كان الأصل في نجاح المساعي التي أفضت إلى عودة الشيخ المؤيد ومرافقه إلينا وإن طال الانتظار هو أن المذكور مواطن يمني قبل كل شيء ومن ثم فإن ما يمكن أن ينظر إلى ذلك الجهد الرسمي والشعبي الذي توج في ذلك النضال في سبيل الانتصار لهذه القضية أنه أخذ مساره الطبيعي والحقيقي الذي أفضى إلى هذه النتيجة التي تستحق منا الوقوف عندها كقضية لها بعدها الإنساني والوطني في آن واحد .
في قضية المؤيد ومرافقه لا يمكن تجاهل أن جميع تلك الجهود الكبيرة التي بذلت سواء من قبل فخامة رئيس الجمهورية والحكومة وصولاٍ حتى أبسط موقف سخط للمواطن العادي قبل اعتبارها واجباٍ هي في حقيقة الأمر أعطتنا صورة أرقى وأبعد في دلالاتها وهو ذلك التلاقح الوطني في الأفكار والمواقف والاتجاهات واستثماره صوب ما يخدم القضية وليس ما يهدمها وهو الدرس الأهم الذي لا يمكن التغافل عنه لا سيما في زحمة التناقضات العجيبة والانقسامات التي تشهدها الساحة السياسية حول قضايا وطنية واضحة واتفاقيات لم يجف حبرها بعد.. لكن يتم التعاطي معها بنوع من التكتيك الذي يهدم ولا يبني فالمصالح الخاصة والمواقف الجاهزة هي الأهم في نظر النخب السياسية المدعوة للحوار على المصالح الوطنية ولا تفكر إلا بهذا المنطق الذي أفقدها رؤية الحق وقول الحقيقة فكم هي بحاجة تلك النخب اليوم أن تتعظ وتأخذ من قضية المؤيد «الدرس والموعظة» ما يجعلها تراجع حساباتها وترتقي بأفكارها ويكون الهم الوطني هو الجامع لأهدافها وتوحيد آرائها الوطنية باتجاه تنمية الوطن والحفاظ على مكتسباته والنهوض به.
عادل خاتم
Khatem73@hotmail.com