خصوصا وأنه كان يسمع ويقرأ أن هناك قضايا عديدة ستناقش في القمة أدهى دواهيها تلك المبادرة اليمنية التي تبناها الرئيس الصالح ودعمها البرلمان العربي فهذه المبادرة كانت وستكون وحدها كافية كإنجاز عظيم لمؤتمر القمة لو تفاعل معها الحكام العرب وأخضعوها للنقاش الجاد والمثمر وأقروها وستعتبر أعظم ما تحقق في مؤتمرات القمة منذ بداية الزمان الرديء وهذا كان أكبر سبب لتجاهل الحكام العرب للمبادرة وفرارهم و( كلفتتهم ) للمؤتمر حتى لا يقعوا في المحظور وكان أيضا سببا هاما لذلك الحاكم الذي قاطع المؤتمر بعدم المشاركة خوفا من أن يقع في المحظور فتخرج القمة العربية بقرار يحقق وحدتها ولو لمرة في التاريخ الحديث .. ولكن الله أخبر بعباده فلم يرد للحكام العرب الفلاح ولم يرد للأمة العربية الخير ما دامت خاضعة خانعة لأولئك الحكام الذين جعلوا الأقدمية لأميركا في الولاء والطاعة قبل ولائهم وطاعتهم لله سبحانه وتعالى فهو جلت قدرته عندما يريد الخير والنعيم لأية أمة يقيض لها حكاما ورجالا يحبهم ويحبونه لا حكامنا العرب الحاليين أو الأغلب منهم الذين يحبون ذواتهم ومصالحهم أكثر من حبهم لله تعالى ..
فخوفهم وجبنهم وخنوعهم لأسيادهم أنساهم الأخلاق العربية الحميدة وأنساهم اللياقة وإكرام الضيف ففروا من لقاء ضيوفهم كفرارهم من الطاعون حتى لا تلصق بهم من الغرب تهمة الخيانة وعدم الطاعة والولاء فتكون وبالا عليهم قد تهز عروشهم وكراسيهم مع أنهم لو كانت لديهم ذرة من الولاء الوطني والقومي لتمسكوا بالعقل والحكمة وشاركوا في اللقاء العربي اللاتيني الذي لم يحضره سوى القليل من الحكام العرب في مقدمتهم أمير قطر والرئيس علي عبدالله صالح الذي عودنا على التغريد غالبا خارج السرب العربي المهجن التابع بالولاء المطلق للقوى الغربية بزعامة أميركا أقول لو كان أولئك الحكام العرب الفارون من اللقاء بقوا والتقوا بزعماء أميركا اللاتينية وبالذات بالرئيس ( هوجو شافيز ) ربما كانوا سيستفيدون منهم في كيفية التعامل مع شعوبهم وكيفية الحفاظ على كرامتهم وكرامة شعوبهم .. وأيضا سيستفيدون من الخبرة في كيفية تنمية شعوبهم ومجتمعاتهم وكيفية استثمار خيرات بلدانهم وكيفية جعل الشعوب ترتص معهم ووراءهم لمواجهة التجبر والغطرسة الأميركية الغربية فربما كانت الدروس ستنفعهم لو أخلصوا واستوعبوا وآمنوا وأيقنوا أنهم قادرون على أن يكونوا أحسن وأفضل من غيرهم بما تحتوي بلدانهم من إمكانات وثروات هائلة تخضع الغرب وتجبره على تغيير سياسته تجاههم وتجاه بلدانهم وسيرون ويشعرون أنهم كانوا واهمين ومغيبي العقل والإرادة بخضوعهم المطلق لأعدائهم وأعداء بلدانهم وشعوبهم فذلك سبب ضعفهم وهوانهم الدائم ..
مع أن وضعهم وإمكاناتهم وموقعهم أفضل بكثير من كل الآخرين على خارطة العالم فالأمر لا يتطلب سوى الثقة بالنفس وبالشعوب ونبذ الرغبة بالخلود على الكراسي والعروش أسوة بـ (إبليس) اللعين الذي أراد أن يكون من المنظرين وهم كأنهم يتمنون أن يكونوا مثله لضعف الإيمان في قلوبهم وكأنهم لا يدركون أن الإنسان مهما تعمر وتخلد فهو إلى زوال ولن يأخذوا معهم لا مالاٍ ولا جاهاٍ عند لقاء ربهم خالقهم وخالق كل الكائنات وعند قيام الساعة لن تنفعهم لا سلطة ( بوش ) ولا ( أوباما ) ولا وساطتهم أو شفاعتهم هم وغيرهم من جبابرة العالم .. لكن أغلب الحكام العرب كأنهم لا يقرأون القرآن وإذا قرأوه لا يستوعبونه أبدا فما يفعلونه يدل على أن كل أفعالهم وأقوالهم مخالفة لأحكام القرآن ونواهيه وهم بلا شك محاسبون لخيانتهم الأمانة وخضوعهم الذليل لأعداء بلدانهم وأعداء العروبة والإسلام ..
محمد عبدالرحمن المجاهد