في هذا الحوار الذي لا يخلو من الجدية يدرك الاستاذ الدكتور عبدالواسع الحميري رئيس منتدى الناقد العربي أن غياب أفق الرؤية الشاملة لحل المشكلات والهم الوطني الجامع لدى الأحزاب افضت إلى الأزمة الراهنة.. وحضور المشاريع الجزئية الخاصة بها هو ما حال دون انصهارها وتوحيد إرادتها الوطنية باتجاه هدف تنمية الوطن.. ولا يتوقف الحميري في سياق تحليله للخطاب السياسي للأحزاب من إدراكه أن معظم هذه الأحزاب بلا مشاريع وطنية جامعة – وهي النقطة الأهم في تخبطها – وزاوية الصراع على السلطة بآليات عتيقة واستخدامها للديمقراطية كآلية للمواجهة والصراع وليس كوسيلة للتفاعل مع قضايا الواقع الاجتماعي بكل عناصره لتغييره نحو الأفضل. والأخطر من كل ما سبق هو جهل هذه الأحزاب أن عواقب سلوكها وممارستها يجعل الغالبية تنظر – حسب طرحه – لكل تصرفاتها باشمئزاز.
أما تعاطيها مع الحوار كجوهر للثقافة الديمقراطية واعلاء القيم التعددية فالدكتور الحميري لا يتردد في نصح العقل السياسي بالتحرر اليوم من عقال مصالحه الخاصة والمواقف الجاهزة.. فالعقلاء – واعتبره شخصياٍ واحداٍ منهم – باتوا يرفضون عقيدتهم بضرورة التئام كافة القوى السياسية الفاعلة في حوار وطني جاد من شأنه أن يجنب الوطن المزيد من التصدعات وأن تكون جميع التيارات في الساحة ممثلة في هذا الحوار بشكل أو بآخر فإلى ما جاء في الحوار:
> في رأيك ما الذي يحول بين هذه القوى السياسية وبين التداعي لحوار وطني جاد ومسؤول يضع حدا لهذه الأزمة ويخرج الوطن من هذا النفق المظلم¿
>> أعتقد أن ثمة جملة من الأسباب التي لا تزال تحول دون مبادرة هذه القوى إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة الضرورية من بين أهم تلك الأسباب في اعتقادي: غياب أفق الرؤية الشاملة لحل المشكلات التي أفضت إلى الأزمة الراهنة أو قل غياب المشروع الوطني الجامع مقابل حضور المشاريع الجزئية الخاصة بكل من هذه القوى منفردة…ما يحتم على كل منها مواصلة الضغط باتجاهات مختلفة.. إضافة إلى غلبة الأيديولوجي على الواقعي في ثقافة هذه القوى… ويمكنني أن أجمل تلك الأسباب جميعا في سبب واحد يتمثل في غياب الهم الوطني الجامع: الذي من شأنه أن يصهر هذه الأحزاب والقوى ويوحد إرادتها الوطنية باتجاه هدف واحد: تنمية الوطن والحفاظ على مكتسباته والنهوض به نحو مستقبل أفضل..
