جاءت مشاركة منتخبنا الوطني الأول لكرة السلة في البطولة العربية التاسعة عشرة لمنتخبات الكبار التي أقيمت في المملكة المغربية خلال الفترة من الخامس عشر وحتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري على غير المتوقع ولم تكن النتائج التي حققها المنتخب الوطني متوقعة بل جاءت على العكس مما كان متوقعاٍ بغض النظر عن حسبة الفوز أو الخسارة كون المنتخب لم يظهر بمستواه المعهود ولم يتمكن من تقديم أداء جيد ويظهر بمستوى مشرف خاصة في مباراتيه الأولى والثانية أمام كل من الكويت والسعودية فيما قدم أداءٍ جيداٍ وراقياٍ في مباراتيه الثالثة والرابعة أمام منتخبي مصر والمغرب.
تفاصيل من البطولة
»الوحدة« كانت حاضرة ومرافقة إعلامياٍ لمنتخبنا الوطني في البطولة وتقدم في هذا العدد رصداٍ مبسطاٍ عن تفاصيل البطولة ومشاركة منتخبنا فيها البطولة العربية التاسعة عشرة لمنتخبات الكبار لكرة السلة شهدت مشاركة أحد عشر منتخباٍ هي منتخبات كل من بلادنا وسوريا والإمارات والكويت والمغرب ومصر والسعودية والجزائر وتونس وليبيا واحتضنت قاعة بن ياســــين المغطاة للألعاب الرياضية بالعاصمة المغربية الرباط منافساتها على مدى عشرة أيام وتحديداٍ من الخامس عشر وحتى الخامس والعشرين من شهـــر يوليو الجاري ووزعت المنتخـــبات المشاركة على مجموعتين ضمت الأولى منتخبات لبنان والجزائر والإمارات وســـوريا وتونــس وليبيا فيما ضمت الثانية منتخبات: بلادنا والمغرب ومصر والسعودية والكويت.
البطولة في دورها الأول (دور المجموعات) أقيمت بنظام الكل مع الكل حيث تخوض منتخبات كل مجموعة الدور الأول فيما بينها بنظام الكل مع الكل وليتأهل الأربعة الأوائل في كل مجموعة إلى الدور الثاني الذي أقيم بنظام خروج المغلوب من مباراة واحدة ولتتأهل المنتخبات الأربعة الفائزة إلى نصف النهائي الذي يقام بنظام المربع لتحديد المتأهلين إلى نهائي البطولة.
منتخبنا.. توقع الفوز .. ولكن
منتخبنا خاض مشواره في البطولة ضمن المجموعة الثانية التي أوقعته القرعة فيها ووصفت بأنها المجموعة الأصعب والأقوى كونها ضمت منتخبات قوية وعريقة أبرزها المنتخب المغربي المستضيف والمنتخب المصري فيما لايقل المنتخب السعودي شأناٍ عنهما وكان الرهان محصوراٍ على منتخب بلادنا ونظيره الكويتي بأنهما الأضـــعف في المجموعــــة ولكن ليــــس ذلك الضــــعف الذي لا يجعل بقيــــة المنتخبات تحســــب لهما ألف حساب.
واستهل منتخبنا مشاركته في البطولة بخوض أولى مبارياته التي كانت أمام المنتخب الكويتي الذي كان غامضاٍ لجهازنا الفني ولاعبينا ولكن الجميع منذ قبل انطلاق البطولة وحتى قبل مواجهة منتخبنا لنظيره الكويتي بدقائق كان يتوقع أن يحقق منتخبنا نتيجة طيبة ويقدم أداءٍ جيداٍ يخرج به فائزاٍ من المباراة وذلك ليس استهاناٍ بالمنتخب الكويتي وإنما لأن الجميع يرجح كفة المنتخب الوطني كونه الأفضل حالاٍ والأكثر تطوراٍ في المستوى كما كان يعتقد.
ومع بداية المباراة تغيرت التوقعات وانعكس الحال كون منتخبنا لم يظهر بالمستوى المأمول وظهر المنتخب مهزوزاٍ ولم يتمكن من تقديم أي مستوى دون أي أسباب والراجح أن مفاجأة أو مباغتة البداية أثرت سلبياٍ على لاعبينا إضافة إلى الأجواء النفسية المشحونة التي أحاطت باللاعبين والأهم من ذلك قصر فترة الإعداد التي خاضها المنتخب والتي لم تتعد الشهر في المعسكر الداخلي وأسبوعاٍ في المعسكر الخارجي وعدم خوض مباريات تجريبية كثيرة حيث لم يخض المنتخب سوى مباراتين تجريبيتين في معسكره الخارجي بتركيا لم يستفد منهما اللاعبون الاستفادة القصوى.
