قد لا يكون العيب في الجهات الرقابية والمحاسبية.. ولا في وسائل الإعلام التي تنشط في مكافحة ومناهضة الفساد.. وإنما في الواقع الذي يحيط بهذه الجهات وتلك الوسائل.
فلا يجهل أحد أن وسائل الإعلام تعاني وتكابد الأمرين في سبيل الحصول على معلومة هنا.. أو تقرير هناك.. سيما وأن مصطلح شفافية المعلومات لم يتم استيعابه بعد بشكل علمي ودقيق.
واليوم لا يكثرن احد.. من مطالبة الإعلام بدور أكثر ومهام أكبر.. تفوق إمكانياته وتتخطى قدراته.. فالمطلوب اليوم.. هو أن تتحرك تلك الجهات الرقابية ومن موقع مسؤولياتها نحو إشراك »الإعلام« في كل ما يتعلق بمكافحة الفساد وتكريس مبدأ الشفافية لخلق واقع.. من التعاون والتكامل في لعب الأدوار التي من شأنها أن تعزز ثقة المجتمع.. بالجهات التي يفترض انها تكافح الفساد.
إن اللف والدوران حول ورش تدريبية وندوات ودراسات تعريفية ومفاهيم وموضوعات نظرية.. لا ترقى إلى واقع ما يشكو منه الإعلام من تعسف.. واضطهاد واحتكار للمعلومة إنما هو ضرب من العبث وهدر للوقت والجهد والمال.
وكل ما يريده الإعلام هو أن يصبح شريكاٍ كاملاٍ.. في لعب دور أكثر ديناميكية وقوة في مناهضة الفساد.. وفضح أدواته لا أن يتم اختصار واختزال مشكلته في دورة أو ورشة أو ندوة وكأنه ناقص المعرفة في ما هو منقوص الدور والاداء.
سمير الفقيه