على بْعد معركة قادمة لا محالة.. ترقب »القدس« خطى الساعين إلى وضع حد حاسم لسبل تهويدها.
وعلى بْعد انتصار صريح يكفل انتزاع حقوقنا من براثن مغتصبيها.. تترقب مدينة السلام مراسم صياغة ملامحها المستقبلية المبتغاة.
وعلى مقربة من مهانة تسليمنا بالعجز في مواجهة أعدائنا وأعداء أمتنا.. لم يعد أمامنا سوى أن نتسابق لنيل شرف المحاولة باتجاه ما ينبغي أن يكون.
وفي إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية في عامنا هذا.. ما يعد نوعاٍ من المقاومة الوطنية والقومية الحقة سعياٍ لإبطال مفعول ما بات يستهدف طمس معالم هويتها على مر العصور.
فقد طال أمد تعريض أقدس مقدساتنا هناك- وفي القلب منها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة- لخطر التصدع والانهيار دونما موقف عربي يرقى إلى مستوى هذا الذي ترتكبه قوات الاحتلال في هذا الجانب على أهميته.
فمن إصرار قادة الكيان العنصري المصطنع على مواصلة حفرياتهم المغرضة تحت باحة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولأمر في نفس يعقوب كما يقولون إلى توسيع رقعة انتشار مستوطنيهم في عديد أنحاء العاصمة التاريخية لفلسطين التي نحب إلى مصادرة ممتلكات المغتصبة حقوقهم فيها وإنذار العشرات من بين سكانها العرب بإخلاء منازلهم الكائنة بين أرجائها.. بغية هدمها تحت ذرائع مفتعلة لا أساس لها من الصحة على وجه الإطلاق إلى غير ذلك من تصرفات عدوانية أخرى مماثلة.
لكل هذا وذاك.. كان لابد من أن يلجأ بنو صهيون إلى استنفار قواهم للحيلولة دون تمكين بني قومنا في الوطن المحتل من احتفائهم بإعلان القدس عاصمة للثقافة العربية هذا العام ومن ثم.. استخدام القوة لمنع أي من مظاهر الابتهاج بهذه المناسبة على المستويين الرسمي والشعبي وإن كان قد جرى الالتفاف على حماقاتهم هذه بشكل أو بآخر.
ومن هنا.. يحدونا كبير الأمل في أن تتحول عواصم بلداننا العربية ككل إلى امتداد اعتباري لمدينة القدس بحيث تتقاسم في ما بينها حيثيات إنجاح هذه التظاهرة الثقافية على أهميتها في مواجهة تلك المحاولات الصهيونية البغيضة.. الرامية إلى إفشالها بالمقابل ودون وجه حق.
ولا أقل إذاٍ.. من أن يجري تعميم سلسلة الفعاليات الثقافية المفترضة لعام القدس على اتساع خارطة وطننا الأم.. من خليجه وحتى المحيط وبمشاركة فلسطينية فاعلة كذلك وبحيث تحمل إصدارات مؤسساتنا الرسمية والأهلية ذات العلاقة.. طيلة العام شعار هذه المناسبة عملاٍ بما تضمنه قرار جامعة الدول العربية بهذا الخصوص.
ولنكن جميعنا- حكاماٍ ومحكومين- بحجم تحد كهذا.. على الأقل..
ابن النيل