كل تلك العوامل أثرت سلباٍ على منتخبنا فانقلبت التوقعات وخسر منتخبنا مباراته الأولى ضد الكويت بأسلوب غريب وعجيب وليس المهم الخسارة بل كان الأداء هو الأهم وفي هذا اللقاء لم يقدم منتخبنا المستوى المأمول رغم تواضع مستوى المنتخب الكويتي.. فكانت الخسارة من نصيب المنتخب الوطني بنتيجة ٤٦/٩٥ وجاءت نتائج فترات هــذه المباراة الأربع كالتي:- ٤١/٢١ للمنتخب الكويتي ١٢/٥١ لمنتخبنا الوطني ٧١/٠١ للمنتخــــب الكويتي ٨١/٦١ للمنتخب الكويتي.
والحال يتكرر أمام السعودية
المباراة الثانية لمنتخبنا كانت أمام المنتخب السعودي وكان الجميع يضع آماله وأمنياته في أن يتغير الحال الذي ظهر به منتخبنا في المباراة الأولى أمام الكويت على اعتبار أن مستوى منتخبنا سيرتقي وسيقدم اللاعبون مستوى أفضل مما قدموه أمام المنتخب الكويتي ولكن تواضع المستوى وعدم وجود الحماس والإصرار كان هو السائد في هذه المباراة وتكرر حال اللقاء السابق ليخسر منتخبنا مواجهته الثانية بنتيجة١٧/٤٤ حيث لم يتمكن لاعبونا في هذا اللقاء من التفوق أو التقدم خلال أي فترة ليخــــسر لاعبونا جميع الفــــترات التي جــــاءت لصالح المنتخب الســـعودي بنتائج ٢٢/٥١- ٥١/٩ – ٨١/١١- ٦١/٩ .
ارتفاع المستوى في اللقاء الثالث
أما المباراة الثالثة لمنتخب بلادنا فكانت أمام المنتخب المصري أقوى منتخبات المجموعة والذي كان قد تمكن من الفوز على المنتخب المغربي (المستضيف) ودخل منتخبنا لقاءه الثالث والجميع متأكد هذه المرة من الخسارة لصلابة وقوة المنتخب الخصم وكذا لضخامة أطوال لاعبيه وبنيتهم الجسمانية التي كانت واضحة الفرق عن منتخبنا ولكن في هذه المواجهة ظهر منتخبنا بمستوى مغاير تماماٍ عن المباراتين السابقتين ولعب لاعبونا بحماس وإصرار عجيب فكان الاداء الراقي والمستوى المتطور هو ما اتسمت به المباراة ورغم خسارة منتخبنا للمواجهة بنتيجة ٣٩/٥٤ إلا أن الجميع خرج مرتاحاٍ ومصفقاٍ بحرارة لروعة المستوى الذي قدمه لاعبونا في هذه المباراة خاصة أنه كان المستوى مختلفاٍ تماماٍ ومتطوراٍ عما حدث في المباراتين الأولى والثانية عموماٍ فترة المباراة الأولى انتهت مصرية٥٢/٧ وكذلك الثانية ٨٢/٥١ فيما جاءت الفترة الثالثة يمنية خالصة بنتيجة ٣١/٢١ وعاد المنتخب المصري للتفوق في الفترة الرابعة٨٢/٠١ .
لقاء المغرب الأروع
واختتم منتخبنا مبارياته في البطولة بخوض المواجهة الرابعة والأخيرة التي جمعته بالمنتخب المستضيف (المنتخب المغربي) وكانت هذه المباراة أروع مباريات منتخبنا في البطولة كونه قدم مستوى كبيراٍ جداٍ وأحرج المنتخب المغربي كثيراٍ رغم عوامل الفرق التي كانت تصب لصالح المنتخب المغربي والمتمثلة في الخبرة والضخامة الجسمانية والارض والجمهور فكانت هذه المواجهة أروع ما قدمه منتخبنا خلال البطولة وكانت الخسارة تندرج في إطار الشرف حيث انتهـــى اللقاء بفوز المغرب بنتيجة 66/86 وجاءت الفترة الأولى يمنية 17/19 فيما جاءت الفترات الثلاث الاخيرة لصالح المنتخب المســـتضيف بنتائج ٩٢/١١ – ٦١/٤١ ٤٢/٢٢.
طلابنا.. يضربون أروع أمثلة الوفاء
التحية الخالصة القلبية التي لابد أن تسجلها رياضة »الوحدة« خلال مرافقتها الإعلامية لمنتخبنا الوطني يجب أن تسجل في رصيد الطلاب اليمنيين الدارسين في المملكة المغربية وفي مختلف المراحل العلمية سواءٍ كانت الجامعية أو العليا بشقيها الماجستير والدكتوراه حيث ضرب طلابنا أروع أمثلة الوفاء والحب والولاء لوطنهم اليمن الحبيب حينما كانوا بجانب المنتخب بإستمرار ويحضرون جميع مبارياته والاهم من ذلك أنهم كانوا خير سند ومؤازر لمنتخبنا في جميع المواجهات منذ بدايتها وحتى نهايتها ولم يكونوا ييأسون أو يكفون عن التشجيع رغم الخسائر المتتالية لمنتخبنا.. فلهم كل التحية ووافر الاحترام والتقدير وهو الامر الوحيد الذي نستطيع أن نقدمه لهم.