المتابع لطبيعة المناقشات والقضايا والتوصيات التي خرجت بها المؤتمرات الفرعية للمجالس المحلية يدرك الأهمية البالغة لهذه المؤتمرات في تشخيص الرؤية الواقعية وحقائق الاحتياج التنموي الفعلي على مستوى المحافظات والمديريات في كافة ربوع وطننا.
وبعيداٍ عن تلك الأحزاب والتي مثلت هذه المؤتمرات فرصة لإثبات مصداقيتها وحسن نواياها في تقديم رؤاها – إن كان لديها أي رؤى – إلا أن بحثها عن لقاءات ومؤتمرات بعيدة عن هموم المواطن والوطن.. قد أكد للجميع أن هاجس المناكفة السياسية هو المسيطر على كل توجهاتها.. وهي بذلك تتهرب من المشاركة الفعلية التي تلامس الواقع المعاش وتبحث البدائل والممكنات التي من شأنها تحسين حياة المواطن واحتياجات كل محافظة وتقديم الحلول العملية لها في كل مجال.
كل هذه القضايا كان ميدانها الحقيقي للبحث والمناقشة بالنسبة لتلك الأحزاب هي هذه المؤتمرات الفرعية التي عقدت في كل محافظة.. ومع ذلك وبعيداٍ عن النوايا والمقاصد والرؤى الضيقة.. فقد استطاعت هذه المؤتمرات وفي ظل التوجه الجاد للحكومة والإرادة السياسية الفعلية أن تضعنا بما خرجت به من رؤى وتوصيات أمام خيار أهمية الاتجاه نحو نظام الحكم المحلي القادر على تحقيق التنمية المحلية المنشودة والنهوض بالتنمية الوطنية الشاملة والمستدامة.. وأسست بالفعل لمستقبل أكثر إشراقاٍ من خلال تحديدها المداخل ومتطلبات أسس الانتقال من مرحلة المركزية والسيطرة إلى المشاركة الجماعية الملامسة للواقع المحلي واحتياجات المجتمعات المحلية في ظل الوحدة والديمقراطية والتنمية التي هي استراتيجيتنا العصرية للوصول إلى الغايات والطموحات المنشودة في هذا الوطن.. وما تحاول بعض الأحزاب طرحه للتقليل من أهمية هذا التوجه هو في الأساس هروب من المسؤولية لا أكثر..
تشخيص واقعي لحقائق الاحتياج التنموي
التصنيفات: الصفحة الأخيرة