بدأ مصطلح «الكتابة الجديدة» يستخدم الآن كتوصيف للكتابة الحداثية المستعصية على التصنيف الذي كان سائداٍ قبل افول عصر المدرسة انها محاولة لانتاج أدب مغاير يقلص المسافة بين الشعري والواقعي وتتداخل فيه الاجناس الأدبية والفنون كما تتبادل العناصر والمكونات عوضا عن بعثرة الوحدات التقليدية لكل جنس على حدة وبالتالي فهي ضمنياٍ تعيد صياغة بنيتها التكوينية التي تحتوي على مفاهيم مثل: الأدب الكتابة الكاتب المتلقي آلية القراء اللغة الشكل المضمون.. الخ
ومع انفجار ثورة المعلومات في العقد الأخير من القرن العشرين ارتسمت ملامح جديدة لحياة الانسان بكافة ابعادها حين احتلت الصورة بؤرة التعاطي البشري مع العالم وبالتالي ظهرت مخاوف مبكرة حول مستقبل الكتاب والكتابة في عصر تعدد الوسائط وهيمنة المرئي عندها اصبح ضرورياٍ على الأدب أن يطوع نفسه وفق قوانين تطوره التاريخي لينسجم مع واقع مختلف يفرض قارئا مختلفا حيث يتحول النص إلى مختبر لغوي يمارس فيه الكاتب «اللعب الحر» والتجريب الدائم والجرأة الاقتحامية لتكسير البنى اللغوية بهدف تفجير الدلالة مبتعدا عن التوصيفية والتصويرية التي اصبحت مجال تأثير الصورة
فإذا كان اكتشاف التصوير الفوتوغرافي سببا في مغايرة الفن لاساليبه واتجاهاته ومضامينه كذلك كانت الوسائط المرئية المتعددة سبباٍ في استعادة الأدبي الناجح الآن هو النص الذي لا يمكن للصورة أن تتمثله أو تجسده.
صفوان الشويطر
بحثــاٍ عــن أدب جــــديد
التصنيفات: ثقافــة