كانت الأيام القليلة الماضية حافلة بالعديد من القمم السياسية والاقتصادية وغيرها من شؤون وشجون بل وهموم المعمورة فبعد أن شهدت العاصمة القطرية انعقاد قمتين.. القمة العربية الحادية والعشرين التي تم اختصار مدة إقامتها من يومين إلى يوم واحد فقط في سابقة نادرة الحدوث وربما كان هذا التقليص أفضل ما تحقق من تلك القمة التي لم يتمخض عنها أي جديد يستحق التنويه أو الإشارة إليه.
فعلى الرغم من أن القمة وصفت بقمة تنقية الخلافات والأجواء العربية – العربية شبه الملبدة.. باعتبار أن التحركات التي سبقتها أوحت للكثيرين بأنها ستكون بالفعل قمة المصالحة والمصارحة.. إلا أن شيئاٍ من ذلك لم يحدث حتى مع استثناء ذلك اللقاء – الفريد – الذي جمع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بوساطة قطرية.. فحتى هذا اللقاء الذي دام »3« ساعات لم يعلن عما دار فيه الذي قيل أنه استمر »180« دقيقة.. عدا ذلك فقد تخلف عن الحضور العديد من القادة أبرزهم وأهمهم غياب رئيس أهم دولة عربية المصري حسني مبارك.. ناهيك عن ملك المغرب والرئيس الجزائري واكتفاء العراق بإيفاد رئيس الحكومة نوري المالكي!!
وعلى صعيد المناقشات للمواضيع الهامة أو العادية فقد جددت القمة طرح المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل رغم مجيء الحكومة اليمينية »المتطرفة« بقيادة نتانياهو وليبرمان.
وأكد البيان الختامي – كالعادة – أن المبادرة لن تظل مطروحة على الطاولة إلى مالا نهاية!! ولم يستجد أي جديد عن قمة الدوحة وحتى التضامن الصريح مع السودان ورئيسه بشأن مذكرة الاعتقال الدولية لم يكن متبوعاٍ بآليات عملية!!
وبالنظر إلى ما خرجت به القمة العربية رقم »21« والنتائج التي خرجت بها القمة العربية – اللاتينية »الثانية« فقد كانت فوائد – هذه الأخيرة – أهم وأفضل بكثير من تلك التي خرج بها القادة العرب من قمتهم العربية التي لم تخلْ من المناكفات والتجاذبات رغم أن العنوان الرئيسي للقمة كان يحمل مضمون المصالحات وتنقية أجواء الخلافات العربية – العربية فبالنظر إلى عدد الاتفاقيات التجارية والاقتصادية التي تم إبرامها بين الدول العربية ودول أميركا اللاتينية الـ11 التي شارك قادتها في القمة الثانية »العربية – اللاتينية« بالدوحة كانت أجدى وأنفع مما أفرزته القمة العربية.. ويكفي أن القمة مع قادة أميركا اللاتينية أرسلت أكثر من رسالة إلى أكثر من جهة بشأن الانفتاح على دول وتكتلات عالمية »جديدة« دون التقوقع في إطار »معروف« لم يعد ذا جدوى حقيقية!!
آخر السطور:
وبعد قمتي الدوحة المذكورتين شهد العالم وتابع انعقاد الكثير من القمم مثل قمة العشرين في لندن ثم قمة الناتو وغيرهما إذ تحقق للمشاركين الكثير من الفوائد والمنافع الحقيقية »الملموسة« كان أهمها تلك المعالجات الخاصة بالأزمة المالية والاقتصادية التي يعاني منها العالم عموماٍ!!بالإضافة إلى المكاسب الآخرى التي تحققت في تلك القمم للعديد من الدول والتكتلات وهو ما يؤكد النجاح الكبير لأي قمة أخرى »في العالم« والفشل الذريع المصاحب لكل القمم العربية.. من انشاص إلى الدوحة.. يا قلبي لا تحزن!!
علي الريمي