للانتقال إلى مرحلة (مرعبة) وذلك لرغبة كل فصيل في الانقضاض على الآخر وإقصائه.. ليكون هو حامي حمى القضية ورافع لواء المشروع المنبوذ (محليا) والمرفوض إقليمياٍ ودولياٍ.. فهل يراجع الانتهازيون وأصحاب المصالح والمنافع أنفسهم¿.
حراك متعدد "الحركات" و"المحركات"!!
التصنيفات: منوعــات