حافة الهاوية
> هل تعني أن هذه الأحزاب بلا مشاريع وطنية¿
>> نعم أنا أقول: إن معظم هذه الأحزاب بلا مشاريع وطنية جامعةº مشاريعها- فقط- كيف تصل إلى السلطة أو كيف تحتفظ بها وتحافظ عليها لقد حشرت هذه الأحزاب نفسها في زاوية ضيقة..زاوية الصراع على السلطة بآليات عتيقة بدائية بالية مارست خلالها الكثير من التحريض وعنف الكلمة ودفعت بالأمور إلى مزالق خطيرة غير مراعية ظروف المجتمع الذي عانى من جرح التشطير النازف عقودا ولا يزال يرسف تحت ركام من الجهل والتخلف الذي توارثه جيلا بعد جيل.. الأمر الذي أسهم في توتير الأوضاع ووصول الأمور إلى حافة الهاوية التي بتنا نشهدها اليوم…
ديمقراطية انتخابية
> فماذا عن الديمقراطية التي تنتهجها هذه الأحزاب¿
>> جميعنا يعلم أن الديمقراطية التي تتبناها هذه الأحزاب هي الديمقراطية الانتخابية التي من شأنها أن توصل هذه الأحزاب إلى سدة الحكم والإمساك بزمام السلطة.. لذلك فهي تستخدم هذه الديمقراطية بوصفها-فقط- سلاحاٍ تذود به عن نفسها أو تخترق به ومن خلاله الصفوف كي تصل إلى السلطة ولو على أنقاض الوطن ومستقبل أبنائه. إنها تستخدم الديمقراطية بوصفها إحدى أهم آليات المواجهة والصراع مع الآخرين حتى يتسنى لها إزاحتهم من طريقها. وليس بوصفها وسيلة من وسائل التفاعل مع قضايا الواقع الاجتماعي والتاريخي بكل عناصره ومكوناته لتغييره نحو الأفضل.
> هل تريد أن تقول إن هذه القوى قد استغلت أجواء الديمقراطية ومناخات الحرية التي وفرتها لها دولة الوحدة لتأجيج الأزمة إلى هذه الدرجة من الخطورة¿
>> أنا لا أعتقد أن المسألة تتعلق -هنا – باستغلال هذه القوى لمناخات الحرية بقدر ما يتعلق بجهل هذه القوى بعواقب سلوكها وممارساتها تلك أو قل إن ذلك راجع إلى قصور نظرتها في التعامل مع قضايا الواقع ومشكلاته وعدم إدراكها أن التعامل مع تلك القضايا والإشكالات يجب أن يتم بشكل كلي بنيوي..عضوي وإلا أدى إلى مضاعفات سلبية خطيرة على النحو الذي بتنا نشهده اليوم..
منهجيات خاطئة
> هل تعني أن الأمر يتعلق بمنهجية هذه القوى في التعامل مع قضايا الواقع اليمني الحي بما فيها قضية السلطة¿
>> أعتقد أن الجزء الأكبر من الإشكالية الحاصلة اليوم في البلد يتعلق أو يرجع بالأحرى إلى حضور هذه المنهجيات الخاطئة في التعامل مع قضايا الواقع الحي بالنسبة لقوى المعارضة مقابل غياب أية منهجية رشيدة في التعامل مع قضايا الواقع الحي نفسه بالنسبة لقوى السلطة.. أعتقد أن جدلية الحضور/ الغياب هذهº حضور منهجيات غير ملائمة في التعامل مع قضايا الواقع اليمني الحي.. مقابل غياب أية منهجية رشيدة في التعامل مع قضايا هذا الواقع بالنسبة للقوى الأخرى الممسكة بزمام السلطة هو الذي أدى إلى هذا الشرخ العميق الحاصل اليوم بين قوى السلطة عموما وقوى المعارضة عموما وهو ذاته الذي أحدث ولا يزال يحدث الشرخ العميق أيضا بين قوى المجتمع اليمني عموما وتلك القوى المتصارعة في الساحة الوطنية عموما أي بين الجمهور اليمني عموما والنخبة السياسية في اليمن عموما أكانت في السلطة أو في المعارضة فمن يستطلع آراء الناس في الشارع اليمني (غير السياسي طبعا) أعتقد أنه سيجد أن الغالبية العظمى من اليمنيين باتوا ينظرون باشمئزاز وقرف إلى ممارسات النخبة التي باتت تستغل معاناتهم لتحقيق مآرب خاصة..
