أنور نعمان راجح
منذ زمن طويل مضى ونحن نسمع عن ظرف استثنائي تمر به البلاد العربية وعن تحديات صعبة تواجهها.. في كل مناسبة نسمع عن هذا الحال وهو ما يعني أن الأمة العربية هذا هو حالها الدائم الذي لم تستطع تجاوزه ولو لمرة واحدة ولو في مناسبة واحدة.. لقد دخلت الأمة العربية نفق الظرف الاستثنائي الصعب ووقعت في مصيدة التحديات والصعوبات وظلت هناك ولم تستطع الخلاص من هذا الوضع لا مجتمعة ولا منفردة وخلال الأعوام الأخيرة ضاق النفق عليها وطال واشتدت المخاطر أكثر وهو ما نلمسه في خطابات القمم العربية التي تأتي الثانية في ظروف أصعب من الأولى وهناك تنثر الأمنيات على مسامع الشعوب العربية من خلال الإعلام عن ضرورة رص الصفوف وتجاوز الخلافات بين الدول العربية حتى تستطيع مجابهة التحديات ومضت عقود وتعاقبت الأعوام ونحن في مربع الظرف الاستثنائي الصعب وفي دائرة التحديات والمخاطر والمؤامرات التي تحاك ضد هذه الأمة.. ومن المهم هنا أن نشير إلى أن بعض تلك المؤامرات معروفة المصدر وهي تجري في وضح النهار ويقولها أصحابها جهاراٍ دون حياء أو خجل ومن خلال مواقف واضحة فالغرب مثلاٍ يدعم اسرائيل بوضوح ولا يتردد أن يقول هذا على مرأى ومسمع من العرب مجتمعين ومنفردين في حين يتسابق العرب لنفي أي صلة لهم بدعم الفلسطينيين وأبعد من هذا حتى وصل بنا الحال إلى تجريم من يدعم هذه القضية والعملية لا تنبع من قناعة لكنها لاسترضاء الآخر.. بغض النظر عن الأهداف التي تقف خلف دعم بعض الأطراف للقضية الفلسطينية وهي أهداف ليست خالصة ولا مخلصة لكن يجب أن لا يخجل العرب من مواقفهم وقناعاتهم نحو كل قضية من قضاياهم وهي كثيرة بلا شك وينبغي أن يتعلموا الصراحة والشجاعة الأدبية من دول الغرب والولايات المتحدة وهم يدافعون عن اسرائيل دون مراعاة لمشاعر العرب ولا يترددون عن قول هذا الموقف بينما يتوارى العرب خلف جدران التخاذل والخذلان ولا يجرؤون على قول حقيقة مواقفهم التي مْسخت بالتقادم وتحولت إلى مواقف مختلفة ربما يصدق فيها قول المؤامرة لكن من يتآمر على من ومن أجل من¿
الخلافات العربية العربية أكثر من كل الخلافات الأخرى شرقاٍ وغرباٍ.. الخلافات السياسية داخل كل دولة أكثر من المعقول وأخطر من كل التحديات القادمة من الخارج ولهذا فالظرف الاستثنائي الذي تمر به الأمة العربية هو بالأساس صناعة عربية.. وفي إطار أصغر هو صناعة محلية وبذلك فالتحديات والمخاطر والصعوبات كلها عربية المنشأ وتصدر إلى الأقطار العربية في ما بينها.. إنها تجارة من نوع مختلف أجاد العرب صناعتها واجتهدوا في دعمها وتصديرها إلى بعضهم.. ما يهدد أمن وسلامة بلد من البلدان العربية في الغالب يأتي من دولة عربية أخرى رأت في ذلك مصلحة لها وفي أوقات أخرى من باب الصلف العربي وهو صلف موجه نحو العرب فقط ويتلاشى في أحوال أخرى عندما لا يكون الخصم جاراٍ أو عربياٍ في أبعد تقدير ومع سواهم تظهر حْسن النوايا ويظهر حب السلام والاستقرار والحرص على المصالح وعدم التدخل في الشأن الداخلي..