أزمة الغذاء العالمية وارتفاع أسعار المواد الغذائية التي حدثت العام الماضي وخصوصاٍ في مادة القمح دفعت بكثير من دول العالم إلى التوجه نحو التوسع في زراعة القمح ووضع الدراسات والبرامج والخطط من أجل الوصول إلى الاكتفاء الذاتي. 
ولأن بلادنا كانت واحدة من أكثر دول العالم تأثراٍ بتلك الأزمة وموجة الغلاء العالمي خصوصاٍ إذا ما علمنا أن اليمن في قائمة أعلى عشر دول استيراداٍ للقمح في العالم حيث بلغت نسبة كميات القمح التي تستوردها بلادنا من استراليا ٠٩٪ بينما الانتاج المحلي لم يتجاوز ٠١٪!!
تحقيق/ عاصم السادة
لهذا كان لا بد من التوجه والتوسع في زراعة القمح من أجل الوصول إلى الاكتفاء الذاتي.. وكان أن أصدر فخامة رئيس الجمهورية توجيهاته إلى الحكومة بخصوص التوسع في زراعة القمح والتوسع في زراعته وتشجيع المزارعين.. الأمر الذي يمثل رؤية صائبة وحكيمة لمواجهة الأزمات الاقتصادية واليوم بعد مرور عام كامل على توجيهات فخامته للحكومة بهذا الخصوص حرصت »الوحدة« على متابعة ما تم إنجازه وتنفيذه من توجيهات فخامته.. وإليكم التفاصيل:
أوضح تقرير رسمي حديث صادر عن الهيئة العامة للبحوث والارشاد الزراعي أن المواطن اليمني يستهلك نحو ٣٦٢ جراماٍ في اليوم من القمح بالمتوسط وقد تقل أو تزيد حسب الكميات المستوردة من القمح وتضع هذه الكمية اليمن ضمن أعلى عشر دول استيراداٍ للقمح في العالم ويتراوح حجم استهلاك الفرد فيها من القمح بين ٧٢٢ – ٩٨٤ جرام/ يوم .. مشيراٍ إلى أن نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بين ٥.٥ – ٣.٨ ٪ .
وأكد التقرير أن أصناف القمح المحسنة والمستنبطة من قبل البحوث الزراعية حققت انتاجية وصلت في بعضها إلى ٧ أطنان للهكتار وبمتوسط قدره ٥.٣ طن للهكتار مقارنة بمتوسط يقل عن الطن الواحد للهكتار لدى المزارعين في الأصناف المحسنة ويمكن عن طريق توسيع نطاق انتشار الأصناف المحسنة واستخدامها في أوساط المزارعين تحقيق زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي من حبوب ودقيق هذا المحصول الهام.
وقال التقرير أن تجارب التطويع والنشر الهادف لتضييق الفجوة الغذائية من خلال زيادة انتاج الحبوب من أهمها سلعة القمح ورفد المزارعين بمختلف التقنيات الناجحة لمختلف المحاصيل قد حقق نجاحاٍ نسبياٍ حيث تم تنفيذ عدد من الأنشطة بالمرتفعات الشمالية والمتعلقة بالتقنيات الناجحة الخاصة بالقمح والشعير والبازلاء في مناطق كحلان عفار شبام بني مطر وشبام كوكبان واشتمل على ستة عشر حقلاٍ لصنف شبام و ٨ وخمسة حقول للطفرة جميزاء و ٩ وستة حقول لصنف القمح القاسي نعيم – ١ وخمسة حقول للطفرة عربي – ١ من القمح البلدي كان متوسط الانتاجية لهذه التقنيات على مستوى المناطق والمواقع داخل هذه المناطق كالتالي:
أعطى الصنف شبام – ٨ متوسطاٍ بلغ ٨.٢ طن/هـ مقابل ٩.٠ طن /هـ لصنف المزارع السائد زراعته في مواقع الاختبار كما أن هذا الصنف قد تماثل في موعد التزهير والنضج مع الصنف المحلي وتم الاختبار تحت الظروف المطرية.
أعطت الطفرة جميزاء – ٩ غلة من الحبوب ٢.٤ طن/هـ مقابل ١.٣ طن/هـ لصنف المقارنة شبام – ٨ كمتوسط في موقعي شبام وبني مطر تحت ظروف الري التكميلي في شبام وبني مطر.