اتساع الهوة
> هل لك أن توضح للقارئ كيف أسهمت ما تسميه بجدلية الحضور والغياب في خلق تلك الحالة من القرف الوطني¿
>> أود أن أشير هنا إلى أن من شأن حضور هذه الجدلية في حياة المواطن البسيط أنه قد أفضى إلى اتساع الهوة بين الواقع والمثال في وعي هذا المواطن أو بين حلم الخلاص المنشود على يد تلك القوى (اليوتوبية) وواقع المعاناة اليوميأي بين حلم الدولة اليمنية اليوتوبية التي ما انفكت تشيدها قوى المعارضة اليمنية المدججة بكل قوى الوعي والثقافة في وعي المواطن اليمني وبين الدولة اليمنية القائمة بالفعل على أرض اليمن السعيد بين المثال الذي شيدته قوى المعارضة في وعي الناس خلال عقود من التعبئة والشحن والتثقيف وبين الواقع الذي ترسخ على أرض اليمن منذ قرون وأسهم في صياغته ركام من التخلف والجمود ومن ثم بين منطق حلم الدولة ومنطق واقع الدولة ما عرض الشعور الجمعي اليمني لكثير من الانتكاسات والإخفاقات التي أوصلته إلى مثل هذه الحالة من القرف والنفور من كل ما له صلة بماضي الصراعات من أجل الشعارات أو بمرحلة الشحن والتعبئة..
> لكن ألا تعتقد أننا لا تزال نعيش مرحلة اجترار الشعارات¿
>> نعم أعتقد ذلك بدليل أننا ما نزال نقرأ لمن يعتبرون أنفسهم – كما يعتبرهم كثيرون في الساحة – قادة سياسيين ومنظرين ميدانيين يقاومون ما هو قائم من الأوضاع بما لن يقوم ويصارعون ما هو كائن من الأحوال بما يحلمون أنه قد يكون…
> في رأيك أين تكمن المشكلة بالنسبة للنخبة السياسية اليمنية التي فشلت حتى الآن على الأقل ليس في النهوض بواقع الشعب اليمني وتغييره نحو الأفضل بل فشلت في ما يبدو في الحفاظ على مكتسباته التاريخية بما في ذلك الحفاظ على وشائج القربى التي تربط بين كافة أبنائه ومكوناته حيث أسهمت في إشاعة ثقافة الكراهية وتكريس الانقسام وبناء أسوار من الحقد والكراهية.. ما هي أسباب هذا الفشل الذريع في رأيك¿
>> أعتقد أن ذلك راجع-في جانب منه- إلى خلل في بنية العقل السياسي المفكر في فكر هذه النخبة بوصفه: عقلا اصطفائيا من جهة.. تجزيئيا من جهة أخرى: يجزئ قضايا المجتمع التي يعقلها ليعقلها مجزأة معزولة بعضها عن بعض أي بمعزل عن القضايا الأخرى التي ترتبط بها بشكل عضوي أو بنيوي(يعزل قضايا السياسة بمعزل عن قضايا الاقتصاد والصحة والتعليم و.. و…الخ) وهذا يعني: أنه عقل تسطيحي يسطح قضايا المجتمع التي يعقلها بحكم أنه يعقلها بمعزل عن أسبابها ومسبباتها الحقيقية..وحين يحاول البحث عن أسباب تلك الظواهر أو الربط بينها فإنه يربط بينها بطريقة اعتباطية تعسفية على نحو ما فعل هذا العقل مؤخرا حين قرر الثأر من السلطة ورموزها فربط بين فسادها السياسي وما يعانيه المجتمع اليمني في كافة مناحي حياته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية..ليس هذا فحسب بل لقد جعل من رمز هذه السلطة الأول ..علي عبد الله صالح سر فساد كل وضع يعانيه المجتمع اليمني في كافة مناحي حياته.
قيم التعددية
> فماذا عن ثقافة الحوار عند هذه الأحزاب.. هل ترى بأن هذه الأحزاب تتحلى بأي قدر من هذه الثقافة رغم كل هذا الإصرار والعناد على نفي الآخر عن ساحة المشاركة¿
>> ثقافة الحوار هي جوهر الثقافة الديمقراطية التي من شأنها أن تعلي من قيم التعددية واختلاف وجهات النظر حول الأوضاع التي تتطلب طرحها على طاولة الحوار بين جميع الأطراف الفاعلة في الساحة الوطنية وهو ما نرى نكوصا عنه من لدن هذه القوى وتهربا من مجمل استحقاقاته حتى الآن على الأقل.
