يشهد العالم – هذه الأيام – اشتعال العديد من الحرائق وتفاقم الكثير من بؤر الصراع الملتهبة – أصلاٍ – على أن نشوب أزمات عدة في دول مختلفة من قارات العالم يعود لأسباب متباينة من هذا البلد إلى ذاك لكن الطاغي في معظم تلك الحرائق هو أنها نتاج احتدام الوضع (الأوضاع) الداخلي.. ووصول العلاقة بين السلطة والمعارضة إلى درجة (الانفجار) الذي لا ينتج عنه سوى الخراب والدمار نتيجة للاضطراب والفوضى وصولاٍ إلى العصيان والمواجهة بالطلقات والضحية – عموماٍ – يكون الناس والبسطاء منهم تحديداٍ ثم يدخل البلد في مرحلة انعدام الاستقرار وما ينتج عن ذلك من أضرار فادحة!
في تايلند وصلت الأمور في شوارع العاصمة بانكوك وبعض المدن الأخرى إلى أسوأ وضع نتيجة ارتفاع الخسائر المادية الناتجة عن المواجهات الدامية بين المحتجين من المعارضة وقوات الجيش والشرطة هناك.. فالمْحتجون (انصار الفانيلة الحمراء)!! يطالبون باستقالة الحكومة التي لم يمض على تشكيلها سوى (8) أشهر وإجراء انتخابات مبكرة وأن مطلبهم هذا بسبب تدهور الوضع المعيشي والاقتصادي في المملكة الآسيوية المعروفة بالاعتماد على السياحة وعائداتها كشريان رئيس لدعم الموازنة العامة للبلد فيما يؤكد رئيس الوزراء أنه لن يتزحزح قيد أنملة عن كرسيه!! بل ودعا قيادة الجيش لاستخدام كل الوسائل للتصدي لأعمال الشغب والعصيان والتخريب التي يقوم بها أنصار المعارضة!
أما في تبليسي.. فقد أصبح الرئيس ميخائيل ساكشفيلي غير مرغوب ببقائه على كرسي الرئاسة في جورجيا الجمهورية المنبثقة عن الاتحاد السوفيتي السابق ويبدو أن المعارض الشرس – سابقاٍ – الذي أطاح بالرئيس السابق ادوارد شيفارد نادزة ووصل إلى سدة الحكم في جورجيا في ما عرف بالثورة البرتقالية القادمة من الجارة (اوكرانيا) بات الآن غير مرحب به..! ليس بسبب ديكتاتوريته المفرطة وانفراده بالتحكم بالقرار بل ربما لخطئه الفادح الذي أرتكبه العام الماضي حين قام باستفزار الدْب الروسي.. في إقليمي اوستينيا وابخاريا فكان أن تلقى جيشه صفعة مدوية بل إن القوات الروسية اقتربت من العاصمة تبليسي إلى مسافة (30) كم !!
وربما كان ذلك الاستفزاز المدعوم من الغرب (وأميركا بوش) هو الغلطة التي قصمت »ساكشفيلي« وتسببت في تدهور الوضع الجورجي عموماٍ حتى خرجت المعارضة إلى الشارع تطالب برحيل الرئيس (التعيس)!!¿
وإذا كانت الأوضاع في جورجيا وتايلند قد وصلت إلى ذلك الحد فإن باقي بؤر الصراع الأخرى تشهد حالات متقلبة من الاحتقان والتأزم فإذا ما تجاوزنا العراق افغانستان وباكستان مروراٍ بالسودان ثم مؤخراٍ لبنان وغيرها فإن تطورات كثيرة نشبت وتنشب بين الحين والآخر وهي على تنوعها من حيث الخطورة والأخطار تترك آثاراٍ وتداعيات على المدى القريب والبعيد فبالنظر إلى قضية القرصنة والقراصنة فالأحداث كان قيام قوات أميركية (خاصة) بعملية تحرير بالقوة لربان السفينة الاميركي فيلبس في المياه الإقليمية الدولية للصومال واسفرت عن قتل 3 من القراصنة واعتقال رابع واندلاع أزمة في سيناء بين الأمن المصري ومشتبه بهم بتهريب أسلحة إلى غزة وانهم يتبعون حزب الله.. الخ..!!
حتى أن الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز أبدى ارتياحه الكبير لأن تحارب مصر حزب الله بعيداٍ عن اسرائيل!!
آخر السطور:
وللتذكير فقط فالوضع الصومالي مرشح للمزيد من التأزم أما هناك في الجزائر.. فالأوضاع هادئة نسبياٍ بعد إعادة انتخاب بوتفليقة لكنه غير مطمئن أما الجديد في آسيا فهو إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ بالستي أْدين رسمياٍ من مجلس الأمن وقيام إيران بإرسال قمر صناعي (غامض) إلى الفضاء وحتى الهدوء النسبي بين الهند وباكستان غير كاف!! العالم يحترق مالياٍ وأمنياٍ!!