عادل خاتم
وعاد فريق المحققين اليمنيين من موروني بعد المشاركة في التحقيقات الأولية في ملابسات سقوط طائرة الايرباص 310 ليقول لنا ما كان قد قيل عن الطائرة منذ إقلاعها وحتى سقوطها الذي ما تزال أسبابه غامضة حتى الآن.. برغم كل المؤشرات التي تفيد أن الطائرة كانت خالية من أي عيوب فنية ومستوفية لشروط السلامة حسب المعايير الدولية ولم تكن تعاني من أي خلل فني يجعل كل أولئك الذين تكالبوا من الداخل قبل الخارج يعمدون إلى ذلك التناول غير المنصف مع هذا الحادث وطبيعته وتشويه سمعة الخطوط الجوية اليمنية في آن واحد.
وما دام الحال كذلك – والأقدار بيد الله وحده – فلم يعد التساؤل والقلق الذي بالطبع لن يبارح نفوسنا المشحونة ألماٍ وحسرة سوى في ما تخبئه لنا تلك اللحظة الزمنية لما قبل السقوط والمحددة بدقيقتين إلى ثلاث دقائق حسب إفادة الفريق هذه الثلاث الدقائق هي وحدها من طوت في ثناياها تفاصيل الحادث وهول الكارثة ربما ومصير الصندوقين الأسودين اللذين ما يزالان في علم الغيب.. ولا ندري ما الحكمة التي ارتكز عليها فريق التحقيق المشترك في تأجيل انتشالهم إلى بداية أغسطس المقبل¿!
لكن أياٍ كانت المبررات والمسوغات فإن ما يمكن أن نفهمه من هذا الإجراء هو أنه لا يخدم الحقيقة بل يقرب من أجلها وما نخشاه هو أن لا تتعرض ذاكرة الصندوقين – لا سمح الله – للتلف أو الاختلال بحيث لا تستطيع أن تحدثنا بما حدث بالفعل في الثلاث الدقائق بسبب التطويل في فترة بقائهما – غير المبرر – تحت الماء.. وإذا كان القلق قد انحصر في الثلاث الدقائق وانحسر معه السبب أيضاٍ فإن مصير الحصول على الصندوقين الأسودين هو ما يضاعف عند المتابع لقضية حادث الطائرة مساحة القلق وسير إجراءات التحقيق مع اقتراب نهاية المطاف بهذه الآلية التي ليست في صالح شركة الخطوط الجوية اليمنية التي أعادتنا إلى مربع القلق وإعلان حالة الطوارئ التي لن تتلاشى إلا بوجود الصندوقين الأسودين والتأكد من سلامتهما ليفصحان بما حدث في الثلاث الدقــائق حـول مصــير الطــائرة وسبب الحادث¿!..
Khatm73hotmail.com
