نهض علي سالم البيض من تحت براثن الماضي ليعلن ذات البيان المشئوم الذي سبق واعلنه في صيف 1994م والذي أفضى يومها إلى حرب دامية كبدت البلاد خسائر مالية وبشرية.
البيض ومن خلال بيانه المأزوم ولهجته الانفصالية اتضح أنه وخلال الخمسة عشر السنة الماضية كان يعمل تحت الأرض ورفاقه من العملاء والخارجين على القانون لإصابة أركان ومفاصل الوطن في مقتل..
كان الرجل يعْد العْدة خلال كل هذه المدة مع أعداء الوطن لإعادة بث مشروعهم الانفصالي لتمزيق وتشتيت مواطني الوطن الواحد وطن الثاني والعشرين من مايو..
غير أن البيضللأسف الشديد ومن خلال بيانه القاصر أراد وبكل وضوح أن يسخر من أبناء الوطن بفرض وصايته عليهم ظناٍ منه أنهم سينساقون وراء أي حديث أو بيان صادر عن شخصيات لا تكيل إلا انتن الحقارات والدسائس لوحدة البلاد آناء الليل وأطراف النهار.. وبالطبع فإن هكذا سخرية ليست بغريبة بل هي معهودة ومتوقعة من شخص ذي عقلية انفصالية بامتياز لا يؤمن بقدسية الوطن ولا يعي حقوق المواطنة..
وكأن اليمانيين في كل ربوع البلاد صغيرهم قبل كبيرهم قد نسوا كيف باعهم هذا النكرة للشيطان بأبخس الأثمان بإشعال فتيل حرب صيف 94م والفرار بأموال ومدخرات الحزب آنذاك إلى الخارج ..
ولعل الجميع يتذكر جيداِ حدث زواج ابنة البيض في السنة الماضية حينها فقست بيضة البيض ــ بعد أن رمى عباءة الاشتراكية وتدثر بالرأسمالية ــ عن خمسة ملايين دولار لإتمام العرس أي مليار ريال يمني.. في حين كانت حضرموت ومحافظات أخرى تغرق تحت السيول حينها لم يطل البيض لدعم أبناء وطنه في محنتهم هذه !!
إنما اطل ـ بعدهاـ وفي ليلة العيد الوطني تحديداِ لتمزيق وحدة ولحمة أبناء وطنه !!
فاصلة ..
كانت غلطة البيض فادحة بإعلان الانفصال ومن ثم الحرب وبرغم هذا اصدر فخامة رئيس الجمهورية عفوا شاملا عن البيض وخمسة عشرة شخصية من المتسببين بأزمة 94م عدا دعوة فخامة الرئيس المتكررة لهم للعودة إلى ارض الوطن والالتفاف حول طاولة الحوار من منطلق تحكيم العقل وان الوطن يتسع للجميع وبرغم كل هذا التسامح إلا أن البيض وامثاله لم يعتبروا وراحوا يمارسون ساديتهم وبث مشروعهم المناطقي والانفصالي القديم الحديث لزعزعة أمن واستقرار البلاد والعباد على نحو شيطاني بالغ القبح !!