الإجازة الصيفيةكابوس يفسد ما اكتسبه الطلاب خلال عام!!
تطبيق المقترحات المطروحة من الوزارة سيحل مسألة التأمين الغذائي للسكان
أسابيع قليلة وتبدأ الإجازة الصيفية.. والتسكع في الشوارع سينتشر.. والمقاهي ستمتلئ والبرامج والخطط لاستغلال الإجازة لا تزال غائبة..!!
خمس مهلكات لطلاب المدارس تتكرر كل عام ولا أحد يدرك مدى خطورتها عليهم سواء من الأسرة أو الجهات الحكومية المعنية.. فالفراغ القاتل الذي يعاني منه الأبناء خلال الإجازة الصيفية أصبح يؤرق الجميع بدون استثناء!
وبرغم وجود مراكز صيفية إلا أنها للأسف تظل دون الطموح الملبي لمتطلبات هؤلاء الطلاب لقضاء إجازتهم الصيفية بشكل مفيد لقدراتهم الذهنية والبدنية..
في سطور التحقيق التالي سلطنا الضوء على الخطط التي يتم إعدادها بهذا الشأن من قبل الجهات المعنية لإنقاذ الطلاب والشباب من هذا الضياع الذي يتكرر كل عام.
تحقيق عاصم السادة
في نهاية كل عام دراسي يراود الآباء هم العطلة الصيفية التي جعلت من الأبناء – بعد تحصيلهم العلمي طوال العام – ورقة خاسرة تطير في أجواء الشوارع للتسكع.. واهدار الوقت في مضغ القات واللجوء إلى مقاهي الانترنت التي قد تستخدم بأسلوب خاطئ.
فعملية استغلال أوقات الفراغ والاستفادة منها لدى الطلاب مسألة هامة كون الطلاب والشباب يمثلون ورقة رابحة وقد يتحولون إلى ورقة خاسرة إذا لم يتم الاهتمام بهم من قبل الجهات المعنية في الدولة.
حيث تعد العطلة الصيفية فترة خطيرة على الشباب والطلاب الذين تمر أعمارهم في أهم مرحلة وهي مرحلة المراهقة والتي تنعكس سلباٍ وإيجاباٍ على الطلاب والشباب كأفراد وعلى المجتمع بصفة عامة وأن هذه الفترة لم تستغل الاستغلال المفيد الذي يعود بالنفع والخير على الشعب والوطن فإن الفراغ القاتل سيجعل كثيراٍ من الشباب يقضون أوقاتهم في مالا فائدة فيه بل يعود بالضرر على الفرد والمجتمع بصورة شاملة.
ضعف تربوي.. وتقصير في الأنشطة
ففي وزارة التربية والتعليم التقينا بالأخ وليد مكرد – مدير إدارة الموهوبين والمبدعين بالوزارة – الذي تحدث عن البرامج والخطط التي تم إعدادها وكذا الأنشطة والخدمات التي تقدمها المراكز الصيفية للطلاب أثناء الإجازة الصيفية قائلاٍ:تهدف المراكز الصيفية في الأساس إلى استقطاب أكبر قدر ممكن من الطلاب أثناء الإجازة الصيفية بغرض استغلال أوقات الفراغ الذي يعاني منه الطلاب في هذه إلاجازة.. وذلك من خلال الأنشطة المختلفة التي تقدمها المراكز.
المراكز الصيفية جاءت لتعمق الكثير من المفاهيم الدينية والتربوية والوطنية وكذا للحفاظ على الشباب والطلاب من سلبيات الفراغ بالإضافة إلى صقل مواهبهم وتنميتها وتوجيهها التوجيه الصحيح حيث أن بعض المدارس – للأسف الشديد – لا تؤدي مهامها العلمية في أيام الدراسة بشكل صحيح.. فكيف تكون مراكز صيفية لتغطي فراغ الطلاب وتوفر لهم نشاطاتهم..¿!
وأضاف: أن الامكانيات المرصودة للمراكز الصيفية ليست بالحجم المناسب لاحتضان الطلاب وتغطية كل احتياجاتهم حيث يوجد قصور في بعض النثريات والأدوات بالإضافة إلى الضعف التربوي بنشاط الصيف.. وقال: أن أنشطة المراكز ليست بسيطة بل هي أنشطة نوعية غير مرتبطة بالمناهج الدراسية مثل التجارب العلمية والرحلات السياحية والأشغال اليدوية أي الأشياء التي افتقدها الطالب أثناء الدراسة طوال العام.
تفاوت الإقبال
وعن مدى الإقبال على المراكز الصيفية وما تم تقديمه لها حتى تستطيع ممارسة أنشطتها أوضح الأخ أحمد عبدالنبي – مسؤول الإدارة العامة للتنسيق التربوي بوزارة الشباب والرياضة- أن الاقبال يتفاوت من مركز إلى آخر ومتوسط أعداد الطلاب في المركز الواحد يصل إلى 700 طالب في المدن وفي الأرياف أو المديريات يصل متوسط أعداد الطلاب في المركز الواحد إلى 150 طالباٍ.