أعطت الطفرة عربي – ١ متوسط ٣.٢طن/هـ مقابل ٢.١ للصنف المحلي المعتمد زراعته في شبام وبني مطر وكحلان عفار من خلال استقراء آراء المزارعين عن أداء هذه التقنيات في المواقع المزروعة فقد ترتبت على النحو التالي من حيث مؤشر التكبير مع صفة الحاصل من الحبوب:
– صنف شبام – ٨ للظروف المطرية متوسطة عالية.
– طفرة القمح البلدي للظروف المطري متدنية الهطول المطري.
– طفرة القمح جميزاء – ٩ للظروف عالية الأمطار كما أن الحاصل الحبي تحت ظروف الري يصل إلى ٥ أطنان للهكتار.
تأثير المكان
وأشار التقرير إلى أن هناك تأثيراٍ للموقع على الغلة وأهم عامل أثر على الغلة هو انخفاض الكثافة في وحدة المساحة وبشكل عام كانت الانتاجية تؤكد جودة الصنف ورغبة الفلاح في زراعته على الأقل يساوي أفضل الأصناف المزروعة حيث يتطلب العمل على نشره وزراعته في كثافة نباتية أعلى مما استخدم.
جودة المحصول
وفي ما يخص تحسين الانتاجية والنوعية للمحاصيل الحقلية في المرتفعات الوسطى تحت النظام المطري أفاد التقرير أنه تم توفير قاعدة معلومات عن السلالات المدخلة لمربي النبات العاملين في المركز العربي لأبحاث المناطق الجافة والقاحلة »ACSAD « والانتخاب لأي سلالة تحوي صفات هامة لظروف الزراعة في اليمن بزراعة ٠٢ سلالة وصنفاٍ من القمح القاسي خلال العام 2008م.
وقال أنه تم نشر صنف من القمح المطري عند الفلاحين بتوفير بذور الصنف قبل توفر بذوره من قبل المؤسسة العامة لإكثار البذور بزراعة ستة حقول ايضاحية وأربعة حقول في مديرية يريم وحقلين في قاع جهران خلال الموسم الصيفي ٨٠٠٢م زرعت في يريم وقاع جهران مساحة الحقل ٠١ * ٠٥ م سمدت الحقول بنيتروجين وفسفورد.
وأكد التقرير أن الأنشطة في حقول المزارعين شهدت تحسناٍ ملحوظاٍ من حيث النوعية والمساحة وإن كانت أقل من العام الماضي من حيث العدد حيث بلغت ما نسبته ١٤٪ من مجمل الأنشطة البحثية للمحطات.
زيادة الإنتاج.. وبذور محسنة
وعن دور وزارة الزراعة والري في عملية استزراع القمح أشار المهندس علي ناجي الصيادي – مدير إدارة المحاصيل الزراعية إلى أن انتاج اليمن من الحبوب الغذائية المختلفة ارتفع خلال العام الماضي إلى ٢٧٨ ألفاٍ و ٢١٣ طناٍ بزيادة ٥٤١ ألفاٍ و ٥٨٣ طناٍ عن العام ٧٠٠٢م.
وكشف الصيادي عن توجه وزارة الزراعة والري لزيادة استيراد أصناف جديدة من البذور المحسنة التي ثبت نجاحها وملاءمتها للظروف البيئية اليمنية بعد إخضاعها للتجارب الاختبارية مثل صنف القمح »سنوليكا« من الهند ما يمكن من توفير احتياجات المزارعين من البذور المحسنة نظراٍ لمحدودية الإنتاج الحالي في اليمن.
ويضيف أن الوزارة أعدت دراسة تفصيلية للتوسع في زراعة الحبوب عن طريق عدد من الفنيين والباحثين والأكاديميين في المؤسسات البحثية والجامعات وأقرها مجلس الوزراء حيث تم بناءٍ عليها تشكيل لجنة وزارية لإعداد الآلية التنفيذية للدارسة المتضمنة عدداٍ من الآليات في الجانب البحثي والإرشادي والاكثار والاقراض ومستلزمات الإنتاج وشراء المنتج التي أقرها مجلس الوزراء.
واختتم الصيادي حديثه بالقول: ان ندرة أصناف البذور وشحة المياه ومحدودية المساحات الزراعية لدى المزارعين أبرز المعوقات التي تواجه زيادة الإنتاج من محاصيل الحبوب في مساحات محدودة.. لكننا من خلال الحزم والتقنيات التي انتهجتها الدراسة التي تمخض عنها البرنامج الوطني للتوسع في زراعة الحبوب سوف نذلل تلك الصعوبات..
