تحقيق/علي السريحي
هذه المواد الغذائية معظمها غير موضح عليها بلد الصنع وتاريخ الصلاحية أو تحمل تاريخ صلاحية مزوراٍ.. وعلى الرغم من أنها في أغلب الاحتمالات فاسدة ويقبل عليها المستهلك نظراٍ لرخص أسعارها .
وهذه المواد الغذائية التي تغزو الاسواق في معظم المدن اليمنية تدخل عن طريق التهريب.. ورغم العديد من الكتابات والتحذيرات من خطورتها على صحة المواطن وعلى الاقتصاد إلا أن هذه الظاهرة تتكرر كل عام بل أنها تزداد عاماٍ بعد عام .
السطور التالية تسلط الأضواء على هذه القضية الخطيرة إسهاماٍ من «الوحدة» في توعية المواطن والمستهلك وحثه على عدم شراء مثل هذه المنتجات .
عبد الوهاب المولد( مستهلك) أبدى استغرابه الشديد من كيفية دخول مثل هذه المنتجات إلى البلد معتبراٍ ذلك استخفافاٍ واستهتاراٍ بصحة المواطن خصوصاٍ وأنها أصبحت ظاهرة تتكرر كل عام وبشكل علني .
مضيفاٍ: للأسف بعض المستهلكين يشترون هذه المنتجات بحجة أن هذه السلع باقي لها مدة حتى تنتهي وهذا بسبب الجهل دون أن يعلموا أن إدخالها للبلاد يتم عن طريق التهريب براٍ وأن هذا قد يفسدها حتى ولو بقي من الزمن المحدد لصلاحيتها سنة نتيجة تعرضها لحرارة الشمس وغيرها .
أين الرقابة
أما جمال الحبيشي (مستهلك) فيقول: لا أتعامل مع هذه المنتجات ولا أنصح الناس حتى بالتفكير في شرائها ذلك لأنها منتهية حتى لو لم تنته طبقاٍ للتاريخ المكتوب عليها فهي بين احتمالين الأول أن تكون قد انتهت صلاحيتها تماماٍ ولكن بعض التجار ضعاف النفوس والذين لا تهمهم حياة المواطن وإنما ينظرون إلى جني الأرباح فقط يتلاعبون بتاريخ الصلاحية والانتهاء أما الاحتمال الثاني فهو أن يكون فعلاٍ بحسب التاريخ تمة زمن باق من فترة صلاحيتها ولكنها تفسد عند تهريبها إلى بلادنا .
مضيفاٍ: الأغرب أن هذه المنتجات ماتزال تدخل إلى بلادنا عاماٍ بعد عام فأين الرقابة¿
منتجات حصرية
يقول (ع- م) صاحب بسطة: الكثير من الناس يقبلون على شراء هذه المنتجات والتي تبدو مغرية لأشكالها الجذابة بالإضافة إلى أنها غير متوفرة إلا عندنا فهي ليست منتهية وباقي لها أشهر حتى تنتهي وبإمكانك التأكد من ذلك بنفسك .
مضيفاٍ: نشتريها بسعر رخيص من التاجر وبأسلوبنا نروجها للناس ونقنعهم بشرائها
سعرها رخيص
أما (م – س) صاحب بسطة: يبدي الناس تخوفهم للمرة الأولى من هذه المنتجات وذلك لأنها غريبة ولكني أقنعهم ببعض العبارات ومنها ( الناس كلهم يشتروا فرح أولادك وغيرها ).
مؤكداٍ: المنتجات التي نعرضها ليست منتهية ومكتوب عليها ما يدل على وجود أشهر على الانتهاء وسعرها رخيص إضافة إلى أننا نبيعها أمام الناس ولو كانت منتهية فليس من المعقول أن نبيعها علناٍ .
تهريب رسمي
وفي ذات السياق يقول الأخ/ صالح غيلان مدير الدائرة الفنية بالجمعية اليمنية لحماية المستهلك: تصل هذه المنتجات منتهية الصلاحية أو يكون متبقياٍ من زمن أنتهاء صلاحيتها بضعة أشهر من خلال التهريب عبر الحدود أو بالتواطؤ وهو ما يمكن أن نسميه التهريب الرسمي وهي تأتينا من كل بقاع الدنيا وخصوصاٍ دول الجوار ودول شرق آسيا . ويعمل على ذلك (تجار الطفرة) وهم الذين يظهرون بشكل مفاجئ ويذهبون بحثاٍ عن الربح السريع والسهل مهما كانت النتائج. وبعدها يعملون على تغيير بيانات الصلاحية من خلال وضع بيانات مزورة .
وأضاف أن بعض هذه المنتجات تفسد أو تنتهي صلاحيتها بسبب تعرضها لظروف سيئة عند إدخالها خصوصاٍ عن طريق البر .
أما عن الرقابة فيقول غيلان: الرقابة غير موجودة في كل المنافذ. ونحن بحاجة إلى الشعب اليمني كاملاٍ لحراسة الحدود .
ولأن الرقابة في بلادنا متخصصة بالمحلات المعروفة تباع هذه المنتجات على الأرصفة حيث تكون الرقابة بعيدة .
متاجرة بحياة المستهلك
وأكد: أن هذه الظاهرة مزمنة وستظل مستمرة فما يدخل من هذه المنتجات إلى البلاد يقدر بمئات الآلاف من الأطنان منها ما تم إتلافه والباقي مازال في الأسواق وقد تم في العام الماضي إتلاف ما يقارب 222ألف طن ما يدل على خطورة هذه الظاهرةº لذا يجب تفعيل دور أجهزة الرقابة في وزارة الصحة وصحة البيئة والجمارك وغيرها من الجهات المعنية والشرطة والأمن خصوصاٍ حرس الحدود. إضافة إلى أن على وسائل الإعلام القيام بمهامها في توعية المواطنين وحثهم على عدم شراء مثل هذه المنتجات .
ختاماٍ نذكر من يعملون على إدخال منتجات قد انتهت صلاحيتها بأن رسولنا الكريم قد نهى عن مثل هذه الأعمال حيث قال: (من غشنا فليس منا) فكيف إذا كان غش الناس يودي بحياتهم ..