وأضاف: إن عدد المراكز الصيفية في عموم محافظات الجمهورية يصل إلى 450 مركزاٍ تشمل أنشطة البرامج الثقافية والمهنية والرياضية والاجتماعية حيث يتم تزويد هذه المراكز بخطة ولائحة تخص المسابقات الرياضية لتعريف الطلاب وتوعيتهم بالجوانب الرياضية وتعريفهم بأنواع الألعاب وقد قمنا بتوزيع بعض الأدوات الخاصة بالألعاب الرياضية.. ولدينا نزول شبه يومي لهذه المراكز للإشراف والاطمئنان على سير الأنشطة في هذه المراكز.
اعرف وطنك
وقال: إنه تم إصدار قرار وزاري بخصوص لجنة للإعداد والتحضير للمراكز الصيفية لعام 2009م حيث وضعنا شروطاٍ خاصة بإدارة المراكز بالإضافة إلى تواجد مدرسين رياضيين متخصصين للتربية الرياضية بحيث تتوفر في هذه المدارس ملاعب صالحة لممارسة الأنشطة الرياضية وقمنا بعد ذلك بإعداد برامج خاصة لهذه المراكز تضمنت برامج ثقافية وأنشطة مختلفة منها العمل على تعليم الكمبيوتر خاصة في المدارس التي توجد فيها أجهزة كمبيوتر.
ولدينا برامج بالرحلات وتتضمن رحلتين لكل مركز وستكون هذه الرحلات حول الأمانة والمناطق الأثرية والسياحية المجاورة لتعريف الطلاب بأهمية الحفاظ على الآثار وأهمية التعرف على حضارات الشعوب.. كما نقوم بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وخاصة الصحة والبيئة بهدف عمل محاضرات.
وأضاف: أن الطلاب خلال هذه الفترة سيكتسبون الكثير من المهارات الجديدة من هذه المراكز ومراقبة الطلاب عن كثب لنستطيع معرفة رغبات هؤلاء الطلاب وميولهم بحيث نستطيع بعد ذلك صقل هذه المهارات وتطويرها.
جوائز للمبرزين
الأخ لطف عبدالله عقبات – مدير المركز الصيفي بالأمانة – بدوره أطلعنا على نوع الأنشطة في المركز والمتمثلة في أنشطة ثقافية وأنشطة فنية بالإضافة إلى النشاط الرياضي وذكر أن المركز سينظم رحلة كل خميس لزيارة بعض المناطق الأثرية والسياحية خارج أمانة العاصمة لتعريف الطلاب بالآثار وكيفية الحفاظ عليها بحكم أن هذه الآثار تعبير حقيقي عن حضارات وتاريخ البلدان.
وأضاف: أن عدد المسجلين في المركز يصل إلى 300 طالب ومايزال الإقبال على المركز يتزايد يوماٍ بعد يوم..
موضحاٍ: أن فترة المركز ستستمر حتى نهاية شهر أغسطس وسيتم توزيع جوائز للمبرزين في نهاية فترة هذه الانشطة وبالطبع لا تقتصر المراكز الصيفية على المدارس فقط أو على جهة معينة متمثلة بوزارة الشباب والرياضة أو وزارة التربية والتعليم ولكن يجب أن يكون للحدائق والمنتزهات دور في استيعاب العدد الكبير من طلاب المدارس من خلال استحداث ألعاب جديدة.
فساد
ثمة مراكز صيفية متواجدة في مختلف محافظات الجمهورية عادة ما تستغل قدوم العطلة الدراسية للطالب وذلك في أخذ الاعتمادات المالية المقررة لها في كل عام على أساس أنها ستقوم بأنشطة مدرسية للطلاب في صقل مواهبهم وتأهيلهم في مجالات مختلفة خلال فترة العطلة الصيفية ولكنها في الواقع لا تقوم بذلك على الإطلاق وإنما تأخذ تلك الاعتمادات لتستغلها في مآرب ذاتية وهذا ما يبدو أنه حاصل الآن.. فهناك مدراء مراكز طغى عليهم مفهوم الفساد وهم الآن أصبحوا يقتاتون عيشهم بهذه الطريقة التي لا تتوافق مع مبادئ الرسالة التعليمية وكذا مع مربي أجيال لذا كيف يرجى من مثل هؤلاء أن تخرج من بين أيديهم أجيال متعلمة وواعية تحب وطنها وتحميه من كل شر..¿!
الإجازة الصيفية كابوس يفسد ما اكتسبه الطلاب خلال عام!!
التصنيفات: تحقيقات