> لماذا هذا النكوص في رأيك رغم الدعوات المتكررة من فخامة الأخ رئيس الجمهورية وما ترفعه هذه القوى من شعارات الإصلاح¿
>> لأنها تنظر إلى عملية الإصلاح التي باتت البلاد بأمس الحاجة إليها بالفعل بوصفها عملية إحلال واستبدال ولا شيء غير ذلك: تبدأ بإحلال فكرها محلِ فكر الآخر وإحلال مشروعها السياسي محل مشروع الآخر ومن ثم إحلال تصورها لحل المشكلات المطروحة للحوار محل تصور الآخر غير واعية بأن عملية الإصلاح الحقيقي هي أعقد من ذلك بكثير.. وأنها إنما تنهض في أفق التعددية والاختلاف والقبول بوجهات النظر المختلفة..
> كيف تقرأ مستقبل الحوار الذي تدعو إليه بعض القوى في ظل ما يجري من مماحكات سياسية¿
>> أعتقد أن القوى الوحدوية الموجودة في صفوف كل الأحزاب المتصارعة في الساحة باتت تمارس ضغوطاٍ حقيقية متزايدة على قياداتها ما سيجعلها تنصاع لمنطق الحوار الجاد والمسؤل.
> لكن كيف¿ ومتى¿
>> أعتقد أن الأمور الآن سائرة في هذا الاتجاه وسنسمع قريباٍ عن بدُء هذا النوع من الحوار أو عن نتائج تراضى عليها أهم أطراف اللعبة..أعتقد أننا بتنا أمام مرحلة جديدة من الحوار الجاد والمسؤول الذي يفرض على كافة القوى الوطنية الوحدوية التداعي إليه وتوحيد كلمتها في مواجهة دعاة الفرقة.. دعاة الفوضى.. دعاة الهدم الشامل لتحقيق مآرب خاصة..
> ثقافة الاختلاف .. ماذا تعني في فكر الدكتور الحميري..¿
>> ما أعنيه بالاختلاف هنا الاختلاف في وجهات النظر.. في الأفكار.. في الآراء.. في المشاريع العامة والخاصة.. في كل ما من شأنه أن يثري الحياة السياسية والثقافية ويسهم في النهوض بالحياة من أسن الجمود والركود ويدفع بها نحو مستقبل زاخر بالخير والعطاء والاختلاف بهذا المعنى هو الاختلاف الراجع إلى اختلافنا في فهم الأشياء وطرائق النظر إليها..لذلك فهو بهذا المعنى يعد شرط إنسانيتنا الواعية أو المسؤولة ويمثل حقاٍ مشروعا من حقوق كل البشر..
شرط وجودنا
> في رأيك أين يمكن أن نختلف وأين يجب أن نتفق¿
>> يمكن أن نختلف تحت سقف الثوابت وفي ما عدا ذلك لا يجوز أن نختلف وهذا يعني أنه لا يجوز أن نختلف حول ما يمثل وجوده شرط وجودنا (الجمعي) المؤتلف أي أنه لا يجوز أن نختلف حول أي ثابت من ثوابت الدين والوطن كقضية الوحدة الوطنية مثلاٍ: وهل هي ضرورية أم لا وفي ما عدا ذلك فإن الاختلاف ممكن بل مطلوب لإثراء الحياة وتفجير طاقات الأحياء…
مستقبل وطن
> في رأيك كيف تستطيع هذه القوى كسر حالة الجمود والتخشب التي تعاني منها والتداعي إلى حوار وطني جاد ومسؤول¿
>> أعتقد أن على العقل السياسي المدعو للحوار اليوم أن يتحرر أولا من عقال مصالحه الخاصة وأن يتحرر ثانيا من عقال المواقف الجاهزة التي تعميه عن رؤية الحق والحقيقة في أية قضية يتم طرحها للحوار وأن يتحرر ثالثا من عقال التصورات الجاهزة للحلول.. وهذا يتطلب منه التحرر من أسر ثقافة الوصفات الجاهزة في التعاطي مع قضايا الواقع الوطني الحي.. ما يحتم على هذا العقل الانفتاح الواعي المسؤول على كل القوى السياسية الموجودة في الساحة الوطنية والتعاطي مع كل ما يطرح بإيجابية لاسيما وأن القضية المطروحة اليوم للحوار ليست متعلقة بمصير حزب أو جماعة أو فئة بل تتعلق بمصير أمة ومستقبل وطن.
