عبدالعزيز الوايلي
الذين يتحدثون عن عنف تمارسه الدولة في حق المتمرد الحوثي وأنصاره يدركون جيداٍ أن عنف هذه العصابة الإجرامية وظلمها وإرهابها في حق أبناء صعدة وحدهم بوصفهم الواقعين على مقربة من هذا الجحيم فاق كل التوقعات إلى الحد الذي صار معه أنصار المتمرد الحوثي يشنون حملات اعتقال واسعة للعديد من المواطنين في مختلف مديريات صعدة لمجرد شكهم في أنهم قد يكونون غير راضين عنهم وعن مسلكهم الإجرامي الدموي فكيف بمن أعرب عن امتعاضه ورفضه لإرهابهم¿!
لقد خول الحوثي لنفسه وعصابته شرعية إذلال الناس واضطهادهم والتضييق عليهم جاعلاٍ من تواجد عناصره في أية منطقة بصعدة مصدر خوف وذعر لأهاليها بأكثر من سلوك عدواني وصلف وطغيان.. فبينما يعمد الحوثيون إلى فرض عدوانهم وطغيانهم على المواطنين كعصابة منفلتة لا تعترف بسلطة الدولة وحاكمية الدستور نجد الكثير من المواطنين هنالك يقاسون الأمرين.. ذلك أنهم إما أن يرتضوا الذل والخنوع لجبروت هذه العصابة ويلتزموا الصمت ويغضوا الطرف عن كل ممارساتهم الوحشية والقمعية والتسلطية.. أو أن يجهروا ولو ببعض استنكارهم لهكذا تصرفات فيكون نصيبهم القتل لأنفسهم والتشريد لأهاليهم أو الاعتقال مع التعذيب الوحشي والظلم الجسدي والإهانة النفسية في أحسن الأحوال..
ليس في الأمر شيء من التجني فالذين يكيلون على الدولة كل التهم إلى حد الاسفاف والسباب والشتائم والتطاول على الأعراض والأنفس يجدون أنهم وعلى الرغم من كل جناياتهم يعيشون أحراراٍ طليقين في ظل نظام آمن بالديمقراطية وحرية الرأي والتعبير مهما كانت نتائجها لاسيما في ظل مجتمع لا تعرف المعارضة فيه معنى للديمقراطية وحرية الرأي والتعبير إلا أنها متنفس تكشف من خلاله عن كل سوءاتها القولية والفعلية في شكل شتائم لفظية وانفلات سلوكي عدواني تدميري..
وإذا كان هذا ليس بمستغرب على أمثال هؤلاء فكذلك الحال بالنسبة لغضهم الطرف عن كل جرائم الحوثي وتحركاته العدوانية وأعماله الإرهابية في حق الوطن وأبنائه سيما الذين يقعون على مقربة من جحيم ناره وعنفوان طيشه وجبروته وطغيانه..
إنهم يستنكرون على الدولة فرض سيطرتها على ثكنات المتمرد الحوثي وعصابته الإرهابية ويأخذون عليها – أيضاٍ – مواجهتها لصلفه وتمرده التدميري المسلح ولا يريدون لها – كذلك – أن تكف شره عن المواطنين وترفع عنهم نير ظلمه وظلامه واستبداده.. بل ويذهب بهم القبح إلى التباكي على الحوثي وعصابته الظالمة ووصفهم بالشهداء الأبرياء المظلومين.. كل ذلك وهم على علم قاطع بمدى الوحشية والظلم والجبروت وغيرها من القبائح التي تستوطن عقول وقلوب هذه العصابة وتظهر جلياٍ مختلف جرائمهم التي فاق عنفوانها في ترويع الآمنين عنفوان عصابات المافيا والجريمة المنظمة.. فليت شعري أي عداء للدولة هذا الذي يسوغ لهؤلاء الإعلاميين وأحزابهم التخندق في صف عصابة تدميرية ضد ما تقوم به الدولة من واجب التصدي لكل ما من شأنه المساس بأمنها وسيادتها وحقوق مواطنيها¿!
لكم أن تتذكروا بعض جرائم عصابة المتمرد الحوثي في حق المواطنين من أبناء صعدة وحدهم لتدركوا أي إجرام هذا الذي يمعن فيه هؤلاء وكيف أن الدولة في مواجهتهم لا تقصد إلا تخليص الوطن من شرهم المستطير وعنفهم المتزايد وإرهابهم المستفحل وجبروتهم المدمر وطغيانهم الظالم.. وهنا لا تمنعوا أنفسكم من التعبير عن بعض مشاعر الاحتقار والازدراء ليس لهذه العصابة وحدها وإنما لاولئك الذين يتباكون عليها ويودون لإجرامها المزيد من الانتشار نكاية بالوطن ووحدته وأمنه واستقراره..