> ما هي حقيقة مشكلة الحوار في بلادنا.. من خلال متابعتك لما يدور في الساحة.. هل لديك تشخيص محدد لأزمة الحوار..كأكاديمي وناقد بعيدا عن لغة السياسة¿!
>> إن المتتبع لما يجري اليوم في الساحة الوطنية يجد أن كل العقلاء في البلد باتوا يرفعون عقيرتهم بضرورة التئام كل القوى السياسية الفاعلة في الساحة لحوار وطني جاد ومسؤول من شأنه أن يجنب الوطن المزيد من التصدعات والانهيارات ويضع حدا لتفاقم الصراعات ويمكن الجميع من خوض خطط المستقبل التنموية.
تكتيك
> الحوار السياسي الذي يجري بين الحين والآخر.. لا يؤتي أي نتائج.. فهل التسوية وتصفية الحسابات وراء تعثره¿
>> لا يخفى أن الحوار الذي تمارسه هذه القوى هو بمثابة تكتيك..إنه نوع من الحوار الشكلي أو الصوري البعيد عن أي شكل من أشكال الحوار الوظيفي الحقيقي الذي تتلاشى فيه الهوة بين القول والفعل أو بين الشعار والممارسة.
آليات تنفيذية
> في رأيك ما هي الخطوات التي يجب اتباعها لنجاح أي حوار وطني جاد ومسؤل¿
>> لنجاح أي حوار وطني حقيقي أعتقد أنه يجب على الأطراف المتحاورة الاتفاق على كيفية إدارة الجلسات وسير عملية التفاوض وإدارة الوقت وتحديد قائمة الموضوعات التي سيتم التفاوض الجمعي حولها موضوعاٍ تلو آخر…كما ينبغي أن تكون جميع التيارات الفاعلة في الساحة ممثلة في عمليتي الحوار التفاوضي بشكل أو بآخر. ومن ثم العمل على تحويل الاتفاقات بعد الوصول إليها إلى ممارسات وسياسات وهذا يتطلب وجود آليات تنفيذية لا بد من تحديدها وربط عملها بإطار زمني محدد لانجاز المهام العاجلة.
> كيف تقرأ الفكر السياسي عند هذه النخب.. ما ملامح الأزمة في هذا الفكر¿
>> لعل أبرز مشكلة يواجهها الفكر السياسي اليوم هي مشكلة القطيعة فيه بين هذا الفكر وموضوعه بين منطوق الخطاب ومضمونه. وهذا إنما يرجع إلى كونه خطاب ذاكرة وليس خطاب عقل إنه خطاب فكر وليس خطاب وعيº لذلك فهو لا ينطق باسم ذات حية واعية تملك استقلالها وتتمتع بكامل شخصيتها بقدر ما ينطق باسم سلطة مرجعية عليا توظف الذاكرة وتستدعي الثقافة لذلك نجد أن مفاهيم هذا الخطاب لا ترتبط بالواقع الحي المباشر الذي يتحدث عنه الخطاب بل بواقع آخر هو الذي يؤسس في الوعي والثقافة أو الذاكرة..